أصبح حلمه الأول أن يجد الساعة التى يستسلم فيها للراحة والنوم الهادئ.. فهو دائم السفر والبحث والدراسة والحوار مع الجاليات المصرية خارج مصر من أجل جمع تبرعات حملة المليار لتطوير العشوائيات.. هذا المشروع الذى يضم العديد من المعانى الصادقة من التحدى والحب والانتماء والتضحية التى تسكن قلوب المصريين فى مصر والخارج. وها هو عائد من دولة البحرين ومعه جائزة أحسن عمل تطوعى ليقضى أياما فى مصر ولا أجد أمامى سوى انتظاره على باب مطار القاهرة، حيث يتجه مسافرا إلى أمريكا لمتابعة لقاءاته مع الجالية المصرية هناك. وقبل سفره بساعات كان هذا الحوار بيننا: بداية قلت له: * أنت أول فنان يحصل على جائزة أحسن عمل تطوعى ويتم تكريمه من دولة عربية مثل دولة البحرين.. ماذا تقول لمن يتشككون فى أن حملة التبرعات كلها آتية من الإخوة العرب؟ - أجابنى: هذا غير صحيح فاختيار كلمة المليار تعنى رمز التحدى وإزالة مفهوم أن المصريين متسولون! فلقد حرصت على أن تكون المليار الأولى من تبرعات المصريين داخل مصر وخارجها ولقد حرص إخواننا العرب على المساهمة فى هذه الحملة ولكننى طلبت منهم أن يؤجلوا تبرعاتهم هذه إلى ما بعد جمع المليار الأولى من المصريين، والحمد لله أن ما حصدناه إلى الآن كله من أموال المصريين فأنا أسعى بمنتهى الجدية لمسح عار أننا شعب متسول، أما فيما يرددون من أكاذيب بلا أى أدلة فعليهم أن يسألوا أنفسهم ماذا قدموا لمصر فى هذه الظروف الصعبة؟ أم أنهم اختاروا لأنفسهم أن يكونوا ثائرين على الفاضى والمليان؟ هؤلاء عليهم أن يدركوا أن الثورة تعنى التغيير والتغيير يعنى أن تبدأ بنفسك أولا. * قاطعته: أعلم أن تطوير العشوائيات سيتكلف نحو ال 300 مليار جنيه ماذا حققت منها حتى الآن من أموال المصريين؟ - أجاب: الحقيقة أن المصريين فى مصر قدموا تبرعات كثيرة رغم الظروف الاقتصادية السيئة منها هذا بخلاف شركات متخصصة فى التنمية الذاتية تقوم ببحث أحوال العاطلين ودراسة ظروفهم الاجتماعية وأيضا هناك مجموعات لمحو الأمية موجودة حاليا فى العشوائيات بالإضافة إلى مساهمات رجال الأعمال والفنانين المصريين وأطباء كذلك قدم السيد نيازى سلام تبرعات ضخمة من خلال بنك الطعام أما منظمة الإغاثة الإسلامية فقد قدمت خمسين مليون دولار كشريك مساهم فى تنمية التعليم وبناء الأبنية التعليمية وكانت هذه فكرة المهندس المصرى المغترب حشمت خليفة مسئول عن إدارة تنمية الموارد عبر العالم فى الإغاثة الإسلامية وتحمس معه مسئولون فى المنظمة وهم مصريون مغتربون أيضا مثل د.عصام الحداد رئيس مجلس أمناء المنظمة والسيد طارق عفيفى مدير مكتب المنظمة فى ألمانيا و د. محمد العشماوى المقيم فى لندن والمتخصص فى جمع المعلومات عن حملة المليار، ولقد أعجبتنى هذه الفكرة لأنها نابعة من المصريين وسيقومون بالمتابعة والإشراف عليها هذا بخلاف ثلاثة ملايين دولار تم جمعها من تبرعات الجالية المصرية أضيفى لما سبق تبرع الجالية المصرية فى فرنسا بخمسة مستشفيات وتبرع الجالية الألمانية بعشر مدارس وتبرع الجالية المصرية فى التشيك بخمسة مصانع كبرى للأخشاب والكريستال والنسيج بخلاف مسرح كبير وأربع دور عرض سينمائية. كلها أموال مصرية نبض قلوب المصريين المتحمسين للسير نحو المستقبل والبناء لا الهدم فأين المتشككون الذين يدعون أننا نأخذ من أموال العرب؟ * سألته: إنت حاسس بالتغيير؟ حاسس إن المصريين بيتغيروا فى أفكارهم ومشاعرهم؟ - أجابنى: إحنا كل يوم بنتغير ولكن دائما ما أقول وأردد فى كل مكان عبارة لازم كل واحد يوجهها لنفسه أولا وهى «فرق كبير إنك تكون بتحب البلد دى عشان تكون فيها شىء وللا بتحبها عشان هى تبقى شىء» للأسف إحنا توحدنا على إسقاط نظام واختلفنا على طموح كل منا وعلى الإعلام المصرى أن يبتعد عن الإثارة وعن المتاجرة بالإثارة وللأسف هذا هو الموجود حاليا على الساحة الإعلامية بنسبة 90% تقريبا أما ال 10% فهم القلة اللى بيعرضوا ويقولوا أحلى ما فينا كمصريين، لازم نجسد الإيجابيات المصرية ولكن ما يحدث هو أننا نتحدث عن الماضى والحاضر ولم أجد من يتحدث عن المستقبل عن الناس اللى بتعمر فى البلد فى صمت والناس اللى بتحافظ على البلد فين الأضواء الإعلامية عليهم؟ * سألته: فى أحد لقاءاتك التليفزيونية قلت «كلنا مذنبون فى حق سكان العشوائيات» ألا ترى هذا الاتهام مناسبا أن يوجه إلى الشعب أم إلى الحكومة؟ - أجاب: إلى الشعب والحكومة معا فسكان العشوائيات يبلغ عددهم نحو 25 مليون إنسان كانوا يعيشون حياة بلا حياة وزى ما فيهم «المجرمين» فيهم برضو ناس تانية عايشين راضيين وعندهم شرف وعفة وعزة نفس. كلنا كنا غافلين عنهم لسنوات طويلة هؤلاء محتاجون رعاية طبية وتعليمية وتوعية سياسية واجتماعية. * قاطعته: ولكنك تعترف وتوافقنى الرأى بأن ال 85 مليون مصرى محتاجون لنفس الرعاية؟ - أجابنى: لا أنكر أن الشعب كله له طلبات الكل محتاج للعدالة الاجتماعية وهذا يجعلنى أكرر وأقول أن خطأ الحكومة أنها مش عاملة لها خطة وأنها لا تستعين بالشعب وهذا لأنها حكومة إيديها مرتعشة لم تضع تصورا أو خطة أو خريطة ولم تعرضها على الشعب. * قاطعته: أكيد أنت متفق معى فى الرأى بأن هناك فئات من الشعب أيضا تقف موقف الصامت المتفرج؟ - أجابنى: أتفق معك وهؤلاء موقفهم سلبى ويمكن دول بسلبيتهم ما ساهموش فى تخريب مصر أما البعض الآخر فهو يسعى لهدم البلد وسأكررها من جديد وأقول نحن على مشارف إسقاط الدولة ودبح مصر.. مصر اليوم تغتصب من السياسيين والعاملين والمواطنين ولن يكون هناك اقتصاد ولا تعليم وحرية وسط هذا التخريب. * قاطعته: تفتكر إحنا كشعب فى ظل هذه الظروف المضطربة محتاجين لإيه؟ - على الفور أجاب: محتاجين للأخلاق هى اللى تحكمنا الأخلاق فى السياسة وفى التعليم وفى الشارع وكل مجالات حياتنا. * سألته: لو وجهت عتابا لشخص من ستختار لتعاتبه؟ - أجاب: سأعاتب رجل الشرطة وسأعاتب الشعب فرجل الشرطة سأقول له لازم ترجع تانى لأهم قضية فى حياتك وهو إنك تفدى بحياتك مصر وسأعاتب الشعب وأقول له فين تحية الشعب لشهداء الشرطة وفين تقدير الإعلام للمجندين من الشرطة والضباط اللى منهم مصاب أو شهيد