قضية المنشطات فى العالم أخذت حجما واهتماما كبيرا نتج عنه وقف فريق ألعاب القوى الروسى عن المشاركة الدولية والأولمبية وهذا هو مصير بلدنا إذا استمررنا على طريق الطبطبة ومتابعة المشكلة بعين واحدة فقط. وتكون قضية المنشطات أحد تحديات الحركة الأولمبية فى المستقبل لكن يبدو أن التحدى المصرى هو عكس هذا وهو كيف يتحدى اللاعب واتحاده الجهات الرقابية وإذا فشل الاعب واتحاد لعبته وثبت تناوله المواد المحظورة يبدأ البكاء والاتهامات الكاذبة التى تتناولها القنوات الإعلامية الرياضية ضد شخص أو آخر حتى ينسى الجميع أولا وأخيرا أن المخطئ هو اللاعب. يظن بعض الناس أن طوق النجاة الأخير للاعب المدان هو لجنة الاستماع لكن المقصود من لجنة الاستماع هو اخذ أقوال اللاعب والكشف عن أشخاص أو منظمة أخرى مدانة أيضا فى مساعدة أو تشجيع او إجبار هذا اللاعب على تناول المنشط وإذا ثبت تواطؤ أحد الأطراف المذكورة يمكن تخفيف المدة على اللاعب فى بعض الأحيان كما كان هو الحال مع لاعبة الوثب الطويل التى «فتنت» على المنظومة الروسية بعد أن ثبت تناولها المنشطات. الخطوة الأخيرة التى يمكن أن يلجأ اللاعب إليها هى لجنة فض المنازعات الدولية ليطعن فى قرار الوقف وتنص لائحة المنشطات أن هذا الإجراء يكون على نفقة اللاعب المدان وفى هذه الحالات يجب أن يثبت اللاعب عدم صحة إجراء أخذ العينة أو وجود اختلاف بين العينة (ا) والعينة (ب) مما يثبت خطأ فى إجراءات التحليل. أصبح بعض اللاعبين المصريين خبراء فى استعمال كل هذه الأساليب فى تضليل المسئولين وجمهور الرياضة المصرية. تقوم ال NADO بتطبيق المعايير الدولية فى مكافحة المنشطات لكن كثيرا ما تتهم فى مصر الحبيبة بعدم الوطنية والتحيز ضد اللاعب إذا لم تقم ب محاولات لتخفيف العقوبة على اللاعب.. وهذا الذى جرى أثناء لقاء على الفضائيات بين لاعب مدان ورئيس اتحاده ومدير منظمة النادو بمصر.. هذا هو لاعب رمى المطرقة حسن عبدالجواد الذى تأهل لبطولة العالم فى 2013 برقم مصرى جديد ومن أقوى الأرقام العالمية لموسم 2013 ثم حقق المركز قبل الأخير فى بطولة العالم. • ما قصة هذا اللاعب؟ - أراد حسن أن يتأهل ويشترك فى بطولة العالم.. وتأهل عن طريق أخذ المنشطات.. أخذ مكان لاعب آخر تم أخذ عينة من حسن لتحليلها بعد تسجيله الرقم المؤهل لبطولة العالم.. زال تأثير المنشط قبل اشتراكه فى بطولة العالم وكانت النتيجة أنه حصل على المركز قبل الأخير. - ظهرت نتيجة التحليل بعد بطولة العالم وثبتت إيجابيته. - قامت منظمة النادو NADO بوقفه عن ممارسة لعبته لمدة سنتين.. بعد مضى سنة على العقوبة طلب رئيس اتحاد العاب القوى بتخفيف العقوبة والاكتفاء بسنة واحدة فقط.. تعاطف معه مدير النادو NADO وتمت الموافقة على الطلب.. بعد عرض قرار تخفيف العقوبة على الوادا WADA التى يتبع لها النادو NADO رفضت الوادا مبررات تخفيف العقوبة.. أخذ الاعب قضيته إلى لجنة فض المنازعات الدولية مع موافقة وزارة الرياضة واتحاد ألعاب القوى تضامنا مع اللاعب وكان رئيس الاتحاد يدعى ترشيحه لميدالية أولمبية وأقنع كل مسئولى وزارة الشباب والرياضة بهذا حتى يحصل على شريحة مالية أكبر للإعداد الأولمبى. - حكمت لجنة فض المنازعات بعدم تخفيف المدة بل زيادتها مدة ستة أشهر أخرى وتحميل النادو بالمصاريف لأن النادو هو الذى قام بتخفيف العقوبة. - اشترك حسن عبدالجواد فى عدة معسكرات تدريبية دولية على نفقة الدولة بقرارات وزارية أثناء وقفه مع أن هذا غير مسموح فى لائحة الوادا وكان هذا بناء على فكر خطأ أنه مشروع ميدالية أولمبية فى ريو. - صرح رئيس الاتحاد عدة مرات بأن حسن مشروع ميدالية فى ريو. -تأهل حسن عبدالجواد لأولمبياد ريو محققا الرقم التأهيلى فى تجارب أثناء معسكره فى جنوب أفريقيا ولم يتم الكشف عن المنشطات بعد تأهله مباشرة كما هذا هو الصحيح للتأكد من صحة هذا الرقم وبالذات فى حالة حسن الذى عنده سوابق فى تعاطى المنشطات. - تم الكشف عن المنشطات لحسن عدة مرات أثناء وجوده فى مصر وكانت النتيجة سلبية وبناء على هذا ظل مستواه ضعيفا الأسابيع القليلة قبل أولمبياد ريو. - وكانت نتيجة اشتراكه فى الأولمبياد أيضا سلبية محققا المركز قبل الأخير برقم 9 أمتار أقل من رقمه.. وأصبح حسن خبيرا فى لائحة المنشطات. رفض الكشف عن المنشطات أثناء بطولة الجمهورية الأخيرة لأن هوية الطبيب كان تاريخها منتهيا مع العلم أن الطبيب معروف لدى اللاعبين وأخذ 40 عينة من لاعبين آخرين. - يظهر حسن فى الفضائيات حتى الآن كأنه بطل كبير يتكلم عما ارتكب من جريمة ويقول إن المفاجأة قادمة. - يطلب حسن كبار مسئولى وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية على هاتفهم الشخصى بدل أن يستتر وراء حائط ولا نسمع منه صوتا حتى ينساه الجمهور الرياضى لحين تحقيقه رقما نظيفا. - الخطأ هنا لا ينسب لحسن فقط بل للمسئولين وبعض الفضائيات التى تطبطب وتريد دائما إعطاء فرص أخرى للمخطئين بدلا من قطع المشكلة من جذورها. المنظومة الخطأ سمحت للاعب مثل حسن بالاشتراك فى بطولة العالم وفى أولمبياد ريو ليصبح لاعب أوليمبى.. يا دى الكارثة. وسؤالا يمكن أن تطرحة، أين قانون الرياضة من قضية المنشطات؟.•