هدف جنوب أفريقيا في مرمي الحضري تلقى الشارع الرياضى الكروى صدمة من العيار الثقيل بسبب الخسارة المفاجئة أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدف نظيف فى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة لتتقلص آمال المنتخب المصرى فى التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 المقرر إقامتها فى غينيا والجابون. اختلفت آراء خبراء اللعبة حول حال المنتخب فى هذه الفترة والأخطاء التى ارتكبت أثناء اللقاء كذلك المصير الحالى للجهاز الفنى ومدى استمراره أو بقائه أو المطالبة بضرورة التغيير. بداية يرى «جمال عبد الحميد» لاعب مصر والأهلى والزمالك السابق أن هناك أيدى خفية وراء الهزيمة أمام جنوب أفريقيا خاصة أن الهدف جاء بعد أن اعتقد الجميع أن المباراة تتجه نحو التعادل السلبى بعد ارتضاء الفريقين باقتسام نقطة التعادل. وتابع «عبد الحميد» قائلا: كيف يمكن لاتحاد الكرة أن يسمح بإخراج الشائعات حول ضرورة تغيير «حسن شحاتة» بعد مباراة جنوب أفريقيا وتعيين «مختار مختار» مدرب نادى الوحدة السعودى حاليا خلفا له بسبب إصرار شحاتة على عدم تخفيض راتبه والالتزام ببنود العقد الموقع بينه وبين الاتحاد. وأشار «عبد الحميد» إلى أن هناك من يفكر فى التضحية بشحاتة حتى تنشغل الجماهير بأمور أخرى تحدث داخل الاتحاد سيتم الكشف عنها فى وقت قريب. وعلى جانب آخر يرى «طه بصرى» نجم الزمالك السابق أن وجود «حسن شحاتة» فى موقعه الحالى هو القرار الصحيح لأن لاعبى المنتخب سيتأثرون بشدة لو اتخذ أى من شحاتة أو اتحاد الكرة قرارا برحيل الجهاز الفنى. واعترف «بصرى» بأن موقف المنتخب أصبح سيئا للغاية بعد الخسارة خاصة أنه فى ذيل المجموعة برصيد نقطة واحدة حصل عليها من مباراته مع سيراليون بالقاهرة 1/1. وشن إكرامى حارس مرمى الأهلى ومنتخب مصر السابق والملقب بوحش أفريقيا هجوما حادا على الجهاز الفنى واللاعبون بعد الأداء السيىء الذى ظهر عليه اللاعبين فى المباراة مشيرا إلى أن الفوز كان سهلا للغاية ولكن فرط فيه اللاعبون وجاءت حالة الاستهتار فى آخر ثانية فى المباراة لتحطم آمال المنتخب ويدخل هدف قاتل يطيح بآمال الفراعنة بعيدا عن حلم التأهل لكأس الأمم القادمة. ورفض «إكرامى» التماس العذر للاعبين بسبب توقف الدورى فى أعقاب قيام ثورة 25 يناير مؤكدا أن المنتخب كان فى كامل لياقته الفنية والبدنية وقت أن تعادل مع سيراليون فى القاهرة وخسر بهدف نظيف من النيجر أيضا فى مفاجأة غير متوقعة وهو أقل فرق المجموعة من الناحية الفنية. وقال «ربيع ياسين» لاعب الأهلى السابق إن التوفيق لم يكن فى صالح المنتخب المصرى مشيرا إلى أن منتخب جنوب أفريقيا لم يكن بالمستوى الذى صوره لنا الإعلام حيث لم تظهر له أى أنياب أثناء اللقاء وكانت السيطرة تصب فى صالحنا وجاء الهدف القاتل ليبدد آمال المصريين فى التأهل حيث بات تأهلنا مرهونا بأقدام الآخرين أو بنتائج الفرق الأخرى. ويرى «طارق العشرى» المدير الفنى لحرس الحدود أن قرار رحيل الجهاز الفنى أو بقائه فى يد شحاتة وحده لأنه هو القادر على اتخاذ القرار. وأضاف أن منتخب مصر كان الأفضل بكثير من منتخب جنوب أفريقيا لو استثمر اللاعبون ما سنح لهم من فرص وتم ترجمتها إلى أهداف لانتهت المباراة لصالح مصر بسهولة. واعترف «طاهر أبو زيد» نجم المنتخب السابق والنادى الأهلى أن طموح لاعبى المنتخب كان أقل من مستوى الحدث حيث أفرط منتخب جنوب أفريقيا فى احترام المنتخب المصرى وكان يتحتم على الجهاز الفنى واللاعبين استغلال ذلك لتحقيق الفوز على جنوب أفريقيا. وأكمل أبو زيد حديثه أنه ظهر أثناء اللقاء أن منتخب جنوب أفريقيا كان بلا أنياب وأن المنتخب المصرى افتقد الشجاعة فى تحقيق الفوز حيث كان يجب علينا أن نكون أكثر طمعا فى هذه المباراة واختفت رغبتنا فى تحقيق الفوز على منافس كان يواجهنا بذكريات الماضى ولن ينظر لمنتخب مصر من خلال مستواه فى بداية التصفيات. وأكد «طلعت يوسف» المدير الفنى لنادى اتحاد الشرطة أن المنتخب الوطنى افتقد للمهاجم الصريح على دكة البدلاء حيث كان المهاجم الوحيد فى قائمة المباراة هو «السيد حمدى» وكان من الضرورى أن يتواجد معه مهاجم آخر أثناء اللقاء أو على الأقل على دكة الاحتياطى أما كل من «زيدان» و«شيكابالا» و «جدو» و«أبو تريكة» فكلهم لاعبو وسط مهاجمون وليسوا مهاجمين صرحاء. واعتبر يوسف أن أداء المنتخب بهذا الشكل طيب للغاية حيث كان من المتوقع أن يظهر بشكل أسوأ فى ظل الظروف الحالية التى مر بها سواء بتوقف الدورى أو عدم أداء أى مباريات ودية قبل المواجهة المصيرية الهامة. وقال طاهر الشيخ لاعب الأهلى السابق أن هدف جنوب أفريقيا كان مفاجئا وهو أمر وارد فى كرة القدم وعلى الجميع أن يتقبل ذلك الموقف بروح رياضية. وأشار «الشيخ» إلى أن لاعبى المنتخب كانوا يعانون من حالة عدم استقرار أثناء المباراة بسبب الأحداث السياسية التى عاشتها مصر ولاتزال تعيشها وكان يجب أن يتم تجهيز اللاعبين نفسيا كما يتم تجهيزهم بدنيا وفنيا. وطالب «إبراهيم يوسف» نجم دفاع مصر السابق ونادى الزمالك جميع الوسائل الإعلامية والنقاد بعدم القسوة على المنتخب فى ظل هذه الظروف التى تعيشها مصر لأن الجيل الحالى ساهم فى صنع الفرحة للشعب المصرى على مدار ست سنوات متتالية بعد حصولهم على لقب بطولة الأمم الأفريقية أعوام 2006، 2008، 2010 مؤكدا أن اللاعبين عانوا فى الفترة الأخيرة من الاضطرابات السياسية والتى أثرت على عدم استكمال بطولة الدورى وفقد الكثير من تركيزهم وحساسية الأداء رغم أنهم قدموا مباراة لا بأس بها إلا أن إهدار العديد من فرص التهديف جعلهم يخسرون فى النهاية.