لا يمكنك أبدًا وأنت تستمع لأدائه لأغنيات كبار المطربين من أمثال وردة وقنديل وغيرهم أن تشعر أبدًا أنه مقلد.. بل فرد منفرد يمشى وحده فى دروب الغناء. كذلك أعماله من أغنيات وألحان له ولغيره من المطربين والمطربات ستجدها مطعمة بكل جديد فى الموسيقى، لكن صلب أساسها شديد الإغراق فى المصرية القادمة من أقصى نقطة فى الريف المصرى شماله وجنوبه.. إنه محمد الطوخى وارث أنبياء النغم وملوك الألحان.. يمشى فردًا وحده فى طريق النغم الشرقى غناء وألحانا ليثبت أن أرض «كيمت» مصر التى رُسمت شكلًا ولونًا على ملامحه وصوته؛ لم ولن تنضب أبدًا من الإبداع والفن والجمال. •متى اكتشفت مواهبك والتبسك عفريت الفن؟ فى سن 8 سنوات عندما اكتشفت حسن قراءتى للقرآن، ومن ثم سماع الموسيقى واهتمامى بها. ثم التحقت بالمسرح القومى للأطفال، حيث أخرج المسرح القومى للأطفال عددا كبيرا من النجوم منهم من التحق بمعهد الموسقى العربية مثلى، ومنهم من التحق بالكونسرفتوار ومعهد السنيما، كما قمت بالغناء لكبار الملحنين مثل عبدالعظيم محمد وعمار الشريعى وفاروق الشرنوبى. • تجارب التلحين لكبار النجوم هل عانيت من صعوبة ما؟ نهائيّا بالعكس كل كبار الفنانين أمثال العظيمة وردة ومحمد الحلو وأنغام وفضل شاكر هم أساتذة فى الموسيقى والغناء؛ وبالتالى كلما كان اللحن المقدم لهم صادقا كلما وصلهم أسرع. وكل من عملت معهم سادت بيننا حالة من الوئام والتصديق مما جعل العمل سلسلًا. • أيهما أقرب لقلبك التلحين أم الغناء؟ كلاهما فى نفس المكانة. •هل من الممكن أن تقوم بتلحين أغنية وترفض أن تعطيها لمطرب آخر إذا أعجبتك؟ لا أبدًا بالعكس؛ لحنت فعلًا أغنيات لى وأعجبت مطربين آخرين فأعطيتها لهم. هذا لأنى أحب أن أسمع ألحانى بأصوات مطربين آخرين مما يشعرنى بالسعادة كون ألحانى تصل للمستمعين عبر أصوات أخرى. • ما هى آخر مشاريعك الفنية؟ عندى مشروع أعمل عليه الآن تحت مسمى «اللى بناها» نقوم فيه بإعادة تقديم الفلكلور، وقد سبقنى الكثيرون لهذه التجربة أولهم أستاذى بليغ حمدى، لكنى أقدمها بشكل معاصر. هذا المشروع يتلخص فى اختيار ألحان فلكلورية بكلمات معاصرة للشعراء إبراهيم عبدالفتاح ووائل هلال؛ ما نفذ منه بالفعل «واحد بس» و«اللى بناها» و«طال الليل» و«أه يا ليل يا عينى» كلمات إبراهيم عبدالفتاح و«عديت على واحد صاحبى» لوائل هلال. أذيع من هذا المشروع «واحد بس» أما أغنية «اللى بناها» فسنقوم بتصويرها مع المخرج تامر الخشاب. • ما هى قصة «أغنية وأنت بتكتب كتابك»؟ جاءت أغنية «وأنت بتكتب كتابك» ردا على حملة دشنت تحت مسمى «خليها تعنس» ضد البنات المصريات، لكن هذه الحملة لم تكن السبب الوحيد على قدر ما أعجبتنى كلمات عصام حسنى، وقد حققت مشاهدات تخطت 2 مليون ونصف مشاهدة. • قدمت أعمالا للأطفال هل هناك عمل جديد لهم؟ نعم هناك مفاجأة، حيث سنقوم بإطلاق أغنية جديدة للأطفال على رأس السنة الجديدة اسمها «بنتى حبيبتى» وهذا حصريا لصباح الخير كلمات عصام حسنى وألحانى وتوزيع أسامة عبدالهادى وإخراج أميرة الفقى. اهتمامى بعالم الأطفال يرجع لسبب أن بدايتى كانت فيه، حيث قمت بمجموعة أعمال فى المسرح القومى للأطفال منها أوبريت «شهرزاد» مع الأستاذ جلال عبدالقادر، «نعم ولا» مع الأستاذ السيد راضى، و«الأطفال دخلوا البرلمان» مع الأستاذ صلاح السقا، بالإضافة للعمل مع الفنان الكبير عمار الشريعى. ومع حبى للعمل للأطفال غيّر مجيء سلمى ابنتى من مفاهيم ومعانى كثيرة فى الحياة فشعرت برغبتى فى تقديم أعمال لها. • هل ستشرك ابنتك «سلمى» فى التصوير؟ هذه إحدى الأفكار المطروحة، هناك احتمال استخدام الكارتون فى الأغنية كل احتمال آخر، لكن القرار سيكون وفقا لمعيار الأفضل كفكرة تصل للجمهور. • فى حالة رغبة ابنتك فى احتراف الغناء هل ستسمح؟ أعتقد أن سلمى تمتلك حسا موسيقيا؛ وبالطبع إذا رغبت فى ذلك لن أعترض بل الحقيقة أنى أتمنى ذلك. • لحنت لكبار الشعراء منهم نجم وسيد حجاب مثلا.. كيف كان اللقاء؟ كنت من المحظوظين بالعمل مع أحمد فؤاد نجم وأنا فى العشرينيات من عمرى؛ قابلته صدفة فى مهرجان للقراءة فى إحدى الدول العربية. وعندما سألنى إن كنت أحفظ أعمال الشيخ إمام ذكرت له أنى لم أسمعه لكنى لحنت كلماته بألحانى الخاصة وهذا ما قرب بيننا. فبدأنا التعاون معا فلحنت له تتر برنامج «حبايبنا» على قناة دريم وتتر برنامج آخر «قوم يا مصرى» على ON Tv. الجميل أنى أغريته بالغناء فى هذا التتر بالرغم من رفضه للفكرة، كما كنت أتمنى أن يكون التتر كله بصوت نجم لاختلاف طعم أدائه. جاءت هذه الألحان بعد معايشة شبه يومية لنجم حيث كنت أزوره يوميا؛ ليقوم هو بمطالعة الصحف وأنا بالعزف والغناء، ثم يقوم بكتابة بعض الأبيات فأبدأ بتلحينها. • انتشرت فى مصر أشكال جديدة من الأغنيات بِدأ من أعمال فرق الأندرجراوند وانتهاء بالمهرجانات.. هل ترى أن الحالة الغنائية فى مصر فى تطور أم تدهور؟ قطعا فى تطور، فظهور أشكال جديدة تعنى تطورا هذا مع وجود الأغنيات السائدة بالفعل؛ هذا التطور يشمل أيضا أساليب التسجيل الحديث. لكن المشكلة الحقيقية من وجهة نظرى هو طغيان شكل واحد (الأغنيات الحديثة) مع انحسار الشكل القديم. أما بالنسبة لفرق الأندرجراوند فعلى الرغم من ظهور بعض الفرق غير الجيدة إلا أن الكثير منهم على مستوى عالٍ من الصدق والجودة. • هل من الممكن أن يحدث تعاون مع فرق الأندرجرواند؟ طبعا ولم لا بالعكس أحب ذلك. • ما هى خططك المستقبيلة بعيدا عن مشروع إحياء التراث؟ عندى مشرع بعنوان «أبيض وأسود» مع وائل هلال بكلمات بعيدة عن الأفكار التجارية، تغلب عليها سمة «الأغانى الحياتية» وبالفعل تم الانتهاء من تسجيل بعض الأغنيات. • لا يمكن إنكار أن الغناء صناعة كيف يمكن الاستمرار فى ظل القرصنة؟ من خلال جهود معالى وزيرة الثقافة الفنانة «إيناس عبدالدايم» الهادفة لتقنين استخدام الأغانى والأعمال الفنية والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية؛ أعتقد أن الوضع سيتحسن فى المستقبل القريب. لكن لا يمكن إنكار أن هناك من نجح فى التربح من خلال قنوات اليوتيوب. • ما سرعدم تواجد الفنانين الكبار أمثال الحجار والحلو ومدحت صالح بالشكل المناسب لهم؟ أعتقد أن السبب يعود لندرة إذاعة أعمالهم فى القنوات الفضائية، فوفقا لمعلوماتى أن كلا من الفنانين الكبار الحجار والحلو قدما عملا مشتركا واشتكى الحلو فى لقاء تليفزيونى من عدم إذاعة هذا العمل، فى حين هناك أعمال أقل جودة تذاع باستمرار. وما يحزننى فعليا تقديم مطربين ليسوا مصريين لأعمال فى المناسبات الوطنية تعبر عن هذه الاحتفاليات المصرية، هذا الحزن ليس من قبيل أنهم ليسوا من مصر أكثر من كون الفنان المصرى الأقدر على التعبير عن مشاعر المصريين. • حصلت على إحدى الجوائز الموسيقية ما رأيك فى مسألة الجوائز؟ وما هو أثرها على الحركة الموسيقية؟ صحيح حصلت الجائزة الكبرى فى المهرجان القاهرة الدولى للأغنية عن أغنية «بأحلف بالله» كأفضل صوت وكلمات وألحان وتوزيع؛ وهى من كلمات «محيى حوار» وألحانى وغنائى وتوزيع المايسترو «حمادة الموجى». أما أثر الجوائر فى المطلق الجوائز لها أثرها الإيجابى الكبير على الحركة الموسيقية مثل التكريمات التى تقدمها مصر للفنان؛ هذا بغض النظر عن كون هناك جائزة أو اثنتان لهما ما لهما وعليهما ما عليها، فالتكريم للفنان يقدم حافزا له على الإجادة. وللأسف طغيان المبدأ التجارى والربحى على صناعة الفن أثر على جودة الأعمال ليس فى الجوائز فقط، ومن يريد أن يشترى جائزة ما فليفعل وعموما هذه الجوائز سيئة السمعة معروفة والجمهور الحكم. • ما هى علاقتك بالعود؟ العود جزء منى أسبح معه فى الخيال. • لو لم تكن ملحنا ومطربا ماذا كنت تتمنى أن تعمل؟ مهندس ديكور وموبيليا؛ أشرف على صناعة كل تفاصيل الموبيليا. • ماذا أضافت لك الموسيقى وماذا أخدت منك؟ لم تكن الموسيقى خصمًا منى أبدًا؛ بالعكس أضافت لى الكثير، فقد قابلت وعرفت الكثيرين لم يكن لى أن أقابلهم لولا أنى عملت فى الموسيقى. • متى يمكن أن تشعر برضاك تمامًا عن اللحن؟ فى الحقيقة تنتهى علاقتى بالعمل بمجرد الانتهاء منه، وحتى يومنا الحالى لم أشعر بأنى قدمت ما أريده. كما أحلم بتقديم مسرح غنائى، فمنذ وفاة سيد درويش انقطع المسرح الغنائى.