حلو الحلو مفيهش وحاشة إلا ب يوعد ولا يوفيش دا اللى فتح قلبى ب طفاشة ثم قابلنى ما كلمنيش قلت له: رد يا باشا يا باشا قال لى: لغوها ما تفلقنيش المقطع دا غناه شكوكو فى غنوة «حلو الحلو» اللى كتبها فتحى قورة ولحنها الموجى كان لسه إلغاء الألقاب طازة وواضح إنه كان من الحاجات اللى المصريين اهتموا بيها وفرحوا ليها وبقينا كلنا أسياد يوليو حطت لقب واحد ل الكل السيد فلان الفلانى مكنش لقب السيد رسمى ب ما إنه ل الكل إنما كان ب يستخدم فى المكاتبات الرسمية لكن هل فعلا كان القرار ب إلغاء الألقاب؟ اللى ب أفهمه إنه الكلام دا مش دقيق الحكاية إنه فى أواخر عهد الملكية حصلت فوضى شديدة فى منح الألقاب زى حاجات كتير أصابها الارتباك فى فترة 1948 - 1952 قبل كدا كانت الألقاب ليها نظام محدد أهم 3 ألقاب كانوا: البيه اللى هى جاية من اللقب التركى «بك» اللقب دا سابق ل العثمانيين والدولة العثمانية وعثمان نفسه كانت الدولة السلجوقية ب تمنحه ل روس القبائل التركمانية اللى كانت تحت سيطرتها دلالة على إن راس القبيلة دى خد وضع رسمى فى إطار الدولة وبقى جزء منها مش مجرد قبيلة عشوائية كدا أرطغرل طبعا كان أول واحد من قبيلة الكايى يحصل على لقب بيه ب موجب فرمان من السلطان علاء الدين كيقباد الباشا لقب عثمانلى ظهر معاهم وبعد 1952 فى مصر انتشرت فتية كدا ألفها إنسان ما فتاى إن معناها جزمة السلطان إنما مش كدا أكيد الباش = الراس عشان كدا فى كل مهنة فيه «باش» باشمهندس - باش حكيم - باش تمرجى.... إلخ الباشا كان فى الأول لقب ل القادة العسكريين اللى من بره السلالة العثمانية أو بعض السلالات المميزة زى سلالة جيراى خان فى القرم اللى كانت تانى سلالة من حيث التميز بعد الأسرة العلية واللوائح كانت ب تقول إنه لو سلالة عثمان انتهت السلطان يبقى من السلالة دى الأفندى كان لقب موظفين الدولة الكبار اللقب دا اتعرف متأخر شوية لكنه انتشر فى كافة أرجاء الإمبراطورية فى مصر ما عرفناش الألقاب دى أوى إلا فى القرن ال19 مع انحسار النفوذ العثمانى فى مصر وتولى محمد على مقاليد الحكم كان ب يمنح الألقاب دلالة على إن الأمور المصرية فى جيبه محمد على «باشا» كان له طريقة فى توزيع الألقاب ب حيث يحصل عليها مدنيين كمان مش بس عسكريين وكان فيه نظام صارم سواء ل رتب الجيش يوزباشى بكباشى أومباشى... إلخ أو ل الألقاب المدنية حتى بعد محمد على كان اللقب ياخده موظفين فى وظائف محددة ب مرتبات محددة فى فترات الارتباك وقبلها ب شوية قليلين بدأت الألقاب تتباع ب سهولة وأى حد كان ب يظرف حد قريب من السرايا كان ب يستصدر له لقب من أفندينا من هنا كان القرار اللى اتاخد بعد 4 أيام من رحيل الملك 30 يوليو 1952 والقرار حضرتك مكنش ب إلغاء الألقاب وإنما كان ب تجريد «المدنيين» من ألقابهم وحظر حملهم ل أى لقب والاكتفاء ب الألقاب العسكرية اللى فضلت شوية ب اسمها التركى ل حد ما اتعربت اتعربت ما اتلغتش هو دا اللى خلى حبيب شكوكو فى الغنوة يتنرفز لما قال له: رد يا باشا ويقول له: لغوها بقى ما تفلقنيش • يا يوسف الساعة 3 صباحا الباب ب يخبط خبطات المفروض إنها مزعجة إنما الاعتياد عليها شال الإزعاج وحط مكانه الرعب دول المباحث جايين يقبضوا عليك إنت اللى ورا الباب أيا كنت كنا فى الخمسينيات بعد ما نار «الثورة» هديت بدأت تصفى نفسها واللى ف إيده السلطة ب يتخلص من «الثوريين» التانيين والشيوعيين كان لازم ياخدوا نايبهم من التصفية والشاب اللى ساب الطب وب يكتب قصة قصيرة كان بدأ ينتظم مع اليسار ف صدر له أمر اعتقال موقع من زكريا محيى الدين وزير الداخلية الشاب الحليوة المعجباني يوسف إدريس دلوقتى ه يدخل الصاغ عشوب «صاغ = رائد» ه يورى له جواب الاعتقال «اللى هو فى الحقيقة مالوش لازمة» ويقعد يدور فى ورقه وكتبه على شيء مالوش وجود بعدين ياخده ع المعتقل وسط كل الحاجات دى فيه حاجة غريبة لاحظها إدريس أوراقه وكتبه، طبعا، كانوا نموذج ل الفوضى والكركبة ب التالي هو مش قلقان خالص من اللى ه يعملوه فيها هو بس كان خايف كتاب مهم يتقطع أو مسودة قصة تضيع اللى أدهش إدريس ساعتها إنه الصاغ عشوب بعد ما فتش الأوراق والكتب كويس أعاد ترتيبها على الأدق رتبها عملية الترتيب دى استغرقت تلات ساعات كاملة ولما انتهت كانت المعجزة حصلت الأوراق والكتب كانوا مرتبين ب شكل منظم ودقيق شكل ما كانش إدريس يتخيل إطلاقا حدوثه أعتقد واعتقادى صحيح إن اللحظة دي هى اللحظة الفارقة اللى كان ب يتكلم عنها أبو إسماعيل اللحظة دى هى اللى شكلت يوسف إدريس زى ما عرفناه من ساعتها ل حد موته 1 أغسطس 1991 •