ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4610 جنيهاً    ترامب: رئيسة المكسيك امرأة جميلة لكنها خائفة من العصابات    باكستان تصعد حظرها التجاري ضد الهند.. ما القصة؟    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه في الهرم    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    العظمى في القاهرة 28 درجة.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الاثنين 5 مايو 2025    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    عدد حلقات مسلسل أمي، تعرف على التفاصيل    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    15 شهيدا و10 مصابين إثر استهداف إسرائيلى لثلاث شقق سكنية غربى مدينة غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حامد عمار ل «صباح الخير»: الحكمة أهم ما نحتاج إليه الآن
نشر في صباح الخير يوم 22 - 03 - 2011

«مع أنني تجاوزت التسعين إلا أنني مازلت شابًا مغامرًا ومقتحمًا لأي فكر جديد».. بهذه الكلمات وصف الدكتور حامد عمار شيخ التربويين نفسه لصباح الخير بعد مشاركته في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، وبكل سعادة وفخر أشار لي علي إصبعه الذي صبغ باللون الأحمر بعد مشاركته وقال: «هذا دليل علي يوم كان من طموحاتنا منذ فترة طويلة».
وفي حوار امتد لساعات طويلة مع شيخ التربويين أنصتنا لرأيه في كل ما نشهده من أحداث وتطورات ورؤيته ل «مصر الجديدة» ورأيه في الثورة وشباب الثورة.
-الثورة انطلاقة وانفجار
صباح الخير: هل كنت تتوقع حدوث الثورة وعلي يد الشباب الذي طالما وصف بأنه لا يشعر بانتماء ولا يتحلي بأي ثقافة أو سعة أفق أو مشاركة مجتمعية؟ وهل هي حقا ثورة بكل معناها؟
- الدكتور حامد عمار: هذه الثورة كانت من طموحاتنا وكانت بمثابة خيال يراودنا ولم نستطع نحن تحقيقه فترسبات 30 عاما وما قبلها جعلت ذلك دربا من الخيال ومع اشتركي في العديد من الهيئات والمؤتمرات وكتابة مذكرات وتوجهات تضع تصورات للمستقبل إلا أن كل هذا كان نوعا من الفضفضة لم تستطع اختراق الأسوار الجامدة وشعرت بالإحباط، وقد كنت توقفت فترة قبل الثورة عن الكتابة لشعوري بأني تائه من كثرة الأحداث والأحوال المتضاربة في المجتمع، لذا عندما حدثت الثورة كانت بمثابة انطلاقة وانفجار كبير ومفاجأة تمنيناها علي مدي نصف قرن، عانينا فيها من نظم وسياسات قاتلة لكل نوع من أنواع التقدم والحركة للأمام، بل في كثير من الحالات كانت حركتنا للخلف كما يقول القائل : «وضع المجتمع عينيه في قفاه».
فتلك الثورة تشتمل علي كل معاني الثورة التي جسدت الرؤية العامة التي نريدها لمجتمعنا، مجتمعا مدنيا ديمقراطيا قانونيا.. نتحرك من خلاله في مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية وعلاقات بين الشرائح الاجتماعية، وكان أول من أرسي دعائم المجتمع هو الإمام رفاعة الطهطاوي في كتابه «المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين» في القرن التاسع عشر عندما قال «نبني المجتمع بالحرية.. والعلم والعدالة والمصنع».
وفي مقولة الطهطاوي كل ما يمكن أن يكون عليه المجتمع الديمقراطي وما كنا نطمح لتأسيسه ومهما عاصرنا بعدها من فترات تقدم كانت فترات التراجع أكثر وكان المجتمع مثالا للتسلط والهيمنة والأوامر العليا التي تسقط علينا وحدثت تراكمات سياسية أدت لتراكمات اقتصادية وثقافية واجتماعية وغياب العدالة الاجتماعية التي هي مصدر أي تحرر.. وثورة الشباب هي بكل المعايير ثورة لأنها جعلت المجتمع كله باختلاف شرائحه كتلة واحدة وضحوا بأرواحهم لإزاحة الظلم.
