لا تقلق من المجهول فكل شىء عند الله معلوم. حينما تضيق السبل فى وجهك، وتظن أنك وحيد متعب، إذا تذكرت خالق الكون ورازق الجميع، غافر الذنب، القادر الباسط الخافض الرافع السميع البصير الحكم العدل، إذا ذكرته ستكتشف أن أكبر خطأ يفعله الإنسان هو أن ينسى أن المقادير بيد الله سبحانه، وأنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن العزة له وحده. حين يتذكر الإنسان هذا ويستوعب ما الذى يعنيه، فسيشعر بارتياح شديد، حيث تشعر أنك، لست وحدك. لست وحدك، لأن الله سبحانه يقبض ويبسط، له حكمة فى كل شىء، لكننا ربما نكتشف عظمة النعمة الكبرى المختفية وراء محنة كبرى نمر بها، دون أن ندرك خلال لحظات المحنة أنها نعمة كبرى من المولى سبحانه العالِم بنا. فى حالات المرض الشديد حين تشكو من آلام شديدة فى جسدك تذكر أن الله حين يأخذ منك نعمة الصحة، فإنما هو يمنحك «معية المنعم سبحانه» على حد تعبير فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، أليس الله هو القائل ياابن آدم مرضت فلم تعدنى. قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده أما علمت إنك لو عدته لوجدتنى عنده. تشكو ربما آلاما نفسية لتقلبات الناس والأحداث، فتدخل إلى فراشك مهموما محزونا، إذا تذكرت الله سبحانه فناجيته وإليه شكوت ضعف نفسك وقلة حيلتك وربما هوانك على الناس، إذا تذكرت أنه رب المستضعفين وربنا جميعا، وأنه إن لم يكن به عليك غضب فلا يجب أن تبالى فإن الله إذا شاء فإنه وحده القادر على أن يريحك ويكشف الغمة ويزيح الهموم. إذا أخذت تتقلب فى فراشك مؤرقا متوترا من غلبة الدين أو قهر الرجال، أو العجز فى مواجهة ما هو أكبر منك، فتذكر الله الأكبر من الجميع الذى نفتتح الصلاة بأنه الله الأكبر، ونجدد التكبير أو التذكر بأنه هو الله الأكبر خلال انتقالنا ما بين كل حركة خلال الصلاة والحركة الأخرى بما يحمله تكرار النطق بأن الله أكبر ما بين حركات الصلاة لنتذكر أن الله أكبر خلال الانتقال بين مختلف حركاتنا فى الحياة، ولأن الله أكبر فهو الذى بيده الأمر وهو على كل شىء قدير. نخطئ بقصد أو بدون قصد، تؤرقنا أخطاؤنا بعد أن نضع رؤوسنا على الوسادة ويسود الظلام والسكون خلال الليل، لكنه الله الحنان المنان لو تذكرنا أنه يسأل مع الثلث الأخير من الليل هل من مستغفر، فإذا استغفرنا وأنبنا وطلبنا العفو والدعاء بعدم العودة للخطأ، فمن قابل التوب سواه سبحانه وتعالى. إذا ظلمك ظالم فقل بقلبك قبل لسانك فوضت أمرى إلى الله سبحانه. وتذكر دائما أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وأن الله يرفعها فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الله عن المظلوم: وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين.