ليلة رمضانية مميزة احتضنتها جدران وكالة الغورى بعراقتها وسحرها الذى يميزها كأكثر مناطق القاهرة الفاطمية خصوصية وتميزا.. وسطعت 8 نجمات فى سماء وكالة الغورى هن عضوات فريق ( عازفات بيت العود العربى ) وهى أول فرقة تضم هذا العدد النسائى الذى يعزف على العود من الدارسات فى بيت العود العربى التابع لصندوق التنمية الثقافية ومقره بيت الهراوى حيث أسسه الفنان العراقى المبدع عازف العود نصير شمه منذ ما يقرب من 10 سنوات.. ويعد أول مدرسة متخصصة على مستوى العالم تدرس العود على أسس علمية.. ومن بين أناملهن تصاعدت ألحان القصبجى ونصير شمه وعازف العود الراحل منير بشير، وكذلك مؤلفات تركية مميزة فى عزف جماعى ورباعى وسولوهات بسعادة كبيرة وفخر تكلم المبدع نصير شمه مؤسس بيت العود العربى لصباح الخير قائلا : (هذه هى المجموعة الرابعة من مجاميع الفتيات التى تكونت فى بيت العود من أواخر عام 1998 وكلهن تخرجن وأصبحن عازفات ومعلمات محترفات فالشرق له أكثر من 30 عاما يفتقر إلى بنات وفتيات يستطعن العزف ولإيمانى بدور الفتاة الأساسى على الرغم أن عليها العديد من الالتزامات فأنا متأكد من قدرة الفتاة العربية على الالتزام والمثابرة والتصميم كان اهتمامى منذ البدايات منذ سنة 93 وأنا فى تونس أن أعطى للفتيات هذا الحق. أما الرجال فلديهم من الوقت والتحكم فى ظروفهم ما يسهل عليهم هذا الوضع وصممت على ذلك وأصبح عندنا (يسرا الذهبى) أول عازفة عود والعديد ممن صرن يمثلن بلدهن فى الدول الأوروبية والعربية. وهذا العرض هو أول عرض لهذه المجموعة التى لم يتعد دراستهن فى بيت العود عاما ولكنهن من المجتهدات اللاتى أثبتن قدرتهن على التعلم ويملكن الموهبة، وهذه الليلة أثبتت ذلك، وأنا راضٍ جزئيا عن أدائهن الذى قلت فيه نسبة الأخطاء لحد كبير بالنسبة لأنها أول حفلة لهن، وأنا أؤكد أن حفلتين لهن بعد ذلك ستكونان كفيلتين بالقضاء على أى خجل أو ارتباك لديهن. وعن سحر وكالة الغورى وتوقيت رمضان لإحياء هذه الحفلة يضيف شمه : (بالطبع المكان له سحره وتنبهت لذلك فى أول مركز إبداع أقيم فى بيت الهراوى بمصر الفاطمية، فالمكان بما يحتويه من أخشاب وأحجار وحمله لعبق التاريخ يعطينى طاقة كبيرة. وعن تجربة عازفات بيت العود قال: (هذه الفرقة أثبتت أنه لا يوجد ما يسمى (فاتنى القطار) فكل الأعمار موجودة فى الفرقة وكل من يملك الموهبة له مكان فلا شروط للاشتراك، ولكن بعد شهرين يتم تقييم الأداء من حيث ضبط الأصابع مع المخ والتحكم فى الأصابع فأهم شىء هو نوعية العزف وليس العدد. والبنت المصرية أثبتت أنه مع كل التزاماتها وضغوط مجتمعها قادرة وتملك الموهبة ومجتهدة وكذلك الفتيات العربيات اللاتى انضممن لبيت العود فأصبحن جميعهن أسرة واحدة، وأزال الفن كل الحواجز أو الفروق بين الجنسيات). * أصغر عازفة ليلك الطائى هى أصغر عازفة فى فرقة عازفات بيت العود أنهت هذا العام الثانوية العامة وتستعد لدخول كلية الهندسة تقول ليلك : (أعشق الفن والعزف لذا انضممت لبيت العود وتدربت على العود ووجدت فيه سعادة كبيرة ولكن مع ذلك تعرضت لضغوط شديدة من أهلى فمواعيد التدريبات أو التأخر فيها مع وجود المذاكرة للثانوية العامة كان يمثل ضغطاً كبيراً على وتضييقاً من أهلى وأيضا بسبب عدم الاستقرار والخوف من الانفلات الأمنى كان يجعل أهلى دائمى الخوف على وضاغطين على بصورة كبيرة والحمد لله استطعت أن أثبت أن الفن ساعدنى وأن العزف لم يمنعنى من الحصول على المجموع الذى يؤهلنى لدخول