- صباح الخير: وما رؤيتك للوضع بعد الثورة وما المخاطر التي تواجهنا وكيفية التغلب عليها؟
- د. حامد عمار: طموحات الثورة تتجسد في كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكن هذا الأمر لا يتأتي بين عشية وضحاها، بل يجب ألا تأخذنا زهوة الانتصار والتعجل فالحكمة أهم ما يكون الآن في هذه المرحلة فهذه الثورة بكل ما فيها من حماس وقدرة علي سحق النظام السلطوي الذي كان سائدا، وهذه المرحلة تشتمل علي أبعاد أولها هو البعد السياسي لتأسيس المجتمع.
- بناء المجتمع سياسيا
- صباح الخير: وكيف يتم البناء السياسي من وجهة نظرك خاصة مع مشهد الاستفتاء علي تعديلات الدستور التي شهدناها.. وماذا كان رأيك في هذه التعديلات؟
- دكتور حامد عمار: كان رأيي «لا» لأن هذه التعديلات تشمل مسائل عديدة لا أوافق عليها منها مثلا: ألا يكون الرئيس متزوجا من غير مصرية، فأنا متزوج من لبنانية، ومع أنني لن أرشح نفسي للرئاسة، فأنا لا أجد أن هذا الزواج ينتقص من مصريتي وتناقضات أخري عديدة.. كما أن ترسبات النظام السابق والمغانم المادية والجماعات ذات التوجهات الدينية كل هذا يمثل ثورة مضادة ستعود بنا للوراء «وفي التأني السلامة.. وفي العجلة الندامة»، فأنا مع دستور جديد يستغرق ما يحتاجه من وقت ليحدد معالم الحقوق والواجبات وكيفية إيجاد نظام تشريعي رئاسي لأن أول ما يجب القضاء عليه هو فكرة السلطة المطلقة.
ثانيا: يكفي أن تنظر للجماهير التي احتشدت للاستفتاء لتدرك بمقارنة بسيطة بأي انتخابات قبل ذلك كيف كانت هذه الانتخابات لفترة طويلة مكانا يشبه سوق عكاظ لا نظام وكله هرج ومرج وعساكر وفتوات وضغوطات، أما اليوم فعندما عرف الشعب قيمة النظام احترمه، مما جعل عجوزا مثلي يستطيع الإدلاء بصوته وظهرت الجوانب الإنسانية في أجلّ صورها وظهرت نتيجة الوعي والنضج الذي يجب أن نحافظ عليه.
والدستور الجديد سيحمينا من الدخول في إخفاقات تصنعها الجماعات الإسلامية، وبعض الأحزاب التي تريد الهجوم علي الثورة.. كما أن عندي تحفظا ضد المجموعة التي كلفت بتشكيل الدستور، فمع احترامي لهم جميعا وهم فقهاء دستوريون إلا أنهم جميعا تجاوزوا السبعين، وأنا أري أن الإحساس بمشاعر المجتمع من الصعب أن يعبر عنه سوي الشباب، لذا أطالب بوجود جيل أصغر ضمن واضعي الدستور، كما يجب أن يوضع في كل مصلحة وكل وزارة جيل يعد ليحمل الرسالة كالفريق الكروي الذي يُعد فريقا أصغر لأنه عندما تأتي اللحظة ويكبر هذا الفريق يوجد مكانه من يملأ هذا المكان ويكون مدربًا وواعيًا بأهمية الموقع.
فهناك جيل بلغ 35 عاما فما فوق يستطيع أن يشارك مع لجنة الفقهاء الدستوريين في وضعه.
