فى إطار إنفاقات تعدت التريليون جنيه على التنمية فى مصر، استحوذ الصعيد على نصيب كبير منها، تواصلت فعاليات أسبوع الصعيد، وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى والمجلة ماثلة للطبع المشروع القومى «توشكى الخير» فى إطار عدد من المشروعات القومية على مدار الأسبوع فى محافظاتأسيوط وسوهاج والمنيا وأسوان. وافتتح الرئيس الأسبوع الماضى، مجمع إنتاج البنزين وتكرير البترول بمحافظة أسيوط، ووقع خلاله على كتاب أطلقته الحكومة المصرية بتوثيق لما تم من إنجازات خلال سبع سنوات فى جميع ربوع مصر من مشروعات تنموية استهدفت جميع قطاعات الحياة .
ووجَّه الرئيس من الصعيد عددًا من الرسائل الهامة لأهالى الصعيد والمصريين، وقال: «محتاجين وإحنا بنكلم أهالينا إنهم يبقوا مقدرين، إننا نقدر نعمل مدن أكتر من كده كمان، فى الصعيد وفى الدلتا، ولكن هل هما مستعدين يسيبوا السكن اللى بيعلموه على أرضهم كثقافة منتشرة»؟ وأضاف: «بابنى لنفسى وولادى على أرض زراعية.. وأروح المدن الجديدة وأقارن سعريًا الشقة اللى هاخودها.. هو ده التحدى اللى إحنا محتاجين نتكلم فيه». وأضاف الرئيس السيسى: "إن التحدى الخاص بتحسين أحوال المواطنين ليس تحديا للحكومة فقط ولكن لكل عناصر الدولة".
قدرات مصرية وطنية فائقة وإمكانيات جبارة
وقال الرئيس: نفكر فيها.. القيمة الاستثمارية على مدار السنوات قبل تولى المسئولية فى حدود 30 مليار جنيه فى 30 سنة يعنى 900 مليار جنيه وإحنا فى 7 سنوات أنفقنا فى متوسط التريليون جنيه». وتابع الرئيس السيسى: «اللى الدولة بتعلمه ده محاولة للتعويض.. ومش أبدًا والله إساءة لحد.. محاولة لتعويض ما فاتنا». وشدد الرئيس السيسى على ضرورة مواجهة ثقافة البناء على الأراضى الزراعية، وزيادة النمو السكاني. وأشار الرئيس السيسى إلى مشروع «حياة كريمة»، قائلاً: «نكرر تانى حتى تصل الرسالة لينا كلنا.. هو «حياة كريمة» فى 3 سنوات.. تفتكر فى النمو السكانى ده مش هنكون عاوزين إمدادات مستقبلية فى المدراس والصرف الصحى ومحطات المعالجة ومياه الشرب. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لن نترك قطرة مياه واحدة إلا وسوف نستخدمها ونستفيد منها.
ويعتبر مجمع أسيوط لإنتاج البنزين أحد مشروعات الدولة الاستراتيجية لتنمية صعيد مصر، وهو أكبر مجمع بترولى فى الوجه القبلى لتأمين إمدادات البنزين لأهالى الصعيد وتوفير تكلفة نقله من معامل التكرير بالقاهرة والإسكندرية والسويس. وشملت مشاريع تنمية الصعيد، محاور تنموية عملاقة، تربط شرق وغرب النيل حيث تم إنشاء 14 محورا بتكلفة تتجاوز 23.5 مليار جنيه بمسافة بينية لا تتعدى 25 كم. وقال الرئيس إن الدولة تسعى إلى مساندة المخالفين لتصحيح مسارهم، والدعوة لمبادرة تهدف إلى التعاون والعمل معًا. وأضاف الرئيس السيسى أن الدولة تريد أن تعطى للمستثمرين أماكن خالصة الترخيص وبها جميع المرافق الأساسية وتمويل منخفض التكلفة، مع مساعدتهم فى عمليات التسويق؛ لتحقيق النجاح. وأوضح الرئيس أن الدولة أقامت 13 مجمعًا صناعيًا، بكل ما يلزم لتوفير الوقت والجهد للمستثمرين،، مشيرًا إلى أن مصر لديها قدرات وإمكانيات لإقامة أضعاف من المجمعات الصناعية، داعيًا الحكومة إلى التعلم من التجارب السابقة، مثل مدينة الروبيكى والأثاث بدمياط والنسيج، مشددًا على أن مضاعفة عدد المشروعات بما يخلق فرص عمل جديدة. الإنفاق على الأمن القومى لا يستهدف عائدا إقتصاديا مباشرا
