ايام قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم للشارع المصرى والذى طال انتظاره لأعوام ,," مصر فى المونديال" .... تستقبل روسيا مباريات كأس العالم لعام 2018 وعلى قدم وساق تجرى الأستعدادات لأستقبال بعثة المنتخب وهى مهمة شاقة على عاتق سفارتنا هناك. جاء حوارى مع السيد السفير " إيهاب طلعت نصر" سفير جمهورية مصر العربية لدى روسيا للوقوف على محاور متعددة كالتعاون المصرى الروسى فى ملفات عدة وعن عودة الدفئ فى العلاقات المصرية الروسية و التنامى الواضح فى العلاقات والطفرة الكبيرة التى شهدها التبادل التجارى وكذلك " ملف التعليم والتبادل الثقافى المصرى الروسي" ,,, ثم تطرقنا الى استعدادات السفارة فى مستويات واتجاهات متعددة للتعامل مع مختلف احتياجات المواطنين المصريين ، بهدف تقديم المساعدة للمواطنين المصريين الزائرين والتعامل مع أية مشكلات قد يتعرضون لها، و تخصيص أرقام ساخنة فى كل مدينة إضافة إلى أرقام السفارة العاملة على مدار الساعة. وكذلك استعدادات السفارة ومكتبها الإعلامى لتقديم المساعدة لممثلى وسائل الإعلام المصرية خلال فترة البطولة لتسهيل مهمتهم فى نقل الصورة للمواطن المصرى الذى لن يتمكن من مشاهدة المباريات مباشرة وهذا بالإضافة إلى تخصيص أحد أعضاء السفارة لمرافقة بعثة المنتخب الوطنى من لحظة وصولها وبشكل دائم لتلبية احتياجاته وتسهيل مهمته. • فى الفترة الأخيرة - تحديدا فى الأربعة سنوات الماضية - اختلفت العلاقات المصرية الروسية وانتقلت من البرودة إلى الدفء , تجسد هذا الاختلاف فى شراكات مصرية روسية فى ملفات الطاقة والتسليح والتوافق السياسى فى ملفات الأقليم ,,, ما تفسيرك لهذا ؟ - أرى أن التنامى الواضح للعلاقات يعكس حجم إمكانات البلدين وإيمان قيادتيهما بأهمية تطوير تلك العلاقات واستغلال الفرص المتاحة لصالح البلدين فى إطار الشراكة الاستراتيجية التى تجمعهما، حيث تستند العلاقات المصرية الروسية إلى رصيد تاريخى من الصداقة والثقة وتعاون ثنائى ترك أثراً واضحاً فى كلا البلدين، سواء فى تحول مصر إلى التصنيع فى الستينيات أو تخريج كوادر فى مختلف المجالات الثقافية والصناعية وغيرها، كما أن موقع وثقل البلدين يجعلان من التشاور الثنائى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية أمراً ذا أهمية بالغة، خاصة مع وجود توافق فى الرؤى بشأن العديد من تلك القضايا، فمصر قوة إقليمية رئيسية لاينكر دورها وثقلها، وروسيا قوة كبرى لها مصالح وتواجد فى المنطقة. وقد أحرزت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأربع الماضية تقدماً لافتاً فى العديد من المجالات، ولايمكن قصرها على ملف أو إثنين فقط، فحجم التبادل التجارى شهد طفرة كبيرة وصلت به عام 2017 الى 6,7 مليار دولار بزيادة 62% مقارنة بعام 2016 وفق الإحصاءات الروسية وهو مستوى غير مسبوق، ونرصد تواصل المعدل التصاعدى للتبادل التجارى خلال الربع الأول من العام الحالى إذ زاد بمعدل 71% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017، وتنوعت الصادرات المصرية وشملت بنوداً جديدة للمرة الأولي. ولعل أهم ما أراه جديراً بالرصد هو الرغبة المشتركة، سواء على المستوى الرسمى أو على مستوى دوائر الأعمال بالبلدين فى تطوير شكل التعاون للدخول فى شراكات تصنيعية وإنتاجية مشتركة تستهدف أسواق ثالثة، وتستغل الإمكانات الكبيرة التى يتميز