شيئان لا يفترض التحريف فيهما.. الأديان والتاريخ ،لكن عندما يأتى تاريخ مثل أستاذنا هيكل ويدلى بكلمة أخيرة ويقول إن الضربة الجوية شوشرة فهو بذلك يحرف فى التاريخ وينقل صورة مشوهة عن نصر أكتوبر للأجيال القادمة. وها نحن نحتفل بذكرى هذه الملحمة المجيدة.. وإحقاقا للتاريخ ولأرواح شهدائنا نرد على الأستاذ.. وخير من يناظره هو اللواء ممدوح حشمت بطل استطلاع من أبطال القوات الجوية فى نصر 73 وبالأدلة القاطعة على عدم صحة ما قاله هيكل وبالعمليات الخاصة التى قام بها بنفسه ورآها من خلال موقعه فى الجو. يقول اللواء ممدوح حشمت أحد أبطال القوات الجوية فى حرب أكتوبر: ما قاله هيكل بخصوص أن الضربة الجوية التى قام بها المصريون يوم السادس من أكتوبر 73 شوشرة كلام غير صحيح، فهيكل قد يكون خانه التاريخ لأن القوات الجوية المصرية قامت بدور تاريخى فى حرب أكتوبر، فهى التى عبرت الساعة الثانية وخمس دقائق يوم 6أكتوبر وقامت بفتح ثغرات فى الساتر الترابى حتى تستطيع قوات المشاه العبور فى الساعة الثانية والثلث كما أنها دمرت مواقع حصينة عند إسرائيل واستولت عليها فكيف بعد كل ذلك يقول الأستاذ هيكل ما قاله! وعندما قامت الضربة الجوية لم تقم من أجل استعراض قوى كما أذعن هيكل لكن قامت من أجل عدة أهداف، منها أولا: قصف وتدمير ثلاثة مطارات هى الميلز وتمادا ورأس نصرانى وكان كل مطار منها يحتاج من 8 12 طائرة. ثانيا: مهاجمة وتدمير أربعة مواقع صواريخ هوك مضادة للطائرات وكل موقع يخصص له 8 طائرات. ثالثا: تدمير مركز أم مرجم وأم خشيب وباقى الطائرات خصصت لتدمير العدو أمام الجيش الثانى والثالث. ويضيف اللواء حشمت: إن ماقاله الأستاذ هيكل بشأن أن إسرائيل سحبت كل قواتها ومعداتها ليس له أساس من الصحة فالقوات الجوية أصابت ودمرت جميع الأهداف التى قدرت لها. *«عاطف السادات» والقوات الجوية استطاعت أن تدخل إلى عمق 15 كم فى إسرائيل وبالرغم من كل هذه البطولات فإن الطائرات المصرية لم يُلحق بها أى أذى يذكر. ولم نجد أى رد فعل من الجانب الآخر الإسرائيلى إلا فى يومى 8 و9 أكتوبر. وبالعقل والمنطق من الذى منع الطيران الإسرائيلى من مهاجمة جنودنا أثناء عبورهم القناة؟ وكيف لا نقول إن قواتنا الجوية أحدثت شللا تاما فى القوات المعادية؟ وهناك أمر آخر فى غاية الأهمية وهو العمليات التى حدثت وكنت شاهدا عليها ففى الساعة 5,2 انطلقت نحو ستين طلعة فى عدة تشكيلات كل منها له هدف محدد واستشهد فى أول تشكيل الشهيد عاطف السادات شقيق الرئيس السادات والتى كانت طائرته فى وسط سيناء فكيف ننكر ذلك؟ *«شاهد عيان» وهناك أمر آخر فبالنسبة للقاعدة التى كنت فيها وكنت ضابط استطلاع وقتها رأيت بعينى 24 طائرة مصرية محملة بالقنابل والصواريخ وهى فى طريقها لدمير أهدافهم وبعد 15 دقيقة بالضبط رأيتها أثناء عودتها وقمت بعدها بنفسى وتأكدت أنها 24 طائرة ولم يكن بها أية خسائر. ويؤكد اللواء حشمت أن الإجماع الوطنى هو سبيلنا الوحيد للنجاح فى الثورة المصرية فالعمل الجماعى والحوار على جميع الاتجاهات هو الطريق إلى النجاح فمصر لم تنجح فى أكتوبر إلا بالإجماع الوطنى.