وأوضح أن الدولة لديها مصلحة فى تحقيق التقدم وإتاحة الفرصة للمواطنين؛ للعمل وتحقيق دخل، داعيًا إلى التركيز على العمل خلال الفترة القادمة بتكنولوجيا متقدمة لتعظيم العائد. وقال الرئيس السيسى أن الدولة عندما تنشئ مناطق صناعية جديدة لا تهدف إلى تحقيق ربح مباشر، وشكر الرئيس السيسى كل من ساهم فى المناطق الصناعية الجديدة. تناغم حكومى وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن التنمية والاستثمار فى محافظات الصعيد، خلقت كمًا هائلاً من فرص العمل للشباب، مشيرا إلى أن ست وزارات وهيئات بالدولة عملت فى مجال التشييد والبناء جميعها من القطاع الخاص، وأغلب العاملين بها من الصعيد، بحجم استثمارات وصلت 535 مليار جنيه لما تم تنفيذه. وقال رئيس الوزراء إنه فيما يخص التنمية التحتية فى قطاع النقل تم إنشاء وتطوير 6600 كم بتكلفة 120 مليار جنيه، إلى جانب تنفيذ 365 كوبرى ونفق، بتكلفة 50 مليار جنيه. أما بالنسبة لقطاع المياه والصرف الصحى بالصعيد، فوصلت نسب التغطية لمياه الشرب 98 %، وكان الصرف الصحى ضمن المشاكل المزمنة التى يعانى منها، مشيرًا إلى توقع إنهاء مشروع حياة كريمة والاقتراب من نسبة ال100 % من الصرف الصحى العامين القادمين. وأشار مدبولى، خلال افتتاح مجمع إنتاج البنزين وتكرير بأسيوط إلى تنفيذ العديد من مشروعات الكهرباء، المجازر، الرصف الداخلى، الإنارة، الطرق المحلية بتكلفة 30 مليار جنيه، بالتعاون مع البنك الدولى، وهو مشروع تطوير التنمية المحلية فى محافظاتقنا وسوهاج، بتكلفة 10 مليارات جنيه لتطوير المناطق المحلية فى الصعيد صنفته الأممالمتحدة أفضل مشروعات التنمية على مستوى العالم. وقال رئيس الوزراء: إن الصعيد كان له نصيب الأسد من مشروع تكافل وكرامة، فحصلت محافظاته على 48 مليار جنيه من المشروع استفاد منهم أكثر من 2 مليون مواطن بما ساهم فى تقليل نسبة الفقر فى محافظات الصعيد. أكبر مجمع لإنتاج البنزين فى الوجه القبلى
100 مليون وقال الرئيس السيسى أن المؤتمرات التى يتم تنفيذها الهدف منها استدعاء الدروس والعظة والعبر من أجل تشكيل أرضية فهم مشترك».. وأشار إلى أن تحدى تدشين المجتمعات العمرانية ليس تحديًا للحكومة، ولكنه تحدٍ أمام كل عناصر الدولة المصرية من حكومة، ومنظمات مجتمع مدنى، والمواطنين، منوهًا إلى أن زيادة الأحوزة العمرانية تتطلب فرص عمل وإلا ستكون سكنًا فقط. وقال الرئيس : «كل الجرى والتطور اللى بعمله دا اللى بيعانى منه معايا الحكومة، لأنهم أما بيقعدوا معايا مابيعجبنيش حاجة خالص»، ووجه حديثه للحكومة، مش هفرح أبدًا غير إن قدرتوا تخلصوا كل شىء من مدارس ومستشفيات، وبعدين تخلوا المواطن دخلوا يصل ل 10 آلاف أو 20 ألف فى الشهر، يمكن ساعتها أبقى مرضى». جامعات جديدة وقال خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة، الاستثمارات فى مشروعات التعليم بمحافظات الصعيد، تشمل 168 مشروعًا، بتكلفة استثمارية 35.4 مليار جنيه، بجانب أن السنوات الماضية شهدت إضافة جامعتين فى كل من الأقصر والوادى الجديد، باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه. ولفت وزير التعليم العالى أن تكلفة الاستثمارات فى الجامعات بالصعيد وصلت إلى 12 مليار جنيه، وساهم مشروع حياة كريمة فى إنشاء وتطوير 27 مستشفى جديدًا داخل محافظات الصعيد، بالإضافة إلى رفع كفاءة 13 مستشفى والعمل على إنشاء وتطوير 659 وحدة طب أسرة بإجمالى