إذا كنت ممن يعشقون التغيير ومُفاجآت الطقس فعليك بقضاء إجازتك بقلب «إسكندرية».. مبدئيًا أنت مُغامر وصدرك رحب وقبل كُل هذا لابُد أن تكون عاشقًا للإسكندرية حتى إذا كان عشقك لها من الأصدقاء أو من الذين غنوا لها، يعنى لديك حب لها من قبل ما تشوفها وإذا سبق وزرتها فعليك أن تعلم أن إسكندرية فى الشتاء مُختلفة تمامًا عن الصيف. قبل أن أكلمك عن المزارات مهم جدًا التوقف عند كورنيش إسكندرية لأنه مزار فى حد ذاته، وهو مُمتد من «المعمورة» شرق إسكندرية وحتى «رأس التين» غرب الإسكندرية فى بحرى.. بحر إسكندرية مُختلف عن أى بحر.. خذ عندك بحر إسكندرية بأمواجه فى الشتاء مالوش كبير وبحالات، يعنى أحيانًا يثور ونادرًا ما تجده هادئًا، إنه مثل البشر يجمع بين جميع المتناقضات، لكن مع تقلباته «التمشية» على الكورنيش لها سحر ومذاق مُختلف عن أى كورنيش فى العالم فأنت تتمشى مُستمتعًا برائحة اليود وصوت أمواج البحر وتبقى محظوظاً جدًا لو تصادف هطول الأمطار مع أمواج البحر الثائرة التى ستلتفح بها رغمًا عنك. ولن تفكر إطلاقًا فى الاحتماء من هذا الجو إلا عندما تأخذ كفايتك من هذه المصادفة التى ينتظرها السكندرية أنفسهم، ولا تندهش إذا استيقظت فى اليوم التالى ووجدت الشمس ساطعة وفى ذات الوقت السماء تمطر أو لا. وإذا كُنت من هواة الصيد ستجد الكثيرين يشاركونك الهواية بطول الكورنيش، باختصار ستشعر أنك فى باريس أو إيطاليا خاصة أن الرصيف المُقابل للكورنيش مبانيه يغلب عليها الطابع اليونانى والإيطالى والإنجليزى والتركى. إذا أرهقتك التمشية على ممشى الكورنيش لا تتردد واجلس على الكراسى المُخصصة لذلك بطول الكورنيش أو اجلس على السور نفسه، اعطِ وجهك للبحر وارمِ فرحك وحزنك وأحلامك وطموحاتك وأفكارك فى البحر. اجلس فى حوار مع نفسك والبحر شاهد عليك أكيد ستخرج بحالة مختلفة كلها شجن ودفء رغم الصقيع. وإذا أردت الاحتماء من البرد بمشروبات دافئة فأمامك الكافيهات بطول الرصيف المقابل للكورنيش، فقط استخدم النفق الآمن الذى يربط بين الرصيفين، وهو موجود كل مائة متر بطول الكورنيش تقريبًا. «محطة الرمل» من المزارات التى يجب ألا تفوتك زيارتها: مكتبة الإسكندرية بالشاطبى التى تأسست على يد الإسكندر الأكبر قبل 23 قرنا، وقد تعرضت المكتبة للحريق عام 48 قبل الميلاد وتم إعادة بنائها عام 2002. أيضًا لا تفوتك «محطة الرمل» وتبدأ يومك بتناول فول وطعمية من المحلات الشهيرة هناك، ثم أحلى كابتشينو وأكسبرسو أو حتى كاكاو ساقع فى عز البرد. ولا تنسى التوجه لتناول قطعة جاتوه مع الشاى من المحل الشهير الذى أنشئ عام «1905» ويجمع بين الطابع الأوروبى والشرقى، ومن المشاهير الذين ارتادوا المكان ولهم توقيعات جيهان السادات والملكة ناريمان ونجيب محفوظ وأمل دُنقل وتوفيق الحكيم وعبدالرحمن الأبنودى، ودكتور مجدى يعقوب والدكتور أحمد زويل وفؤاد سراج الدين وغيرهم. ولا يفوتك فى محطة الرمل أيضًا الاستمتاع بالتسوق وبالأشكال المعمارية ذات الطابع الإيطالى والبريطانى، مع بضع مكسرات من «مقلة شهير» أو كيس فشار كبير. بحرى و«بنحبوه»! بعد ذلك يمكنك العودة للكورنيش والتوجه ل«بحرى» وقبله مباشرة ستجد «ميدان المنشية» الذى شهد الخطاب الشهير للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما كان الميدان يضم قبر «الجندى المجهول» قبل نقله لميدان «محطة مصر» بنهاية التسعينيات.. بعد ميدان المنشية اعتبر نفسك فى أعرق وأجمل الأحياء.. «حى بحرى» الذى يبدأ من بعد «ميدان المنشية» وحتى «رأس التين» بالسيارة أو التاكسى لن تأخذ أكثر من عشر دقائق للتجول سريعًا بالحى البداية «مسجد المرسى أبوالعباس»، وعلى بعد خطوات منه على الكورنيش نادى الكشافة بجوار مطاعم الأسماك الشهيرة أمام البحر ومراكب الصيد. بعدها توجه لغرب الإسكندرية «حى رأس التين» لتتابع مراكب الصيد والصيادين وتناول آيس كريم من عند محل شهير فى بحرى، أو أرز باللبن بالجيلاتى والمكسرات بالإبراهيمية. «أهم المزارات» سيفوتك الكثير إذا لم تقم بزيارة قصر «رأس التين» فهو أكبر قصور الإسكندرية مبنى على الطراز الأوروبى، ويعتبر القصر الوحيد الذى عاصر قيام أسرة محمد على باشا فى مصر التى استمرت 150 عامًا أيضًا شهد القصر رحيل الملك فاروق لمنفاه بإيطاليا على ظهر يخت «المحروسة» - الذى تم تجديده مؤخرًا منذ أكثر من عام - من ميناء «رأس التين».. وفى حى بحرى أيضًا يوجد «متحف الأحياء المائية»، وتستطيع أخذ جولة فى البحر على ظهر يخت صغير أو مركب، وفى الجهة المُقابلة لمتحف الأحياء المائية ستجد «قلعة قايتباى» الشهيرة المبنية على الطراز المملوكى ويحيط بها البحر من 3جوانب. وبجوار هذه الأماكن ستجد النادى «اليونانى» ونادى «الصيد». «القصور» أيضًا لا تفوتك زيارة أشهر القصور الرئاسية مثل قصور «المُنتزه» و«الحرملك والسلاملك» بالمنُتزه، حيث كانت إقامة الملك فاروق وعائلته، وإذا كان لديك مُتسع من الوقت تستطيع إقامة يوم بالكامل داخل «المُنتزه» للاستمتاع بالبحر والمناظر الطبيعية الرائعة، وتستطيع أيضا استئجار مركب أو لنش صغير لتطوف بين شواطئ المُنتزه والمعمورة... أما المعمورة نفسها فتستطيع الاستمتاع بقضاء بعض الوقت بها ما بين تأجير العجل وله مُتعة خاصة إذا كان الجو مُمطرًا أو الاستمتاع بالشاطئ نفسه. وتعتبر حدائق وقصر أنطونيادس من أهم المعالم السياحية التى يجب ألا تفوتك زيارتها نظرًا لتاريخ إنشائها فى عهد ملوك البطالمة، ثم انتقال ملكيتها لمحمد على باشا وبنائه لقصر خاص به، ثم انتقال ملكية القصر لليونانى «جون أنطونيادس» الذى أوصى بإهداء القصر إلى بلدية الإسكندرية.