لا أعرف منذ متي بدأت علاقتي به وما هو حتي الدافع لاستمرارها..؟! ولا أنكر أنني كنت مستمتعة بها إلي أقصي درجة .. إلا أنني فجأة وبدون مقدمات شعرت بشيء ما يحثني علي إنهاء هذه العلاقة خاصة أنني كنت في الفترة الأخيرة محملة بالقلق ومراقبة كل من حولنا خوفا من أن يرانا أحد نعرفه..!! بحثت عن طريقة للخروج من هذا المأزق وبدأت أرتب أفكاري وكيف سأخبره... ربما سأقول له إنني شعرت بأنني ارتكبت جرماً في حق نفسي وحق زوجي وأنني لا أستطيع الاستمرار وأخشي عقاب الله... وفكرت قليلا وأدركت أن هذا العذر لن يجدي وسيكون له أكثر من رد.. أبسطها أن لا أحد يمشي علي الصراط المستقيم.. وأنه ليس الغلطة الوحيدة في حياتي. إذن سأبحث عن سبب آخر.. وليكن مثلا أن وجوده قد أربك حياتي.. وأنني لم أعد أستطيع أن أتوازن مع نفسي.. وأعجبني هذا العذر جدا.. إلا أنني كنت أعلم علم اليقين أنه من الذكاء واللباقة بأن يفلت منه أيضا... وتعبت من التفكير للبحث عن طريقه لإنهاء هذه العلاقة... وأخيرا... لمعت ولاحت في الأفق تلك الفكرة الشيطانية برأسي.. فأنا من تلك التركيبات التي تمتلك خطوطاً حمراء لا يمكن الاقتراب منها.. ولو اقترب منها كائن من كان لكانت كافية بأن يتساوي وجوده من عدمه بالنسبة لي.وجاء اليوم الذي انتظرته.. أقصد يوم لقائه... وبعد السلام والنظر إلي وجهه للمرة الأخيرة وجزمي بأن ما أقدمت عليه هو الألم بعينه لي وافتقادي له، إلا أنني أعلم بأنه لا مفر لما أقدمت عليه ولا تراجع، ونظرت في عينيه وابتسمت ابتسامة تحمل أكثر من معني واعتدلت في جلستي وسألته بمنتهي الهدوء: تفتكر مراتك تعرف حد؟! وحاول أن يتماسك إلا أنه بهدوء مصطنع واستنكار جاء رده: مراتي أنا.. مستحيل!! وأجبته بنفس الهدوء وأنا أنظر مباشرة في عينيه: لماذا مستحيل؟! أليست امرأة ولها مشاعر وقد تضعف في أي لحظة؟! (لازال متماسك الأعصاب وإن كان صوته قد اعتلته حدة غضب): مراتي ست محترمة.. ومش معقول تعمل أو حتي تفكر في كده! ارتاح قلبي وهدأ بالي فهذا ما كنت أصبو إليه.. والإجابة التي انتظرتها واعتدلت في جلستي وقد علت وجهي لمحة غضب (مصطنعة): ماذا.. ماذا تقول..؟! محترمة.. وماذا عني.. ألم تصفني بكل كلمات الاحترام والأخلاق؟! ألم تقل هذا وأكثر؟! (يبدو أنني أفقدته توازنه)، فسرعان ما تغيرت نبرة صوته وأصبحت أكثر هدوءا وكأنه يحدث نفسه: أنا.. أنا لم أقصد.. ولكن زوجتي لا ينقصها شيء وأنا ألبي كل ماتتمناه. ابتسمت ببرود: وأنا أيضاً لا ينقصني شيء و زوجي أكثر من رائع.. وبحدة مع لعثمة في صوته قال: إنها تحبني وتحاول إرضائي بكل الطرق لا... لا.. لا يمكن تعمل كده! وهززت كتفي وبلا مبالاة: وأنا أيضا أحب زوجي وأحاول إرضاءه بكل الطرق وشتي الوسائل.. ولا أعرف لماذا أخذ يتلفت يميناً ويسارا ثم أخرج الموبايل من جيبه وبأصابع غاضبة ضغط علي أزراره ثم وضعه علي أذنه وسرعان ما ذم شفتيه ولم أمهله ليحاول الاتصال مرة أخري بل سارعت قائلة: ماذا.. الموبايل غير متاح؟ أجابني بكل غيظ: نعم غير متاح!! .. وتحولت ابتسامتي إلي ضحكة وبصوت بارد وغير مهتم قلت: مثلي تماما موبايلي غير متاح... تصور: ووضع الموبايل إلي جانبه (أقصد رزعه) وبصوت تملؤه الحيرة قال: للمرة المليون بقولك مراتي مش ممكن تعمل كده!وازدادت ابتسامتي.. وإن كانت بلا صوت محدقة في عينيه وقد وضعت ساقا علي ساق وقد عدت بالكرسي للوراء: وأنا بقولك للمرة المليون إن زوجي يقول نفس الشيء وربما أكثر وبصوت يحمل رنة النصيحة: اسمعني وبهدوء.. زوجتك وأمك وأختك وحتي ابنتك هن كذلك في وجودك، أما إذا استدرت عنهن فهن نساء لاتعلم عنهن شيئا ولا تستطيع أن تجزم أو تتوقع بأي الأشياء يفكرن وعلي أي نحو سيتصرفن.. وحدقت في وجهه لأري صدي ما قلت يبدو أنني قد نجحت فيما أردته، ووجدته قد بدأ يلملم أشياءه إلا أنني هممت بالوقوف قبل أن يسبقني بالانصراف وصوبت بصري إليه لأتامله وللمرة الأخيرة قائلة: لا تتعب نفسك بالاتصال بي سأغير كل أرقامي وسارعت بالانصراف وتركته خلفي يفكر وربما قتله الشك.. أما أنا فقد بحثت عن منديل لأجفف دموعاً انهمرت من عيني.