شهر مارس هو شهر المرأة على المستوى المحلى والعالمى.. فيوم 8 مارس هو يوم المرأة العالمى وهو احتفال على مستوى العالم عبر التاريخ والذى يطلق عليه أيضا اسم يوم الأممالمتحدة لحقوق المرأة والسلام العالمى. ويوم 16 مارس هو يوم المرأة المصرية وهو احتفال خاص بإنجازات ونضال المرأة المصرية دون غيرها.. يوم 21 مارس هو عيد الأم وستظل المرأة لغزا فى كل العصور وخصوصا المصرية الفرعونية لأن حضارة مصر الفرعونية لغز كبير ذلك العصر الذى يذخر عن آخره بألغاز ويحاط بالعديد من الأسرار لعبت المرأة فى مصر القديمة دورا لم يكن يقل أحيانا عن الدور الذى قام به الرجل.. ولقد كان دور المرأة فى الحياة يتمثل فى أمرين، يتصل أحدهما بحياتها الخاصة فى المنزل ويتصل ثانيهما بحياتها العامة فى المجتمع إلى جانب أنها أم أو زوجة. -هى رفيقة الرجل فى رحلة الحياة وساعده فى تأدية بعض أعماله.. وتعرفنا من خلال المناظر التى سجلها المصريون القدماء على جدران مقابرهم، تبدو الحياة العائلية فى أجمل صورها فدور المرأة كان مهمًا فى المجتمع من خلال ألقابها ووظائفها ويقتصر ذلك على المرأة التى كانت تظهر فى الحياة العامة سواء كانت ملكة أم أميرة أم زوجة حاكم إقليم وكذلك زوجات الوزراء والكهنة.. كان للمرأة دور فى الحياة اليومية فى مصر القديمة فالفتاة تبحث عن الزواج والاستقرار وبناء عائلة سعيدة وكزوجة بما تمتعت به من حقوق وما قدمته أو افترض المجتمع أن تقدمه من واجبات.. لعبت المرأة أدوارا مهمة وبارزة طوال التاريخ المصرى القديم فهى ربة فى مجمع الأرباب والمعبودات وشريكة فى نظريات الخلق وملكة تشارك فى إدارة شئون البلاد خلف زوجها أحيانا.. ومن الجدير بالذكر أن المصريين كانوا يحترمون المرأة ويقدرونها منذ بداية تاريخهم ولكن فى ظل دورها الأساسى كزوجة وأم وإن لم يتقبل المصريون بسهولة أن تحكمهم امرأة وذلك حتى تستقيم «الماعت» أى العدالة، لأن من يحكم طبقا للعقيدة هو «حور» الذكر (ابن أو زير).. ولم يتقبل المصريون فكرة «حور» الذكر (ابن أو زير) ولم يتقبل المصريون فكرة «حور» الأنثى.. بلغت المرأة المصرية القديمة مكانة مرموقة فى الأسرة والمجتمع، فكانت الزوجة الشرعية بالنسبة لزوجها توصف بأنها الزوجة «مريت» (الحبيبة أو المحبوبة)، كما وصفت الزوجة فى اللغة المصرية القديمة بأنها (نب –بر) أى «سيدة المنزل» - ربة الدار )، ووصفت كذلك بأنها: سنت أى - الأخت) تكريما لها، ولعلها ترادف اللفظ العربى - صنوة ).. وقد دلت الصور والنقوش التى عثر عليها على جدران المقابر على ما كانت المرأة تتمتع به من الاحترام والتقدير.. فكانت المرأة المصرية القديمة تختلط بالرجال دونما حجب «وتلقى دائما الإجلال والإكبار» إذ كانت تقوم على رعاية أسرتها وتربية الأطفال وتفيض حبا وحنانا على آبائها بجانب اهتمامها بزوجها وتشرف على إدارة المنزل وتدبير أموره، وتوفير سبل الراحة فيه للجميع.. كما أشارت النصوص إلى زوجها (هاى)أو - هى)أى (الزوج أو البعل) ومنه جاء المصطلح (نبت هاى) أى سيدة متزوجة. كما دعت الزوجة زوجها أيضا (نب) أى ولى الأمر.. أما العلاقة الزوجية فكانت تصور فى جميع العصور بصورة تدل على الإخلاص والوفاء فهناك الكثير من الأدلة التى تشير إلى الترابط العائلى بين الزوجين من ناحية وبين أولادها من ناحية أخرى.. فقد حرص الفنان المصرى فيما أخرجه من مجموعات التماثيل إلى أن يجعل ممن يمثلهم من أفراد العائلة وحدة واحدة مؤتلفة تجتمع حول رئيسها وتعتمد عليه، فإذا وقف الزوج وقفت الزوجة بجانبه،وإذا جلسا فإنهما يجلسان معا على مقعد واحد، فتجلس الزوجة بجواره معبرة عما يصلهما من روابط بحركات إحدى يديها أو بهما معا، فتطوقه فى رفق وحب بالذراع اليمنى، كما نجدها فى بعض الأحيان تضع يدها على أحد كتفيه أو ركبته، أو قد تتشابك أيديها معا رمزا لحبها له وتعلقها به.. كما تم الكشف عن مقبرة سيدة تحمل لقبا يشير إلى عملها فى صناعة البيرة والخبزلإعاشة العمال.. أما أهم ما قامت به المراة أيضا فهو التمريض، إسعاف العمال الذين يصابون أثناء نقل الأحجار لبناء الهرم.