ظهر فى فيديو بملابس عمال المبانى والمقاولات «خوذة وسترة واقية مميزة»، ليوضح سبب تركه للعمل بمجال الصحافة، وصعوبة أحوال المهنة فى ظل تطور التكنولوجيا وقلة التوزيع وضعف المبيعات، التى أدت إلى تسريح الكثير من العاملين بالصحف أو تخفيض أجورهم للدرجة التى لا تمكِّنهم من الحياة الكريمة. يشرح عبدالعزيز صبرة، عضو نقابة الصحفيين، الذى ترك مهنته منذ أربعة أعوام، ليعمل بإحدى شركات المقاولات، بداية اهتمامه بتسجيل وبث فيديوهات له عبر صفحته على فيس بوك. «وجدت تفاعلات كتيرة على الفيديو وتعليقات من الناس وتشجيعا، فقلت لماذا لا أسجل وأبث فيديوهات لأى حاجة أحب أقولها أو رأى شخصى عايز أعبر عنه أو رسالة عايز أوجهها لحد أو مشهد إنسانى شوفته وعايز أتكلم عنه، موقف سياسى محتاج أوضحه.. وبالفعل بدأت أسجل فيديوهات من بيتى ومن شغلى أو من الشارع، وكلها أفكار وليدة اللحظة».
بعد الدقيقة.. الناس تزهق ومتكملش
توالت فيديوهات عبدالعزيز صبرة وتنوّع محتواها والهدف منها، فى أحدها تحدث مع العمال بشركة المقاولات التى يعمل بها، ليحكى عمال جاءوا من الصعيد وتركوا أهلهم ومحافظتهم، عن طبيعة عملهم فيما لا يتعدى الدقيقة والنصف، «أكتر الفيديوهات اللى الناس تحب تشوفها وتجيب تفاعلات كثيرة اللى مدتها ماتتعداش الدقيقة، أكتر من كده الناس بتزهق وممكن ماتكملش، الناس عايزة حاجة سريعة تشوفها وتقلب على اللى بعدها.. عشان كده فضّلت تصوير الفيديوهات عن التعبير عن كتابة رأيى من خلال بوست مكتوب، مش كل الناس بتحب القراءة خصوصًا لو الكلام كتير، ولو فكرت أشيّر رابط من صحيفة ولا موقع تانى بيتكلم عن حاجة عايز الناس تشوفها، فالناس بقت عارفة إنها لما تفتح الرابط ده هيكلفها من باقة النت كتير، بالتالى مش هيفتحوه»، هكذا قال.
خليك بسيط ومباشر
«اللعب على البساطة والمباشرة مع الناس أصبح منتشرًا، ممكن يكون الغرض من الفيديو التحريض والتخريب، لكن صاحب الفيديو يحاول يظهر بشكل طبيعى عشان يكون شبه عامة الشعب، ويقرّب منهم بسهولة ويؤثر عليهم بشكل أسرع، وكتير من أصحاب الفيديوهات اللى بيستهدفوا ده بيحاولوا يبعدوا عن الديكورات المكلفة والمظهر المبالغ فيه من الملابس عشان الناس ماتقولش ده مش حاسس بينا». يؤكد صبرة أن الميزة التى وفرتها برامج تسجيل وبث الفيديوهات على السوشيال ميديا، هى إمكانية الظهور دون تكلف من منزله مرتديًا جلبابه، وهو جالس خلف طاولة الطعام وتسجل ابنته الفيديو، أو من مقر عمله أو بتصويره لحدث ما فى الشارع، وهو ما لا يتطلب ديكورًا محددًا، فالعنصر الأساسى هو الحدث وأعلق بصوتى.
نسب المشاهدة والمكاسب المادية «اللعب على العواطف وتحريك مشاعر المشاهد الهدف منه تحقيق نسب مشاهدة عالية ومكاسب مالية، زى فيديوهات سما المصرى اللى بتستهدف إثارة الغرائز، أو الفيديوهات اللى بتتكلم عن الشهداء وبستخدم طريقة اللعب بالمصطلحات للتأثير على العقل والعواطف .. أصحاب الفيديوهات دى عارفين الطرق المناسبة والصحيحة اللى هترفع من نسب المشاهدة، وبالتالى مزيد من الشهرة والإعلانات اللى بدورها هتحقق مكاسب مادية»، هكذا يرى عبدالعزيز صبرة، مؤكدًا أنه أيضًا يهتم بنسب المشاهدة، ولكن كى تصل رسالته إلى مزيد من الشباب، عندما يتحدث لفئة عمرية معينة مستهدفًا توجيه بعض النصائح التى يوجهها لأبنائه فى المنزل، ففى أحد الفيديوهات تحدث لمن هم فى سن ال 14 أو «سن المراهقة»، على اعتبار أنه يتحدث لابنه، لكنه لا يعرف الوسيلة التى ستجلب له المزيد من نسب المشاهدة ولا تتوافر له الإمكانيات فى الوقت الحالى كما يقول.