من عروس الصعيد المنيا انطلق مشروع فريق «أصداء» الفنى المتخصص فى الفنون الأدائية والبصرية وتدريب الرقص المعاصر، بالتعاون بين الفنان التشكيلى ماريو ميشيل أحد خريجى جمعية الجزويت، والفنانة نرمين حبيب مدربة الرقص المعاصر. يضم فريق «أصداء» مجموعة من المدربين المحترفين، فى مجال الرقص المعاصر كأحد فنون التعبير الجسدى، الذى ظهر كحركة مغايرة لفنون الرقص الكلاسيكى والباليه، وتطور على يد مارثا جراهام وإزادورا دنكان وميرسا كونينجهام، ويسعى فيه الراقصون المعاصرون لربط العقل والجسم من خلال حركات الرقص الممزوجة بالنعومة والقوة.
أداء حركى
«نرمين حبيب» إحدى مؤسّسى فريق «أصداء» - خريجة مركز القاهرة للرقص المعاصر وعضو المجلس الدولى للرقص بفرنسا - قالت إن الرقص المعاصر من أهم الفنون التى ظهرت أواخر القرن العشرين؛ حيث يستطيع فيه الراقص التعبير بكل حرية من خلال حركات جسدية مرتبطة بحالة عقلية، يتم خلقها من الإيقاع المختلف، بهدف الخروج من تابوهات الفن الكلاسيكى المحكوم مثل «الباليه» والحركة المسرحية واختيار جمهور من طبقة معينة لمشاهدة هذا الفن. وتضيف «نرمين»: الرقص المعاصر له قواعد ودراسة وأصول ومن خلاله يتم الربط بين العقل والجسم، والرقص المعاصر ليس حركات راقصة وحسب؛ فهو قائم على التنوع والارتجال المحكم، فنحن نستخدم الجاذبية والأرض والتركيز العقلى على كل حركة ودوافعها وعادة يتم الرقص ونحن حُفاة القدمين.
وتابعت: «من خلال فريق أصداء نسعى لتأكيد أنه من خلال الفنون يمكننا تصحيح المفاهيم السلبية التى لها علاقة بالجسد والنوع والأدوار الاجتماعية، فالرقص يمنحنا مساحة آمنة للتعبير الحر والإبداع، واكتشاف مواهبنا الحقيقية وتطويرها». الفنان التشكيلى ماريو ميشيل - مدرب الرقص المعاصر وخريج معهد جوتة وأحد مؤسّسى فريق أصداء- قال ل «صباح الخير» إن فريق «أصداء» يركز على الفنون الأدائية ودمج الفنون المعاصرة بالثقافة الشرقية والتراث المصرى. ويستهدف فريق «أصداء» للرقص المعاصر فئات «الأطفال والمراهقين والشباب والسيدات والفنانين المستقلين»، ويعمل مع ذوى الهمم أيضًا- بحسب «ماريو». ويوضّح «ماريو» أن فريق «أصداء» يقدم خدماته بشكل متنقل فى مختلف محافظات مصر؛ حيث إنهم يطمحون لمواصلة تعليم الفنون فى كل ربوع مصر. وبيَّن «ماريو» أن الرقص بشكل عام متأصل فى جذورنا المصرية لأنه موجود منذ أيام الفراعنة وعلى جدران المعابد ونراه فى طقوس الأفراح والطقوس الجنائزية. واستشهد مدرب الرقص المعاصر برغبته فى نشر فكرة فريقه بنجاح فرقة «رضا» الاستعراضية التى قدمت الفلكلور المصرى الأصيل. مؤكدًا أن فريقه يهدف لإبراز جمال وثراء التراث الفنى المصرى للعالم كله ودمجه مع الفنون المعاصرة، من خلال ورش وعروض فنية.
وكشف «ماريو» عن أن فريق «أصداء» بدأ نشر ثقافة الرقص المعاصر فى عدة محافظات كثيرة مثل «أسوانوالمنياوالإسكندرية» مثل مبادرة «كروسنج أوفر» وبدعم من البرنامج الثقافى الأوروبى المصرى تم تقديم ورش متخصصة فى الرقص المعاصر والرسم والألعاب التنموية للأطفال والمراهقين. وأوضح مؤسّس فريق «أصداء» أن التجربة أثبتت أن الفن قادر على تطوير المهارات والمعارف ودوره المهم فى إحداث تغيير حقيقى فى المجتمع. لافتًا إلى أنه بعد نهاية فترة التدريبات تم تنظيم عروض فنية صغيرة وإنتاج فيلم راقص لفتيات جمعية الحرية فى الإسكندرية، عبّرن فيه عن مشاعرهن وأفكارهن من خلال الرقص. وخصص فريق «أصداء» هذا العام جزءًا كبيرًا من المشروع وأهدافه للسيدات والفتيات؛ حيث إن الجرأة والحماس والتدريب الجاد يساعدهن فى اكتساب ثقة وشجاعة لتنمية مهاراتهن الحركية دون خوف- بحسب «ماريو ميشيل».