بها البلدان لتحقيق تنافسية أعلى لتلك المنتجات، فمصر بموقعها المتميز وبنيتها الأساسية التى شهدت تطوراً كبيراً وعمالتها المدربة وشبكة اتفاقات التجارة الحرة التى ترتبط بها من جهة، والتكنولوجيا والمنتجات الروسية التى تتمتع بحضور جيد فى أسواق عدة يمثلان سوياً صيغة تعاون مبشرة تحقق صالح الطرفين على أساس اقتصادى ناجح. ورغم هذا التطور الإيجابى، إلا أن هناك العديد من المجالات الواعدة التى تسعى السفارة لاستغلالها وتطويرها، أهمها مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية وصناعات الأثاث، وتتواصل السفارة بشكل مكثف مع دوائر الأعمال والمؤسسات الرسمية الروسية والمصرية فى هذا الشأن، خاصة وأن هيكل اقتصادى البلدين يسمح بإيجاد صيغ تعاون غير تقليدية تحقق صالح الطرفين ويوفر لهما فرصاً أوسع للنمو. وتشهد الفترة الحالية تحركاً نشطاً للسفارة تجاه مختلف أقاليم روسيا الاتحادية ال83 للبناء على الفرص المتاحة للتعاون مع كل منها تعزيزاً لمجمل العلاقات المصرية الروسية، خاصة مع تنوع الفرص فى كل منها والحاجة للتواصل المباشر مع مسئوليها ومجتمع الأعمال بها. • قبل عودة الدفء فى العلاقات كان هناك ملف " التعليم والتبادل الثقافى المصرى الروسى " ,,, هل من المتوقع ان مع هذا الأتفاق السياسي أن ترتفع نبرة الاهتمام الثقافى المصرى الروسى كما كان من قبل ؟ - لم ينقطع التعاون الثنائى بين البلدين فى مجالات الثقافة والتعليم، ولكن مازال هناك مساحة لزيادته وتطويره، حيث يبلغ عدد المبعوثين المصريين الموفدين على نفقة الدولة فى إطار اتفاق التعاون التعليمى نحو 260 مبعوثاً فى مختلف المجالات التعليمية يدرسون للحصول على الماجستير والدكتوراه، فضلاً عن إيفاد أعداد أخرى فى مهام علمية أقصر، وقد شهدت الأعوام الأخيرة التحاق أعداد كبيرة من أبنائنا بالجامعات الروسية على نفقتهم الخاصة فى مرحلة التعليم الجامعى يتجاوز عدد المسجل منهم لدى السفارة 4500 دارس ينتشرون فى كافة أرجاء روسيا الاتحادية، حيث أحرص على لقائهم فى كافة زياراتى لأقاليم روسيا الاتحادية ومتابعة أحوالهم دورياً. أما فيما يتصل بالتبادل الثقافى، فرغم أن هناك تواجداً ثقافياً لكلا البلدين بالبلد الآخر، إلا أننا نسعى لتكثيفه وزيادة التعريف به، خاصة وأن مصر تتمتع بقبول مميز لدى المواطن الروسى، كما أن الأنشطة الثقافية تمثل الدعاية الأفضل للتعاون فى كافة المجالات خاصة السياحة والتواصل الإنسانى بشكل عام، وهناك جهود حثيثة تبذل فى هذا الاتجاه بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية. • روسيا فتحت الأبواب للصادرات المصرية خصوصا الزراعية , ومصر تستورد القمح من روسيا.. فى تقديرك مرحلة التبادل التجارى بين مصر وروسيا الفترة القادمة ما هى مؤشراتها؟ - تعد مصر المستورد الأول للقمح الروسى، إذ بلغت وارداتها منه عام 2017 نحو 1,4 مليار دولار، بما يمثله من سلعة استراتيجية هامة لمصر وسلعة تصديرية رئيسية لروسيا، كما شهدت الصادرات الزراعية المصرية أيضاً زيادة ملموسة خلال العام الماضى وتنوعت بنودها ودخلت سلع جديدة إليها. ولعل المعدل التصاعدى المتواصل لحجم التبادل التجارى خلال الربع الأول من العام الحالى 2018 الذى حقق زيادة بنحو 71% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017 مؤشر يبعث على الارتياح بقدر ما يعكس استمرار وجود مساحة لزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين فى ظل الحجم الكبير للسوق الروسى وتنوع مستويات قوته الشرائية وقدرته الاستيعابية من الصادرات المصرية، ومع ما نلمسه من حاجة للتواصل بين رجال الأعمال بالبلدين وتعريف السوق الروسى بفرص التعاون مع مصر، أحرص فى اتصالاتى فى موسكو وكافة زياراتى لأقاليم روسيا الاتحادية على الالتقاء بممثلى مجتمع الأعمال الروس والمشاركة فى ورش عمل أو موائد مستديرة للتعريف بالاقتصاد المصرى وفرص التعاون، وتسعى السفارة للتركيز على خلق شراكات تصنيعية وإنتاجية عميقة وممتدة بين رجال الأعمال بالبلدين فى المجالات الواعدة التى أسلفت ذكرها بشكل خاص. • الفريق المصرى سيزور روسيا فى ظل التقارب فى العلاقات والتوافق فى الآراء السياسية وأرتفاع فى معدلات التبادل التجاري ... وهو ما يؤشر إلى حميمية فى استقباله والتعامل معه من قبل الشعب الروسي ,,, كيف ترى مظاهر هذه الحميمية فى ظل العلاقة التاريخية بين الشعبين ؟ - تتمتع مصر بقبول و تقدير خاصين لدى المواطن الروسى، وأثق أن المشاركة المصرية الحضارية والأداء الجاد المعهود لمنتخبنا الوطنى ستضيف إلى تلك الصورة الإيجابية، وبقدر أهمية كافة المباريات لتحقيق الآمال النى نعقدها على منتخبنا الوطنى، فإن مباراة مصر وروسيا تمثل أهمية إضافية بوصفها ستمثل دعاية مجانية لمصر بما سيتتبعها من تناول إعلامى مكثف بوسائل الإعلام الروسية على تنوعها. • من المتوَقع ان هناك جمهوراً مصرياًً سيصاحب الفريق , وبالطبع هذا الجمهور سيكون تحت رعايتكم من كافة الجوانب ... ماذا أعددتم لاستقبال هذا الجمهور والحدث الذى تشارك فيه مصر. - تأخذ استعدادات السفارة مستويات واتجاهات متعددة للتعامل مع مختلف احتياجات المواطنين المصريين، سواء من يعتزم زيارة روسيا لمتابعة المباريات بإيفاد بعثات قنصلية مؤقتة إلى المدن الثلاث التى ستجرى فيها مباريات منتخبنا الوطنى فضلاً عن المدينة التى سيقام بها معسكر المنتخب خلال تواجده فى روسيا بهدف تقديم المساعدة للمواطنين المصريين الزائرين والتعامل مع أية مشكلات قد يتعرضون لها، وسيتم تخصيص أرقام ساخنة فى كل مدينة إضافة إلى أرقام السفارة العاملة على مدار الساعة. وبالطبع سيتم تخصيص أحد أعضاء السفارة لمرافقة بعثة المنتخب الوطنى الذى تتعلق به آمالنا من لحظة وصولها وبشكل دائم لتلبية احتياجاته وتسهيل مهمته. كما استعدت السفارة ومكتبها الإعلامى لتقديم المساعدة لممثلى وسائل الإعلام المصرية خلال فترة البطولة لتسهيل مهمتهم فى نقل الصورة للمواطن المصرى الذى لن يتمكن من مشاهدة المباريات مباشرة، حيث تعمل على التواصل الدائم مع وسائل الإعلام المصرية التى ستوفد ممثلين لها خلا تلك الفترة فى موسكو ومدن المباريات الثلاث ومدينة معسكر المنتخب الوطني. وأعكف بشكل دائم على متابعةالإعداد للتعامل مع المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتق السفارة فى تلك الفترة وسأقوم بالتنقل بنفسى بين المدن الخمس للتأكد من بذل قصارى الجهد منى ومن زملائى أعضاء السفارة، وآمل أن أنجح وزملائى فى توفير مناخ داعم ومساعد يسمح للمصريين الزائرين بالاستمتاع بمشاهدة المباريات فى روسيا ويمكن وسائل الإعلام المصرية من نقل نبض الشارع والملعب والجماهير الى باقى مواطنينا اللذين لن يتمكنوا من حضور المباريات، وقبل كل ذلك توفير أفضل مناخ ممكن لمنتخبنا القومى .•