تكلفة 45 مليار جنيه. وقال وزير البترول المهندس طارق الملا فى أسيوط: إن مجمع إنتاج بنزين أسيوط العملاق تم من خلال شركات مصرية قومية وخلال 40 شهرًا، لافتًا إلى أن مبادرة حياة كريمة تستهدف توصيل الغاز إلى 902 قرية فى الصعيد ل 10.2 مليون مواطن فى المرحلة الأولى. وافتتح الرئيس السيسى عبر الفيديو كونفراس الأسبوع الماضى عددا من المشروعات الطبية أبرزها مستشفى الأطفال التخصصى بالأقصر، ومستشفى سمالوط التخصصى، ومستشفى الكبد والجهاز الهضمى بجامعة المنيا، إضافة إلى توسعات مستشفى كلية طب الأسنان بأسيوط. وتساءل الرئيس: «هل موضوع التنمية والجهد حتى بعد ما نخلص حياة كريمة هيقف؟ لا، حركة التطوير والجودة والرفاهية تتطلب الاستمرار فى العمل وتحسين ما لدينا ونضيف إليه أكثر».. وقال الرئيس: «إحنا كدولة وبكم، اتبذل مجهودا ضخم جدا.. وكله بتوفيق ربنا. دايما فى كل مناسبة هفضل أكرر الحمد والشكر والثناء العظيم لله سبحانه وتعالى أنه وفقنا ومكنا.. وأقدر أقول بتواضع شخصى وحتى باسم الحكومة اللى اتعمل مايتعملش والله والله والله ما يتعمل لا ظروفنا وقدراتنا الاقتصادية علشان حتى الأمور واصلة.. ومش نقول علشان نبقى فرحانين.. أو الطموح يبقى أكثر روحنا المعنوية ترتفع».. وتابع الرئيس، قائلا: «عمر ما روحى المعنوية تأثرت.. التحدى شايفه من 20 و25 سنة.. ومش جديد عليا.. وبالتالى إحنا لا نصدم بالواقع اللى شايفينه.. إحنا محتاجين كلنا نكون شايفين زى بعض ونتحرك فيه زى بعض». وأكد الرئيس السيسى، أن مشاركة القطاع الخاص «توجه دولة»، موجها حديثه للقطاع الخاص، قائلا: «محتاجينكم وعاوزينكم تشتغلوا معانا.. بس بلاش نعمل انطباع على إن فيه مزاحمة أو رفض.. لأ.. لأ.. لأن حجم العمل المتاح والمطلوب فى مصر ضخم جدا». وأكد الرئيس، أن الدولة المصرية تحتاج إلى 2.1 مليار دولار للقمح سنويا، متابعا: «لما نعمل مليون فدان يحتاجوا 200 مليار جنيه.. المليون فدان دول جاهزين مش محتاجين حاجة.. اللى ياخد منهم يرمى البذرة ويشغل مكن الرى ويشتغل. وأضاف الرئيس : «فيه مشروعات الاقتصاديين مش بيشتغلوا فيها.. ده صاحب مال ومصلحته انه يدور على القرش اللى ينفقه ويكسب منه.. لكن الأمن القومى نصرف فيه.. بعيدا عن المنظور الاقتصادى.. المليون فدان عوائدهم قد إيه؟ وهيشغلوا قد ايه؟.. لو المليون شغلوا واحد ولا نص يعنى نص مليون فرصة عمل». وقال الرئيس السيسى: «إحنا اسرة واحدة.. مصر والقطاع الخاص والحكومة محدش يقول أنت وأنا.. وأنا بطبيعتى انسان بحاول أكون صادق علشان ربنا هيحاسبنى على كل كلمة.. يا جماعة البلد هتقوم بينا كلنا.. وفهمنا كلنا وايدينا مع بعضنا هنقدر نحل كتير من المشاكل. وتحدث الرئيس السيسى، عن إنشاء 14 محورا جديدا على النيل فى الصعيد، وقال: «مفيش طريق تم توسعته إلا بعد تعويض أصحاب الأراضى الزراعية.. بسعر عادل للناس.. رغم انه منفعة عامة.. ومش هنقوله ساهم معنا فى المنفعه العامة.. ورغم أنه قلبنا بياكلنا أننا ندخل أرض زراعية علشان توسعة الطرق.. بس مفيش خيار تانى». وأضاف الرئيس: «زى ما بنعوض أصحاب الأراضى الزراعية بنعوض المناطق السكنية.. الطريق الدائرى بلغ حجم تعويضاته (7.5) مليار جنيه.. كل واحد بيطلع من شقته بياخد التعويض المناسب». وقال الرئيس: «معرفش العمر هيدينى ولا لأ فعايز أخلص كله عشان حبى للناس، وقبل كدا حبى لربنا سبحانه وتعالى.. عايز أفضل خدام لله وللناس لغاية أما أمشى».