كنت أنوي أن أحتفل معكم بمصر التي عادت.. عادت قوية لتمد جسورها إلي قارتها الأفريقية.. عادت قوية لتنهي ملف المصالحة بين فصائل فلسطينية تناست قضيتها الأساسية وبدا للجميع أن هدفها تحول للنزاع علي السلطة.. ملف المصالحة الذي ما كان لينتهي لولا عودة مصر إلينا. كان.. ( مصر عادت شمسك الذهب ) هو عنوان مقالي الذي كنت أنوي الاحتفال به بعودة مصر الرائدة كما كانت.. ولكن ما حدث بالأمس ( السبت 7/5) في إمبابة من قتل وتدمير وترويع.. جعلني بعد أن كنت أحلق مع شمس مصر.. أهبط إلي هوة عميقة من الحزن والأسي..!! مصر بعد أن عادت إلينا.. فيما يشبه الأحلام حولها مجموعة من السلفيين إلي كابوس.. لا نعرف متي ستجيء نهايته.. نفس السلفيين الذين حاولوا إحباطنا منذ بداية الثورة بأحاديث أو فتاوي جهنمية عن طاعة ولي الأمر.. وتأثيم الخروج علي الحاكم حتي لو كان ظالما أو سارقا أو ناهبا لأموال وأحلام شعبه.. هم الآن يحاولون تدمير الثورة وتدمير البلد بطرق أخري.. مجموعة من العصابات المجنونة قرروا أن يحملوا علي أكتافهم ويحملونا معهم.. مهمة البحث عن أخواتهم في الإسلام من المسيحيات اللاتي يقال أنهن أسلمن.. مع أننا كلنا نعرف أن لا إسلامهن سيضيف للإسلام شيئا.. ولا تنصر أي مسلمة سيضيف للمسيحيين شيئا.. ولكنها في النهاية همجية وتخلف.. كان للنظام البائد اليد الأولي في صنعها.. ومطلوب منا الآن أن نتعامل معهم.. أين الأمن.. السؤال الذي ظل الكثيرون يرددونه طوال الأشهر الثلاثة الماضية.. وكنت وغيري كثر نجيب بلا تردد.. وهل كان هناك أمن قبل الثورة.. ؟! كلنا كنا نعيش في نفس البلد ، ولكن يبدو أن هناك من نسي أو تناسي أنه لم يكن هناك أمن حقيقي في البلد.. وأن الأمن فقط كان أمن النظام.. وما عدا ذلك كان كل واحد يعمل ما بدا له.. سرقة ونهب وخطف واحتكار وقتل والأمن الحقيقي موجود فقط في التشريفات وأمام المظاهرات. وللأسف في غياب أي إحصائيات حقيقية عن معدلات الجريمة ونوعها لا يمكن أن تعقد مقارنة صحيحة.. غياب الإحصائيات أو البيانات الرسمية الصحيحة لم يكن فقط بالنسبة للداخلية كوزارة.. ولكن في كل مجالات حياتنا.. ولهذا يبقي الحديث في المطلق لا يمكن إثباته بدقة.. ولهذا لن أستطيع أو يستطيع غيري أن يثبت صحة ما نقول عن أن معدلات الجريمة لم تحدث بها طفرة بعد الثورة.. ولكن كل ما حدث أننا كمجتمع عاش ما يزيد علي الشهر بلا شرطة تحميه.. زادت حساسيتنا تجاه هذه الجرائم وزاد تركيزنا معها.. لتبدأ المقارنات الظالمة بين ما يحدث الآن وبين عصر الأمن والأمان الوهمي الذي كنا نعيشه.. ولكن رغم كل ما سبق.. وأمام تبجح أو بلطجة البعض سواء كانوا من السلفيين أو غيرهم.. ومحاولاتهم المستميتة والمفضوحة لتدمير البلد.. ومنعنا من قطف ثمار ثورتنا.. أمام كل هذا.. أجدني مضطرة لطرح نفس السؤال.. أين الأمن.. ؟! أين الأمن من كل مظاهر البلطجة التي تحدث في البلد سواء كانت تحت غطاء الدين كما يفعل السلفيون بحجة البحث عن أخواتهم.. أو حتي بلطجة للمطالبة بحقوق مسلوبة.. وقطع طرق وترويع البشر.. للمطالبة بالحقوق هناك طرق مشروعة لا يدخل فيها بند ( وقف الحال ) ولهذا مطلوب وبشدة الآن أن تستعيد الدولة هيبتها وأن يستعيد الأمن دوره الحقيقي في خدمة الشعب وحماية ثورته التي يحاول التخلف سرقتها منا.. البلطجة مرفوضة ولابد من التصدي بحسم وحزم لها.. وأيضا جلسات الصلح العرفية مرفوضة في بلد لابد أن يحكم بالقانون.. تطبيق القانون يجب أن يجيء أولا.. وبعدها اعقدوا جلسات الصلح.. ولكن حق البلد يجب أن يجيء في البداية.. وبدون هذا لنقل علي البلد السلام.