هوس فقدان الوزن قد يرغمك على اتباع نظام غذائى ورجيم قاسٍ يسبب مشاكل صحية عديدة لا حصر لها، حتى أصبحت فكرة الوصول إلى القوام المثالى حلمًا للجميع، خاصة مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة وتطور الأطباق المبتكرة.. تلك المطاعم - تحوّلت إلى منوم مغناطيسى تبيع الأمل فى وجبات مغلّفة - وبين ليلة وضحاها، اقتحمت عالم الحياة الصحية للمواطنين. تقوم فكرة مطاعم «الدايت» على التعامل مع المرضى أو المصابين بالسمنة، ممن يحتاجون إلى اتباع نظام غذائى صحى، ولا يفضّلون فكرة المتابعة مع طبيب متخصص. بطريقة غير مباشرة، تدعو هذه المطاعم زبائنها، للاشتراك أسبوعيًا أو بشكل شهرى، للحصول على الوجبات المناسبة والمتنوعة بأشكال جذابة وداخل علب ملوّنة، ترسل فى ساعات محددة من اليوم من «الديلفرى» إلى يد الشخص؛ رغم الأخطار الكبيرة التى تسببها الوجبات عالية الدهون. كواليس وأسرار عديدية تدور خلف جدران هذه المطاعم، خاصة أنها تدعى ارتباطها بالحفاظ على الصحة والقوام المثالى، ما يخلق وضعًا أكثر تعقيدًا بين الناس. الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، يقول إن هذا النوع من المطاعم لا يوجد تواصل بينه وبين معهد التغذية؛ لتحقيق الضمان الصحى المطلوب، مؤكدًا أن هذه المطاعم لا تركز على تفاصيل التغذية الملائمة لكل مرض ولكل حالة صحية، لتفصيل الوجبة الخاصة لكل حالة دون غيرها. يضيف نزيه: «لا توجد ضمانات رقابية على هذه المطاعم، للتعرّف على مدى مصداقيتها وتحقيقها لعوامل السلامة من حيث المكونات المستخدمة والمعادلات المتبعة لاختيار الطعام المناسب»، محذرًا من التعامل مع هذا النوع من المطاعم دون التحقق من خضوعه للرقابة من قبل مسئولين ومختصين. موضة بلا مستقبل ونوه الدكتور هانى أبو النجا، إخصائى التغذية، إلى أن فكرة مطاعم «الدايت» المنتشرة فى مصر، ليس لها مستقبل ناجح؛ نظرًا للحالة الاقتصادية التى تؤثر على المطعم وجودة المنتج بمكوناته المستخدمة، فى ظل ضرورة التعامل بأسعار اقتصادية تحقق المنافسة، ما يستدعى خضوعها للرقابة باستمرار. أشار أبو النجا - إلى أن مشكلة الإقبال على هذه المطاعم، دون التحقق من وجود إخصائى علوم تغذية يشرف عليها بشكل دقيق، تعود إلى وعى وثقافة الشعب المصرى، الذى ينجذب للأفكار الجديدة التى تعمل تحت مصطلح السعرات الحرارية.. وحول إمكانية تحويل أطعمة الوجبات السريعة إلى وجبات صحية، نبّه أبو النجا، إلى ضرورة عدم الانسياق خلف خدعة منتج عالى السعرات الحرارية يتحول إلى قليل السعرات. وتوضحيًا لرؤية إخصائى التغذية فى فكرة مطاعم «الدايت» غير المضمونة صحيًا، أكد الدكتور عبدالرحمن، إخصائى تغذية، مؤسس أحد المطاعم الذى يقوم على فكرة النظام الصحى، أنه يعمل مع مجموعة من زملائه الأطباء على مراقبة مراحل تصنيع هذه الوجبات، وتخصيص معادلات محددة لطهيها بطرق أكثر صحة من الطرق العادية المتعارف عليها بالمطاعم الأخرى. يستكمل عبدالرحمن: «إحنا بنحسب لكل وجبة نسبة البروتين والنشويات والسعرات الحرارية، لافتًا إلى أن طريقة الطهى لهذا النوع من المطاعم الصحية، تحاول بقدر الإمكان منع وجود نسبة من الأكسدة، عن طريق طهى الطعام لفترات طويلة بدرجات حرارة منخفضة حتى لا تنضج سريعًا. وأوضح عبدالرحمن، أن المطعم يعتمد على استخدام مكونات صحية وخفيفة للأطعمة التى ينجذب الناس إليها فى مطاعم الوجبات السريعة، مثل «البرجر» و«البيتزا»، مشيرًا إلى أن إعدادها يتطلب استبدال الدقيق الأبيض بالأسمر، ووضع كمية من بياض البيض أكثر من الصفار على سبيل المثال، وهو ما يجرى مع بقية المكونات داخل الوجبة. وبشأن اختلاف طبيعة كل مرض والخطة الصحية التى يجب أن يتبعها، تابع: «كل مريض يتم التعامل مع تفاصيل حالته بالنظام الصحى المناسب.. مريض السكر بنشوف جرعات الأنسولين له وبنحدد على أساسها الوجبة والمكونات المناسبة له، والناس النباتية بيبقى ليهم خضار معين محسوب بسعرات حرارية». وشدد إخصائى التغذية، على أن تفاصيل المرض تمثل الأولوية، قبل الاتفاق على النظام الغذائى: «لازم فى البداية اللى بيجيلى يعمل تحاليل معينة ويقيس نسبة المياه والعضلات والدهون فى جسمه، ويوضح لى الأدوية اللى بياخدها عشان أحط كل دا فى معادلات تتحول فى النهاية لنظام صحى مناسب ومضمون».•