- الدستور ثم الرئيس ثم البرلمان
ويكمل الدكتور حامد حديثه قائلا: ويأتي بعد الدستور الرئيس الجديد ثم انتخابات مجلس الشعب، أما الشوري فأنا «لا أطيقه» والفترة التي أعطيت للمجلس العسكري في رأيي غير كافية بالمرة، فلماذا لا يستمر المجلس العسكري لعامين حتي نخرج من هذه الأزمة؟
- صباح الخير: ولكن الكثيرين قلقون من أن تطول فترة المجلس العسكري وأنت تطالب بأن تستمر لعامين؟
- الدكتور حامد عمار: المرحلة الانتقالية التي نشهدها جوهرية وحرجة جدا فهل تعتقدين أن عاما واحدا أو أقل كاف لتغيير مجلس الشعب وقناعاته وانتماءاته السابقة التي تقوم علي الابتزاز والحصانة والسلطة؟!
كما أن نزعة الثأر ستغلب عليهم وستغذي أي ثورة مضادة، فهم وصلوا بأموالهم وبسلطتهم الشعبية القبلية فعامان فترة مناسبة لتعليم مجتمعي وللوصول لإدراك ووعي مجتمعي والقضاء علي الفساد والتسيب في الجهاز الإداري فالسلطة المطلقة هي التي أفرزت فسادا مطلقا، فالقوات المسلحة تمثل نموذجا تعليميا أهم من المدرسة نفسها، فهي نموذج ممارسة للحقوق فيكفي أن التعديلات الدستورية أقامت لها هذا الاستفتاء الذي يعلم المجتمع ولم تفرض التعديلات.
كما أن الحكومة الحالية أكثر من رائعة ففيها شخصيات منتقاة لا تشوبهم شائبة، ويحترم فيهم كل فرد الآخر ويحترم الشعب، وهي نموذج تعليمي آخر للمجتمع يسهم في الوعي المجتمعي.
- النظام الاقتصادي
- صباح الخير: وماذا عن الأبعاد الأخري التي تأتي بعد البعد السياسي لبناء المجتمع؟
- د. حامد عمار: يأتي البعد الاقتصادي الذي يوفر فرص عمل يملأ الفراغ الموجود نتيجة الظروف المؤقتة، فقد انخفض الناتج القومي الإجمالي.. وكذلك المظاهرات الفئوية التي تنم عن عدم إدراك واحتجاجات ترفع شعار «الأنا» وليس «نحن» وأنا متأكد أنه سيتم حلها بالحكمة.. ولكنها يجب أن تتوقف لأنها توقف عجلة الإنتاج، فلا يمكن العيش في حرية وأنت لا تملك قوت يومك.
وهذا النظام الاقتصادي يجب أن يقوم علي الحرية المنبثقة من الجانب السياسي فالجمهورية البرلمانية التي أنادي بها ستوزع السلطات فيها ويختفي الفساد وتصبح البيئة مليئة باستقرار وتوازن وثقة فيأتي الاستثمار والعبرة بالاستثمارات التي توفر فرص العمل وترتبط بالاحتياجات فيوظف الاستثمار في خدمة قضايا الإنتاج وتتحرك الصناعة والزراعة كأولويات فالقمح أهم من الفراولة وليس العكس كما صنع «يوسف والي»!
ثم تأتي العدالة في التوزيع بعد الزراعة والإنتاج، فهذه العدالة هي ما ستنجح أي نظام اقتصادي.
وكذلك العدالة في الخدمات وتوزيعها، فأنا لم أكن من مؤيدي العلاج علي نفقة الدولة، وظهر الفساد المرتبط به فلماذا لا نستخدم هذه الأموال لتكبير المستشفيات وإعطاء الأطباء حقوقهم وإعداد الممرضات وبعث طلبة الطب للخارج؟
البعد الثقافي
صباح الخير: وماذا عن البعد الثقافي في بناء المجتمع؟ وما رأيك في التعليم ومستقبله في الفترة المقبلة؟
- د. حامد عمار: البُعد الثقافي يجب أن يرتبط بالركنين الأساسيين الحرية والعدالة.. فلا مصادرة للكتب أو الأفكار ولا تكفير.. ولا مصادرات للحريات.. وللندوات والاجتماعات، فالقانون يجب أن يقوم علي إعطاء الحريات وليس تقييدها.