كلية الهندسة. فمجهودنا لا يقتصر على التدريب والتعلم واتقان آلة العود وإنما يمتد لضغوط المجتمع على الفتاة بصفة عامة وضغوط الأسرة والمذاكرة بصفة خاصة. * من الاقتصاد لبيت العود سها منير هى خريجة كلية الاقتصاد من الجامعة الأمريكية وعملت فى أحد البنوك وهى أيضا جذبها عشقها لآلة العود للانضمام لبيت العود وتحكى سها تجربتها : (والدة جدتى كانت عازفة على العود وورثت العود منها وكنت دائما أميل لهذه الآلة وأتمنى أن أتقن العزف عليها، ولكن ظروف الدراسة ثم الزواج والأولاد، لكن منذ فترة التحقت ببيت العود لأدرس هذه الآلة بالتفصيل وأنا سعيدة جدا بهذه الخطوة وأسرتى تابعت الحفلة وفخورة بى. * العودة أولا أما سها سعيد فهى طالبة فى كلية السياحة والفنادق وترى أن العود أولا وأنه أهم عندها من السياحة فتقول منذ فترة طويلة وأنا مهتمة بالفن وغنيت مع سليم سحاب فى كورال الأطفال وسمعت عن بيت العود منذ عامين فالتحقت به فورا وساعدنى كثيراً دراستى للعود فى الغناء، فالفن لا يتجزأ وأرى أنه من المهم أن يتعلم المغنى العزف على الآلات فهى تصقله وتساعده. * تخصص عود دعاء محمد - خريجة كلية التربية الموسيقية - قسم عود تقول: العود هو عشقى وتخصصى عازفات.. (وعازفات بيت العود) فرقة أثبتت قدرة البنات على الاتقان والإبداع، فنحن 8 بنات اختلفت أعمارهن وكذلك خلفياتهن الدراسية، ولكن جمعنا حب العود ووحدنا الفن فخرجنا بهذه الصورة من الحب والانسجام فنحن فى بيت العود كأسرة واحدة بقيادة الفنان نصير شمه. * العود لا يتعارض مع الحاسب الآلى مروة حسن - بكالوريوس الحاسب الآلى- تقول : أعزف على (السالز) وهو العود التركى وهى آلة مميزة جذبتنى جدا، ومع أنى تخرجت فى كلية الحاسب الآلى إلا أننى أهوى العزف وتفرغت له تماما فدراسته استلزمت 3 مرات أسبوعيا والتحضير للحفلة كان قبل وبعد الإفطار فى رمضان، ولأن المشوار بعيد على فأنا أسكن فى الهرم أعتقد أن هذه هى الصعوبة الوحيدة التى قابلتنى، خاصة مع حملى للآلة ذهابا وإيابا لذا اشتريت آلة أخرى أتدرب عليها فى البيت، وتركت آلة فى بيت العود حتى أوفر على نفسى حملها. * المتعة والتذوق الجمهور كان مستمتعا بهذه الليلة الرمضانية الشرقية المميزة. والسيدة هالة متولى جاءت مع زوجها وأولادها لحضور هذه الليلة تقول: (الشعب المصرى كله ذواق للفنون، خاصة الشرقى الجميل وآلات العود والقانون والناى لذا أنا دائما أبحث عن هذه الحفلات الجميلة وأتابع حفلات الفنان نصير شمه وأبحث عنها عن طريق الإنترنت، ووجدت أن الحفلة فرصة لنأتى لمكان عريق وساحر مثل وكالة الغورى لمتابعة حفلة عازفات العود العربى بقيادة نصير شمه وأنا بالفعل سعيدة بأنى حضرت وخرجت من روتين الحياة والعمل على أنغام العود، خاصة أن (رمضان يحب السهر) وقضيت سهرة جميلة مع أسرتى. الدكتورة فتحية الشيخ ايضا من الجمهور جاءت مع والدتها وأختها وأسرة أختها تقول : أتابع صندوق التنمية الثقافية على الفيس بوك وأعرف حفلاته وأذهب إليها فهى دائما ممتعة وتتميز بروح الأصالة والرقى ورمضان وسهراته لا غنى عنها مع العائلة لذا عندما علمت بجدول الحفلات والليالى الرمضانية على الفيس بوك للصندوق قررت أن أسهر كل جمعة وهو يوم إجازتى من العيادة لأنى طبيبة مع عائلتى فى حفلة من ليالى رمضان الجميلة فى هذه الأماكن الأثرية الرائعة واستمتعت جدا بفرقة عازفات العود، خاصة أن كلهن بنات وسيدات وهو شىء جديد ومميز حتى أنى أفكر فى الاشتراك والتدريب على العزف فى بيت العود.