وطنية فيما يبدو لكثيرين أن الذى حدث الجمعة الماضية فى السفارة الإسرائيلية وطنية وحب للوطن وكره للظلم الإسرائيلى قد يكون هذا ما حدث لكن تعالوا نراجع أنفسنا هل عادت بذلك كرامتنا المهدرة - كعرب ومسلمين - هل هزمنا بذلك العدو الإسرائيلى؟ بالطبع لا لأن الدم الذى هدر على الحدود وراح شهداء مصريون لا يمكن أن يجف لأننا أنزلنا علماَ أو اقتحمنا سفارة بذلك نهدر قيمة دم الشهيد الرمال لا تشرب الدم لو تعلمون ودماء الشهداء مازالت حية على جدار الرمال فى سيناء وليس بهذا نرد الاعتبار لشهدائنا، مثلاً أسمع كثيرين يتحدثون عن تمزيق اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وندخل فى حرب جديدة مع إسرائيل إلى هؤلاء الأبواق المتحمسة - لو كانت متحمسة حقاً وليست انتهازية سياسية ومزايدة رخيصة - هل تعرفون معنى الحرب؟ لا يعرف معنى الحرب إلا من اكتوى بنارها، إما على الجبهة أو يسكن فى مدن المواجهة وقت أى حرب وأنا منهم لا أحد يعرف معنى أن تترك بيتك وشارعك وذكرياتك وتذهب لمدن غريبة تعامل فيها معاملة اللاجئ لا بيت لك لا مأوى لك بل وتسمع عبارات مازالت تتردد فى أذنى فى مباريات الكرة، وهى الشئون الشئون كناية على أن البورسعيدية كانوا يتقاضون بدل هجرة من الشئون الاجتماعية وعند العودة من الهجرة تجد بيتك ومدرستك وشارعك قد تهدم وضاعت معه ذكرياتك وحنينك لمدينتك الجميلة وترى الجدران مثقوبة بالرصاص وذاكرتك محفورة برائحة البارود، تلك هى الحرب فما بالك بالحرب الآن فى مدن كبورسعيد والإسماعيلية والقنطرة والسويس والعريش وشمال سيناء وجنوبها، هل تعرفون حجم الكارثة لو حدثت حرب أما من على الجبهة فلن يوجد بيت لن تجد فيه شهيداً ومن خاص الحرب يعرف ويلاتها، أما الجالسون ها هنا على الكنبة فصوتهم العالى يشاركون به فقط، الحرب فى كل العالم انتهت أيها السادة وإذا أردتم حربا نصنع استفتاء عليها وأنا واثق أن غالبية الشعب المصرى سيختار السلم والاستقرار، الحروب أصبحت موضة قديمة، أمامنا عدو نعم لكن دعونا نفكر بلغة العصر البعيدة كل البعد عن حرب الجيوش والأسلحة حربنا مع إسرائيل مستمرة أمد الحياة، لكن لتكن حربنا حرب علم، العلم هو سلاحنا لتدمير هذه الدولة الصغيرة المتقدمة تكنولوجيا الأمر الذى جعل وزير الدفاع الصينى يذهب إلى هناك طلباً للتكنولوجيا الإسرائيلية، حدث ذلك منذ عدة أسابيع، ونحن ننزل العلم من على السفارة العلم والعمل وترك إسرائيل تتآكل من الداخل لأنه مجتمع عرقيات يجمعه الأزمة والحروب المتتالية ويشتته السلم وتنحره العرقيات واختلاف الأديان واختلاف الجنسيات إسرائيل دولة تعيش على الحرب ويقتلها السلم ثم أن الخريطة الدولية تغيرت لا يوجد الاتحاد السوفيتى وكل دول الخليج بما فيهم السعودية لهم علاقة وثيقة مع أمريكا وبعض دول الخليج كقطر لها علاقات قوية مع إسرائيل ولن يقف أحد معنا فى حربنا المقدسة العقل هنا هو الذى يحكم ما بيننا وبين المنادين بالحرب وبين المنادين بحرب العقل، حرب السلم لو تعلمون هذا أشد فتكاً وتأثيراً فى العدو حرب العلم والعمل والبناء والتقدم والحضارة هى حربنا القادمة مع إسرائيل عدونا اللدود الدائم، أما اقتحام السفارة وإنزال العلم فهى هرش مخ وألعاب سياسية لا فائدة منها اعقلوا يرحمكم الله.