والعدالة ستقوم علي التقريب بين شرائح المجتمع وستدخل فيها قضية التعليم، فالملاحظ أن 12% من خريجي الجامعات و30% أميون و25% ممن أتموا المرحلة الإعدادية ووصلوا للثانوية ومجموعة من المثقفين لا تتجاوز 10%، والباقي متطرفون في تفكيرهم، ما يجب أن يحدث هو التواصل بين كل هؤلاء ليصبحوا كتلة واحدة متحركة من كل الشرائح، وهذا هو أهم عامل لبناء أمة التماسك الاجتماعي بين كل الشرائح لا فرق قائم علي تعليم أو جنس أو دين، وهو ما يرسخ مبدأ المواطنة والتمتع بجميع الحقوق والواجبات والتواصل والتفاهم في السراء والضراء.
- قضية التعليم:
ويضيف الدكتور حامد عمار في حديثه قائلا: أما التعليم ففي رأيي نواجه مشاكل عديدة أولها التعليم الأجنبي الذي طالما هاجمته لأنه يتزايد بمعدلات خارقة، يجب الحد منه فقد بدأ في منتصف الثمانينيات بأربع جامعات وما لبث أن أصبح 18 جامعة مساويا لعدد الجامعات الحكومية التي بدأت منذ عام 1905 وبتركيزها علي اللغات الأجنبية التي لا تضيف شيئا، لكن لا أقول نغلقها، لكن يجب أن نوقف نموها ونهتم بدلا منها بالجامعات التي تهتم بالبحوث العلمية لاحتياجنا الشديد لها بدلا من تغليب مبدأ إرضاء الأغلبية الغنية التي تدفع لتتعلم.
صباح الخير: وماذا عن المناهج، ماذا تحتاجه لبناء الشخصية المصرية التي نحتاجها في المستقبل؟ خاصة بانضمامك للمجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي - فما خططك في هذا الشأن؟
د. حامد عمار: أولاً يجب أن نؤمن بأن هذه الثورة لابد أن يكون نتيجة لها لحن مميز نشترك فيه جميعا هو لحن التغيير والتجديد وليس فقط التحسين لما هو قائم.
فأول معيار يجب أخذه في الاعتبار هو الحرية، حرية الطالب وحرية المعلم، وحرية المدرسة، فلا يوجد هناك قالب واحد لكل هؤلاء فنعطي الثقة لكل فرد ليكون أهلا لها ويعطي كل ما عنده، وهذا لن يتأتي إلا بتعرف الوزارة علي مشكلات الوزراء السابقين وبدراسة علمية وواقعية وباعتمادها علي الحكماء وأصحاب الخبرة والقضاء علي الفوضي في التعليم وفي سوق العمل أيضا.
فالتعليمات التي تفرض علي حي الزمالك غير ما تفرض علي الدويقة.. وهكذا.
ويأتي بعد ذلك عملية التطوير الحقيقية وليست الشكلية كالسابق فبدلا من التعامل مع الجامعة كمنشأة اقتصادية بمبدأ المكسب والخسارة وظلم أبنائنا نفتح باب التواصل والتفاهم والمشكلة ليست في المناهج، وإنما في إعداد المدرس أولاً وفي البنية التحتية ثانيا.
أما بناء وإعداد المدرس فلو أجرينا مقارنات سريعة بين حال المدرس في الدول العربية غير النفطية كالأردن وسوريا سنجد المعلم المصري أقل بكثير من حيث الإعداد ومن حيث الدخل المادي.
