كانت الجرعة مكثفة خلال الأسبوع الماضى.. جرعة التصريحات الاستفزازية التى أتحفنا بها البعض.. والتى تخاصم المنطق وتستهين بالعقل وتفرض علينا صورة ضبابية للمستقبل من هذه النوعية المستفزة من التصريحات غير المسئولة التى جاءت على لسان بعض المسئولين إن «مجلس الشعب لا يعبر عن مصر»!! ياخبر أسود.. مجلس اختاره الشعب بإرادة حرة وبانتخابات نزيهة تتم لأول مرة بلا تزوير متعمد أو تزييف منهجى وبنسبة حضور وصلت فى المرحلة الأولى إلى 60% لأول مرة فى تاريخ الانتخابات البرلمانية منذ عهد الفراعنة كما أكد رئيس اللجنة العامة للانتخابات نفاجأ بمن يقول إن المجلس الذى يضم هؤلاء النواب عن الشعب لا يعبر عن مصر.. طيب من إذاً الذى يعبر عن الشعب المصرى؟! أو على رأى المقولة السينمائية الشهيرة فى فيلم واإسلاماه «لما أحب أخاطب الشعب المصرى أكلم مين؟!». إوعوا تقولوا كلم «140 دليل» لأننى عندما كلمته دلنى على مكان لجنتى الانتخابية ورقمها.. ورقم اسمى فى كشوف الناخبين معنى هذا أن الدليل.. دلنى على أن الانتخابات هى الطريق للبرلمان والذى يعبر عن الشعب المصرى رسمياً إذاً لابد أن نحترم إرادة هذا الشعب مهما اختلفت أو تعارضت النتيجة مع مصالحنا أو رغباتنا أو طموحنا لأن هذه هى قواعد اللعبة الديمقراطية التى ارتضينا بها والتى لابد أن نكون على مستوى الالتزام بها وبنتائجها مهما كانت ولا يصح مطلقاً أن نسخف من مجلس الشعب الذى اختاره الشعب ونقول إنه لا يعبر عن شعب مصر.. بأمارة إيه..؟! ومن سيادتك لتعرف شعب مصر أكثر من نفسه لتتكلم عنه وتقول إن هذا المجلس مطابق للمواصفات التى ترونها فى الشعب أو مخاصم لها!!. التصريح الثانى الذى لا يقل استفزازاً عن التصريح الأول هو ما صرح به أحد المسئولين أيضاً بأن «ميدان التحرير مش هو مصر» هو إيه ياجماعة اللى بيحصل ده..؟! طيب لما ناس من جميع أطياف الشعب المصرى اجتمعوا على قلب رجل واحد وأقاموا فى ميدان التحرير وأقسموا ألا يرحلوا إلا لما يحرروا الوطن ويرحل الظلم والاستبداد ولم يكتفوا بالكلمات والشعارات بل دفعوا الثمن غالياً من دماء مئات الشهداء وآلاف المصابين.. وبفضل ميدان التحرير وناسه رفعنا رأسنا فوق.. وأصبح ميدان التحرير ماركة مسجلة فى العالم كله ودليلاً على تحضر ووعى الجماهير المصرية وقدرتها على فرض إرادة الشعب بشكل سلمى والوقوف فى وجه حاكم جائر وإجباره على التخلى عن الحكم. والآن بعد أن أصبح ميدان التحرير كعبة الحرية التى يطوف بها كل مقهور ليستمد العون على مواجهة ظالميه وانتزاع الشرعية الثورية لتظلل الجميع وتستوعب كل الأحلام نجىء الآن ونُسخف وندعى أن ميدان التحرير مش هو مصر. وهل ميدان التحرير كان هو مصر فى يناير وفبراير.. ثم فجأة أدركنا أن ميدان التحرير مش هو مصر فى نوفمبر من إذاً الذى تغير.. ميدان التحرير أم أنتم؟! ومن هى مصر إذا لم تكن هى ميدان التحرير؟! هل هى الهرم.. النيل هى دى مصر ياعبلة كما قيلت فى فيلم الصعود إلى الهاوية أم أن البحث مازال جارياً عن مصر؟!