مشروعات التخرج لطلاب الجامعة لم تعد مجرد أفكار أو أحلام وردية فى سماء العلم اللانهائى البعيد عن أرض الواقع أو مجرد إجراء للحصول على تقدير والسلام.. لكنها أصبحت مرتبطة بواقع مجتمعنا، مشاكله ومشروعاته الحالية والمستقبلية وتبحث مشروعات تخرج كثيرة عن مكانها فى عالم التطبيق والتنفيذ على أرض الواقع، لكن الغالبية ما زالت فى انتظار الفرصة رغم جودتها وحاجة مجتمعنا لها! الجامعات من جانبها بدأت الاهتمام بمشروعات التخرج بالذات فى الكليات العملية فالعقول الشابة النابهة هى أولى من غيرها فى صنع المستقبل فهو لهم وبهم، بل وضعت الجامعات هذه المشروعات فى الاعتبار على أنها أحد أوجه مساهمتها المجتمعية لعلاج قضايا كثيرة ورسم وتخطيط صورة بكرة الذى تطمح إليه مصر، فربط وجهة نظر الشباب والطلاب بالمشروعات القومية هو الطريق الصحيح الذى يجب أن يكلل بتبنى الدولة للمتميز منها. اطلعت من خلال اثنين من الأساتذة بجامعة بنها هما الدكتور شريف أبوالسعدات ود. أميرة فؤاد بتطبيقية بنها وهما المشرفان على مشروعات التخرج للطلاب من مختلف الأقسام، الحقيقة رأيت أعمالاً مبهرة لطلاب جمعوا فى مشروعات تخرجهم بين الإبداع والشعور بالمسئولية والانتماء بالمشاركة فى أهم وأكبر المشروعات القومية التى تخوضها الدولة حالياً خاصة فى تطوير الميادين والعاصمة الإدارية الجديدة. أيقنت أننا عندما نُحمل الشباب المسئولية ونعطيه الثقة نجد منه ما لم نتوقعه من إنجاز. فاستعرضت معهما مجموعة المشاريع القومية التى قام بالعمل عليها طلاب فنون تطبيقية بنها وخاصة استحداث تصميمات جديدة تخدم المشاريع القومية: 1 - تجميل ميادين العاصمة الإدارية وتخطيطها بالكامل لعدد 3 ميادين.. (مناطق: 10، 15، 17). 2 - عملات وميداليات لإحياء العاصمة الإدارية الجديدة ومفتاح المدينة وميدالية حياة كريمة مهداة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديرًا وتثمينًا لجهود سيادته على النهوض بكامل الدولة المصرية. 3 - تصميم لمداخل قرى مركز شبين القناطر مع إعادة تصميم واجهات الوحدات المحلية كنموذج يتم تنفيذه على كامل المبانى الحكومية بقرى وريف مصر. 4 - إعادة تخطيط وتصميم لميدان أم بيومى بمطلع طريق شبرا- بنها الحر (ميدان أم الدنيا).. مع توظيف لكامل أنحاء الميدان لاستيفاء جميع الخدمات والمرافق التى يحتاجها المواطن المصرى. وقبل نشر هذا المقال فاجأنى د. شريف أبوالسعدات بخبر زاد من فرحتى بهؤلاء الشباب وباستحقاقهم للرعاية والاهتمام، وهو أنه بالفعل فازت مشروعات من السابق ذكرها فى مسابقة أفضل مشروع تطبيقى يرتبط بالمجتمع وخاصة الصورة البصرية للعاصمة الإدارية، فى المسابقة التى أطلقتها وزارة التعليم العالى مؤخراً للمنافسة بين طلاب الجامعات المصرية لتحفيزهم على تطوير الأداء وتفعيل دورهم ودور الجامعات لتنمية المجتمع. لم يتبق شىء لشباب الجامعات لإثبات قدرتهم على المساهمة بجدية فى تنفيذ مشروعات الدولة والمساهمة فى مشروعات الجمهورية الجديدة, بدلاً من تخرج بعضهم وانتظارهم لفرصة تضيع خلالها أجمل سنواتهم على المقاهى أو بمشاهدة فيديوهات التيك توك!