وأما البنية التحتية من بناء مدارس وفصول فستقلل الأعداد في الفصل الواحد بما يفتح مجالا للديمقراطية في التعامل بين الطالب وأستاذه.
ولو كان أسوأ منهج في العالم وأعطيناه لمعلم جيد ومتمكن وأعطينا له مساحة مع الطالب للحوار سيخرج أفضل جيل علي الإطلاق.
والعكس بالعكس فأحسن منهج في ظل ظروف المعلم غير الراضي والضغوط التي يتعرض لها و«زحمة» الطلبة وعدم وجود قنوات اتصال وحوار مشترك ستؤدي لنتائج وخيمة وهو ما نعانيه هذه الأيام.. وهذه هي طريقة الخروج من أزمة التعليم والتي ستحتاج لأعوام، ولكننا سنصل للنتيجة التي نتمناها علي طريق بناء الشخصية المصرية في المجتمع الديمقراطي الذي نتمناه.
- نحن ظلمنا الشباب
صباح الخير: لو أردت توجيه رسالة للشباب المصري فماذا تقول؟
د. حامد عمار: أقول له لقد أديتم واجبكم علي أكمل وجه رغم أننا كجيل أكبر ظلمناكم من حيث فرص التعليم وفرص العمل، وكم كنت أتمني لو عندي من الصحة حتي أكون بينكم في ميدان التحرير ولكنني كنت متابعا لكم ولأخباركم وخائفا عليكم، وأطلب منكم أن تكونوا في طليعة التعاون مع كل القوي التي تعمل من أجل الوطن لبناء المجتمع الديمقراطي القائم علي الحرية والعلم والعدالة والإنتاج ولا تضطروا لأخذ مواقف مساندة لبعض القوي التي تعمل في الخفاء لتحويل الأنظار عن هذا الهدف الذي يجب وضعه نصب أعيننا.
- الفتنة الطائفية
صباح الخير: ما رأيك في الأحداث الأخيرة التي شابها الفتنة الطائفية؟ وهل هناك بالفعل شحن طائفي؟
د. حامد عمار: هناك رأي أؤيده يقوم علي أن بقايا النظام الماضي هو ما يحرك هذه الفتنة كثورة مضادة، لكن ما يغذي هذه الفتنة شيئان أولهما السلوك الإداري غير المبرر الذي يشحن الأقباط وأبسطها حرية بناء الكنائس. وثانيهما أننا شعب عنده من ثقافة التمييز، ما يؤدي لهذا الشحن فهناك تمييز بين المسلم والمسيحي، وكذلك التمييز بين الصعايدة والوجه البحري.. وهكذا.
- نثق في الحكومة الانتقالية
صباح الخير: وماذا نقول للحكومة الانتقالية؟ ومن الشخصية التي تراها مناسبة لتولي منصب الرئاسة في الفترة المقبلة؟
د. حامد عمار: أقول لهم نحن نثق فيكم وفي إخلاصكم ورغبتكم في خدمة وطنكم، ونأمل في وضع البذور الحقيقية التي تؤسس المجتمع الذي نحلم به ويحقق الرخاء لمصرنا الحبيبة ونحن كلنا ثقة بأننا قادرون علي تصحيح أخطائنا ولا ندعي الكمال، فالطريق طويل أمامنا وليس من الحكمة اختصاره وسيتطلب زمنا ونضجا فلا يجب أن نتعجل به.
أما عن الرئيس المقبل فلا أجد أفضل من شخصية الدكتور البرادعي لسببين أولهما أنه أول من نجح في جمع المصريين ككتلة واحدة بفكرة جمع التوقيعات، وهذا المبدأ هو ما سيفيدنا في الفترة المقبلة، فالكتلة الواحدة هي القادرة علي إحداث أي تغيير.
وثاني سبب هو أنه أول من تجرأ علي طرح مفهوم التغيير ومهما حدث سيظل له الفضل في إزكاء روح الثورة والشباب باعتناقه فكرة التغيير منذ فترة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.