مع إعلان اختيار نبيل العربي أمينا عاما للجامعة العربية احتدم الجدل بمقر وزارة الخارجية في ماسبيرو حول أسماء المرشحين لمنصب الوزير الذي خلا باختيار العربي للجامعة. حتي مثول المجلة للطبع، لم يخرج المرشح المتوقع لحقيبة الخارجية عن 4 أسماء، كان علي رأسها نبيل فهمي، سفير مصر الأسبق في واشنطن. خلاف فهمي، ظهر اسم كل من سامح شكري سفيرنا في واشنطن، والسفير محمد العرابي السفير السابق لدي ألمانيا، إضافة إلي اسم ماجد عبدالفتاح مندوب مصر الدائم بالأممالمتحدة، وإن كانت فرص الترشح بالنسبة للأخير ضعيفة، وهو المحسوب بشدة علي نظام مبارك، لشغله منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قبل رئاسته مندوبية مصر في الأممالمتحدة. غير ماجد عبدالفتاح، فإن السفيرين العرابي، وشكري موصوفان دوليا بكونهما من «صقور دبلوماسية القاهرة». التوصيف اسرائيلي كما يبدو، فالسفير العرابي كان أحد أهم أطراف الحروب الدبلوماسية في مواجهة «الملاعبات الإسرائيلية» في أوروبا خلال رئاسته للبعثة الدبلوماسية المصرية هناك، لذلك فإن الترقب الإسرائيلي لتتبع اتجاهات متخذ القرار في اختيار وزير للخارجية كانت تتسم بالحذر المشوب بالأمل بأن تفوت فرصة تولي العرابي الكرسي الأعلي بمقر الوزارة بماسبيرو. علي كل، فإن عدم اختيار العرابي لوزارة الخارجية، ممكن أن يعوضه اختيار نبيل فهمي للمنصب، ففهمي دبلوماسي متميز، وذو رؤية تتوافق مع الوضعين الإقليمي والدولي في المرحلة الحالية . نبيل فهمي هو ابن إسماعيل فهمي وزير الخارجية الذي استقال احتجاجا علي اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.. شغل فهمي منصب سفير القاهرة لدي واشنطن من 1999 وحتي عام 2008 وأثارت عودته الفجائية لديوان الوزارة أسئلة كثيرة، أرجعها البعض إلي خلافه مع إدارة مبارك فيما يتعلق بالكثير من القضايا الدولية، خصوصا المتعلقة بالسياسات المصرية، وطبيعة علاقة القاهرةبواشنطن، التي لم يكن يري فهمي وقتها إنها تسير في الاتجاه الصحيح. مواقف فهمي كانت السبب في أن تعيده القاهرة، من الولاياتالمتحدة، قبل بلوغه سن المعاش، ودون ان يتم الدفع به إلي منصب أكثر أهمية كالعادة، لتوفد مصر سامح شكري (المرشح الرابع لحقيبة الخارجية) سفيرا ومفوضا لها لدي الولاياتالمتحدة، التي وجدت بعد فترة في شكري «صلابة دبلوماسية» غطت علي ارتياحها من إبعاد فهمي. سبب الهجوم علي سامح شكري، كان نبرته الواضحة، في أهم المحافل الدولية، مشيرًا إلي أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو مقاومة لمحتل، وليس ارهابا كما تفضل الولاياتالمتحدة تسميته، وتصر تل أبيب علي مطالبة المجتمع الدولي بحمايتها. أحرج شكري واشنطن بعدما قال إن الفلسطينيين هم الذين في حاجة إلي حماية.. من بطش غير مبرر وسياسة دولية «ظالمة»، فكان صقرًا جديدًا.. كما قالوا!