بروح فنية جديدة تلعب علي قيمة التغيير وبقومسيير عام جديد انطلقت دورة صالون الشباب الثانية والعشرين والتي افتتحها وزير الثقافة مع حشد من الفنانين التشكيليين الشبان لتحدث حالة من الزخم والتنافس الفني طوال شهر تقريباً بقاعات قصر الفنون وقاعة الباب بمتحف الفن الحديث ومركز محمود مختار الثقافي في تظاهرة فنية امتزجت بالموسيقي والألوان والأحداث. للوهلة الأولي تشعر بأن هناك شيئاً مختلفاً في صالون الشباب هذا العام فروح التغيير وثورة 25 يناير المجيدة تحلق في قاعات العرض وفي أعمال 252 فناناً وفنانة من الشباب قدموا ما يقرب من 269 عملاً فنياً في مجالات التصوير والجرافيك والخزف والرسم والفوتوغرافيا والتجهيز في الفراغ والنحت والفيديو آرت والبيرفورمانس والكمبيوتر جرافيك مع التأكيد علي أن من قدموا أعمالهم للصالون تجاوزوا ال 550 فناناً بأعمال تقترب من السبعمائة عمل، وقامت لجان التحكيم بفرز الأعمال المقدمة حتي وقع الاختيار علي الأعمال المعروضة والتي تمثل نهجاً مختلفاً عن كل عام، والاختلاف هنا أحدثته ثورة 25 يناير التي عبر عنها بشكل فني أكثر من فنان وفنانة في حين دارت أغلب الأعمال حول قيمة الإنسان في عالم واسع تحيطه الفوضي والغموض وأحياناً الوحدة والاكتئاب، ويحسب للفنانين والفنانات المشاركين في الصالون الذين لم تتجاوز أعمارهم ال35 عاماً حسب شروط الصالون أن كل واحد منهم عبر عما يجيش بداخله بالألوان والخامات وأحدثوا حالة فنية تتفق أو تختلف مع قيمتها ولكنك لا تستطيع أن تختلف حول قيمة التغيير فيها فالفن التشكيلي مثل غيره من المجالات الفنية الأخري يؤثر ويتأثر بما يحدث حوله واستطاع الفنانون والفنانات الشباب بروحهم المتحمسة ومواهبهم المختلفة أن يعبروا عن تلك الحالة التي رأيناها في الأوبرا حالة أقرب إلي الحماسة والثورية وارتياد عوالم فنية مختلفة. وينبغي أن نفرح بهذه الحالة وهذه الدورة من صالون الشباب التي تعد أول حدث فني ضخم بعد ثورة يناير وقد أراد كل فنان وفنانة أن يستغلوا تلك الحالة الثورية في التعبير عن أعمالهم التي جاءت متنوعة في الأفكار والأسلوب والخامات والأدوات من التصوير إلي الفوتوغرافيا إلي النحت إلي التجهيز في الفراغ، ولا ينبغي هنا أن نتوقف عند جوائز الصالون التي شهدت جدلاً واسعاً حول الأحق بالفوز بالجائزة فكل المشاركين والمشاركات فازوا بأعمالهم التي جاءت مختلفة عن كل عام وبحسب كلمة د. عماد أبو غازي وزير الثقافة في افتتاح الصالون فإن الرؤي أصبحت أكثر اتساعاً وتعبر كافة الحدود في التقنيات والمكونات لتعكس وجهة نظر تنافسية تسعي للوصول إلي تفرد إبداعي يضيف الجديد دائماً إلي الصالون في حين رأي د. صلاح المليجي رئيس الصالون ورئيس قطاع الفنون التشكيلية أن المنعطف التاريخي الذي تمر به مصر الآن فرض التغيير فاخترناه شعاراً لصالون الشباب ال 22 كقيمة فنية يتنافس حولها شباب الفنانين ليعبروا عن طموحاتهم وأحلامهم ورؤاهم وأفكارهم للواقع والمستقبل في شكل فني متنوع تنوعاً كبيراً. وأكد د. رضا عبدالسلام رئيس لجنة تحكيم الصالون علي فكرة أن صالون الشباب في دورته الجديدة مثل منحي جديداً وزخماً فنياً وإبداعياً نتيجة الأعمال الفنية المعروضة علي اختلاف تقنياتها وتوجهاتها وتكويناتها مضيفاً أن العرض الفني للأعمال اعتمد مبدأ الشفافية والنزاهة والموضوعية من أجل منح فرص عادلة ومتساوية لجميع العارضين. وحول متغير ثورة 25 يناير وتأثيره علي الأعمال المختارة أكد د. رضا أن المجال هنا لا يسمح بالمراهنات والمزايدات علي حدث ثورة 25 يناير بل كانت المراهنة علي فعل إبداعي جاد ومخلص يهدف إلي التحديث والتغيير في لغة الفن وإشكالياته الفنية والجمالية ومضامينه الإنسانية، واعتقادي أن شباب العارضين نجحوا في التعبير عن التغيير برؤي معاصرة وناضجة أما خالد حافظ قومسيير عام الصالون فقال: لقد تعلمت كثيراً كممارس يومي للفن التشكيلي بعدة وسائط من زملائي الشباب صغار السن عظماء القامة والموهبة والذين سيغزون بعملهم وموهبتهم ومثابرتهم الحركة الفنية والمحلية والأقليمية والعالمية. وأكد محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون أن دورة صالون الشباب ال 22 حملت مزيداً من الحرية والتوهة في ظل متغيرات شهدتها مصر. وبقي القول بأن الصالون يشهد برنامجاً ثقافياً طوال فترة إقامته عبارة عن ورش فنية في التصوير والجرافيك لتنمية الجوانب المهارية للشباب الذين لم تحظ أعمالهم بالقبول وكذلك إقامة ندوات حول الفنون المعاصرة وتقييم أفكار الصالون ومعايير اختيار الأعمال وأيضاً لقاءات حرة مع نقاد تشكيليين.