شخصية «المصرى أفندى» ولدت على صفحات «روزاليوسف»، فقد كان «الكشكول» يرسم شخصية «جحا» يحركها فى صوره السياسية، وأردنا أن تكون لنا شخصية أخرى تنطق فى الكاريكاتير برأى المجلة، وكانت لدينا مجموعة كاريكاتيرية من الصحف الأجنبية وجدنا فيها أنا والأستاذ «التابعى» شخصية رجل يشبه «المصرى أفندى» يلبس قبعة ويحمل فى يده مظلة، واقتبسنا شخصيته بعد أن ألبسناه الطربوش ووضعنا فى يده «المسبحة» وبدأ «صاروخان» يرسم «المصرى أفندى». وبقى «المصرى أفندى» رمزا خالدا على الرجل المصرى العادى، المخلص، الطيب القلب. فاطمة اليوسف كتاب ذكريات
إن روح العبث «الشقاوة» عند المصريين وفضولهم فى التعرف على طبيعة أنفسهم، قد خلقت شخصية جديدة احتلت المكان الأول فى الصور الكاريكاتورية فى الصحافة، وفى النكات السياسية وأصبحت تعكس الموقف الأخلاقى لهذه الفترة، تلك كانت شخصية «المصرى أفندى» التى تعبر عن رجل الشارع فى مصر. لم يكن فى «المصرى أفندى» شىء من طباع الفلاح، ولا راكب الجمل فى الصحراء، كان رجلا أقرب إلى البدانة ينتمى بوضوح إلى طبقة البورجوازية الصغيرة، يلبس رداء الغرب ويضع على رأسه الطربوش التقليدى، وكانت «السبحة» العنبر التى يحملها فى يده ذات منافع عديدة، يستخدمها فى بعض الأحيان كسلاح أو كحجة فى الجدل، ولكنها كانت فى كل الأحيان شعارًا». جاك بيرك المستشرق الفرنسي كتاب مصر الإمبريالية والثورة
لا يمكن كتابة تاريخ «روزاليوسف» بغير الكتابة عن «كاريكاتير» «روزاليوسف» الذى ملأ صفحاتها طوال سنوات عديدة بالسخرية والضحكات ذات الدلالة المهمة. ولم يكن كاريكاتير «روزاليوسف» مجرد خطوط رسام تشغل مساحة من الصفحة أو لسد الفراغ أو مجرد ديكور تتباهى به «روزاليوسف» على غيرها من المجلات! كان كاريكاتير «روزاليوسف» فى نفس قوة وأهمية وخطورة مقال الرأى، وربما أكثر، كان بمثابة «كرباج» يلهب ظهر كل مستبد وطاغية، وهو المدفعية الثقيلة التى دكت حصون الفساد والاستبداد والطغيان. وكان لظهور شخصية «المصرى أفندى» دور قوى فى كل معارك «روزاليوسف» ضد رجال الحكم والسياسة والأحزاب. «المصرى أفندى» الذى رسمه الفنان «صاروخان» من ابتكار السيدة «روزاليوسف» والأستاذ الكبير «محمد التابعى» وتناوب على رسمه بعد «صاروخان» كل من «رخا» و«رفقى» و«رمزى» و«عبدالسميع».. ألمع نجوم «روزاليوسف»! «روزاليوسف والمصرى أفندى وصف مصر بالكاريكاتير»، هو موضوع ومضمون صفحات هذا الكتاب.. قليل من الكلام وكثير من الرسوم الرائعة والبديعة كان بطلها «المصرى أفندى».