إشراف: جميل كراس اتخذ اللواء «محمود أحمد على» رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية واتحاد كرة السلة قرارا باعتزال الحياة الرياضية بعد مسيرة حافلة بالعطاء للرياضة المصرية لاسيما أن التفوق الكبير لمصر فى دورة الألعاب العربية جذب الأنظار بشدة إلى اللجنة الأوليمبية ودورها فى المساهمة فى تحقيق هذا الكم الكبير من الميداليات فكان هذا الحوار معه.
*لماذا اتخذت قراراً بالاعتزال؟ - عمرى الآن 73 سنة وحين تنتهى دورتى بعد عامين أكون قد وصلت إلى 75 سنة إن شاء الله وأحتاج إلى الراحة وتسليم الراية إلى من بعدى كى تستمر الحياة. *ولماذا رشحت الدكتور حسن مصطفى لخلافتك؟ - لم أرشح الدكتور حسن مصطفى ولكن كل ما قلته أن رئاسة اللجنة الأوليمبية تحتاج إلى إدارى محنك فى المجال الرياضى مثل الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد أو أدهم شرارة رئيس الاتحاد الدولى لتنس الطاولة وتعيين رئيس للجنة الأوليمبية يأتى بالانتخاب وليس بالتعيين وبالتالى فترشيحى لن يجدى دون انتخاب الاتحادات للأعضاء فى اللجنة الأوليمبية. *ما حقيقة العجز فى ميزانية اللجنة الأوليمبية؟ - يدفع المجلس القومى للرياضة مليونى جنيه كدعم إدارى للجنة الأوليمبية وتذهب إلى مرتبات الموظفين إلى جانب دفع مقابل الخدمات المرفقية للجنة الأوليمبية ولكن قيمة المرتبات والخدمات للجنة توازى خمسة ملايين وستمائة ألف جنيه أى أن هناك ثلاثة ملايين جنيه عجزاً فى ميزانية اللجنة الأوليمبية بشكل سنوى. *وماذا فعلت لعلاج هذا العجز؟ - يوجد برصيد اللجنة الأوليمبية فائض يقدر بحوالى 12 مليون جنيه ندفع منهما ما ينقصنا من نفقات. *وهل أنت راض عن الرياضة المصرية؟ - هناك فارق بين الرياضة والرياضيين فالرياضى المصرى يبذل قصارى جهده ولكن الرياضة المصرية للأسف فى تراجع. *وما سر التراجع فى الرياضة المصرية؟ - ليس سرا ولكن الأمر يتعلق بالفساد الذى استشرى من النظام السابق الذى يحكم مصر فلا توجد منشآت رياضية كبرى يمكنها استيعاب أحداث عالمية بالرغم من وجود الإمكانيات الإدارية والبشرية فى مصر ولكن للأسف لا يوجد تخطيط وعلى سبيل المثال لا يوجد أى مساحات خضراء مفتوحة تكفى لممارسة الرياضة بين أطياف الشباب ولا توجد أى مراكز متطورة بشكل حضارى بالإضافة إلى أن النظام السابق أهمل تربية الجيل الحالى فشهدنا تراجعاً كبيرا مما أثر على الرياضة باعتبارها حلقة من الحلقات داخل المجتمع المصرى. *هل تعنى أن الجيل الحالى غير جاهز لتحمل المسئولية؟ - لم أقصد التربية الخلقية وإنما التربية الوطنية فمثلاً يدخل الشباب الجامعات بعد أن عانوا من خلال دراستهم الطويلة بالمدارس ويتخرجون دون أن يجدوا أى وظيفة وإن حصلوا عليها لا تساعدهم فى تلبية متطلبات حياتهم فيكونون عرضة لكثير من الانحرافات فيخرجون إلى المجتمع بلا انتماء للوطن وعلى سبيل المثال منذ سنوات جمعتنى جلسة مع لاعبين للمنتخب الوطنى لديهم مباراة غدا وطالبت الفريق بضرورة الفوز من أجل مصر لكن أحد أفراد الفريق استوقف حديثى وقال لى: وماذا فعلت لنا مصر؟.. وبعد حديث طويل بينى وبينه شعرت أن حديثى لم يؤثر فيه وأبرز دليل على ذلك أن هناك أكثر من 35ألف شاب مصرى يعملون داخل إسرائيل وبعضهم متزوج من إسرائيليات.. وهنا أقول إن النظام السابق متهم بعدم تربية الشباب وطنيا لأنه قام بالتقصير فى حقوق هؤلاء الشباب ولم يفكر فيهم بقدر ما كان يهمه البقاء حاكما لمصر. *هل كنت تتوقع فوز مصر بدورة الألعاب العربية؟ - كنت أتوقع أن تفوز مصر بالدورة لكنى لم أتوقع أن تفوز بهذا الكم الكبير من الميداليات الذهبية وهذه انجازات روح الثورة. *هل ترى أن التلاعب فى جداول ومواعيد المباريات محاولة للإضرار بمصر ؟ - تغيير مواعيد المباريات لم يؤثر علينا كثيرا لأنه حدث بعد أن انطلقنا بقوة فى دورة الألعاب العربية بالدوحة وأصبح من المستحيل إيقافنا وأنا أعلم أن هناك من لا يحب مصر لأنها بالنسبة لهم هى الرائدة فى جميع المجالات وهم يحاولون بشتى الطرق المضى قدما فى التساوى بيننا وبينهم ولكنهم فى النهاية يفشلون ومع ذلك أحمل النظام السابق مسئولية كبيرة مما يحدث مع مصر الآن لأنه اعتمد فى علاقته مع بعض الدول على الاستدانة وطلب المنح والمعونات وهو الأمر الذى جعل البعض ينظر إلينا كأننا دولة أقل منهم شأنا ولكن فى الحقيقة هم يعلمون ثقل مصر فى المنطقة العربية جيدا ومع ذلك يتعمدون ذلك وقد تحدثت من قلب قطر وقلت إن مصر رائدة فى جميع المجالات ومنها المجال الرياضى وأن الفارق الشاسع بين مستوى مصر وأى دولة أخرى فى الدورة واضح بالرغم من الظروف السياسية التى تمر بها مصر وقد تفاجأت بحجم الصدمة المرسومة على بعض الوجوه هناك من الريادة المصرية. *ولماذا شهد توزيع مكافآت الدورة العربية خلافات شديدة؟ - كان هناك بعض الأصوات التى طالبت بأن توزع مكافآت الدورة بأشكال مختلفة ولكن مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية اتخذ قرارا بأن يتم توزيع المكافآت مناصفة بين اللجنة الأوليمبية والاتحادات التى حصل لاعبوها على ميداليات فى الدورة العربية وقد تم اتخاذ قرار بمنح خمسة آلاف جنيه لصاحب الميدالية الذهبية وثلاثة آلاف جنيه لصاحب الميدالية الفضية وألفى جنيه لصاحب الميدالية البرونزية. *لماذا يوجد خلاف بينك وبين الدكتور عماد البنانى؟ - لا يوجد خلاف من أى نوع سواء بينى وبين الدكتور البنانى أو المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة السابق. *ولكن الدكتور البنانى طالب بمحاسبة اتحاد السلة ؟ - اتحاد السلة لم يفعل شيئاً ليحاسب عليه فقد وعد بتحقيق ميداليتين متنوعتين فى السيدات والرجال فى منافسات دورة الألعاب العربية وقد حدث، حيث فازت السلة النسائية بالميدالية الفضية وفريق الرجال بالميدالية البرونزية وأعتقد أنه بذلك قد حقق المطلوب من المشاركة فى البطولة العربية بالإضافة إلى أن الدكتور البنانى نفى أن يكون قد طلب محاسبة اتحاد السلة. * ما دور اللجنة الأوليمبية بشأن المنشطات ؟ - أرسلنا إلى الاتحادات التى تم اكتشاف مثل هذه الحالات بشأنها من أجل عقاب اللاعبين ولكن عدد الميداليات التى تم سحبها لم يؤثر مطلقاً على ترتيب مصر فى دورة الألعاب العربية. * ولماذا تخلف الفريق الأول للجودو عن دورة الألعاب العربية؟ - كانت هناك بطولة مهمة يجب أن يشتركوا فيها من أجل تجميع عدد معين من النقاط كى يتأهلوا إلى لندن وتمت المشاركة بفريق الصف الثانى فى دورة الألعاب العربية. * ما توقعاتك فى أوليمبياد لندن؟ - سأنتظر فى البداية لمعرفة عدد المتأهلين فى البطولة ولكن أتوقع التألق فى ألعاب الجودو والتايكوندو.