كتب: حاتم دربال كان المجتمع التونسى على موعد مع نقلة حقيقية فى مسيرة أبو الفنون «المسرح» يوم 7نوفمبر عام 1962، وتحديدًا عقب خطاب الرئيس الحبيب بورقيبة، الذى دعا من خلاله إلى الاهتمام بالمسرح لما يمثله من وسيلة لتوعية مختلف فئات شعبه. تحوُّل جذرى شهدته الحركة المسرحية التونسية؛ حيث ظهرت العديد من الفِرَق المسرحية المحترفة، وظهر المسرح المَدرسى والجامعى، وكانت فرقة مدينة تونس للمسرح بقيادة الفنان على بن عياد، التى ظهرت فى عام 1940، تجربة سيظل يروى عنها تاريخ المسرح التونسى والعربى. فى تلك الفترة التاريخية ظهرت العديد من التجارب المسرحية، عن نصوص تونسية وأيضًا عالمية، ونجحت فى تحقيق رواج بين جماهير الوطن العربى لتحفر بصمة فى تاريخ المسرح التونسى. خلال الفترة ما بين الستينيات والسبعينيات توالت البصمات المسرحية التونسية توازيًا مع النهضة المسرحية العالمية؛ حيث لمع اسم وليم شكسبير، برتولت، بريشت وصالح السويسى وغيرهم. ريادة مسرحية.. فى أوائل السبعينيات شهدت الحركة المسرحية نقلة نوعية بتوقيع نخبة من الكُتّاب والمُخرجين ومُمثلى المسرح التونسى، وظهر العديد من الفِرَق التى اتسمت بخصوصية ثقافية وحضور خاص لمسرح التياترو للمسرحى التونسى توفيق الجبالى خلال فترة الثمانينيات، حتى بداية التسعينيات؛ حيث كانت الريادة للمسرح الخاص، بالإضافة إلى حضور مميز للقطاع العام. ما بين عام 1990 وعام 2000 اعتمدت الأعمال المسرحية على محاكاة أشهر القضايا الاجتماعية من قلب المجتمع التونسى؛ حيث عَمَد رواد تلك المدرسة المسرحية للبحث عن مقاربات جمالية درامية، فاتسعت دائرة المسرح التونسى، وظهر العشرات من الفِرَق المسرحية، بالإضافة إلى العديد من مراكز الفنون الدرامية. المسرح والدولة.. نشاط فِعلى شهدته الحركة المسرحية التونسية فى تلك الفترة، وحالة انتعاش فى عالم الإبداع المسرحى، شارك فيها العديد من الكُتّاب والمخرجين المسرحيين، الذين نجحوا فى حفر بصمات صنعت تاريخًا مسرحيّا حافلًا بالعديد من الإبداعات المسرحية، التى خرجت إلى النور بدعم رئيسى من الدولة، وكان خطاب بورقيبة دعمًا كبيرًا للإنتاج المسرحى. أيام قرطاج المسرحية.. هذا المهرجان العربى الإفريقى الرائد مسرحيّا، والذى يُعد منصة لحضورأهم العروض المسرحية من مختلف بلدان الوطن العربى والعالم، انطلقت فعالياته ليحفل بمنافسة العديد من الروائع المسرحية، التى يتم انتقاؤها بدقة للتعريف بأهم التجارب المسرحية وأيضًا الاحتفاء بأبو الفنون «المسرح»، فنحن نعمل من أجل توحيد الطاقات الإبداعية المسرحية، ونحن نثابر من أجل هدف رئيسى وهو فتح آفاق للتلاقى والتقارب من أجل إنتاج مسرحى مشترك.