يمثل النحت والنقش على الأحجار أحد أهم معالم الشخصية المصرية على مدار السنوات الطويلة منذ دق أزميل الفرعون الأول على الجدران والمعابد مخلدا حضارة مازالت الأكثر صمودا وإبهارا وتعليما للبشرية. المصرى القديم بكل ما فى حياته ومماته من أسرار وأساطير مازالت مثار إعجاب الدنيا كلها. أما الآلهة الفرعونية التى جابت كل أركان الحياة فهى عجب العجاب وما بين كونها حقيقة أو أسطورة تنوع رصدها والاستلهام منها على مدار السنوات الطويلة هذا النبع الذى لايجف.. شروق هلال فنانة واعدة استغرقها النحت بكل فنونه وألوانه منذ الصغر استوعبها عشق الفراعنة آلهة وأساطير وحياة ومجتمعًا وصل لقمة الرقى فى الحياة.. وفى الممات فراحت تنبش وتبحث عن كل مفرداته تستوحى منها فنا حديثا تجسيدا وطرحا فكريا عصريا.. رمزية.. «أبدعت فيها الفنانة الواعدة» شروق، فجاء عملها الفنى الأول عن آلهة الخصب والنماء فى العصور المصرية القديمة «أونت» أو «نت» والتى منحتها الطبيعية جمالا وسخاء وسرعة مذهلة من أجل ضخ النماء فى الحياة المصرية.. وهنا أترك للصاعدة الرقيقة «شروق» المقدمة التى خطتها أناملها الرقيقة عن تمثالها الأول.. والذى لا أجد أبرع تقديم له من الأنامل والفكرة التى استوحته فحدث تجاوب وانسجام ولا أروع.. كتبت شروق: تظل تائها لسنوات لا تعرف عددها. لاتتذكر من تكون؟ أو ربما تظن أنك خلقت هكذا منذ البداية دون ملامح دون هوية يزداد الظلام وليس هناك من مخلّص فهل من الممكن إنقاذ الأرواح الملعونة؟! وتحصل على فرصة أخرى لترتدى جسدا جديدا؟! • تتجلى هى لتنتقى من تشاء لتصبح روحه حية إلى الأبد لتمنحه حق الاختيار من جديد.. «أونت» أو «ونت» إحدى معبودات البطالمة فى العهود الأخيرة من حكمهم وقد نقشوها على هيئة أرنب صحراوى مصرى أو على هيئة امرأة بوجه أرنب وقد تم ذكرها فى العصور القديمة على أنها ثعبان.. آلهة أو أحد ملائكة الموت، كانت هى واحدة من حراس بوابات الحساب الاثنتى عشرة. وقد تم ذكرها فى نصوص التوابيت وكتاب الموتى.. وهى مسئولة عن إعادة بعث الأرواح من جديد بعد حسابها وقد لقبت ب «أونت السريعة» وكانت تُعبد كآلهة للخصب والنماء.. وانتهى عرض شروق الفنى لتمثال آلهة النماء والخصب.. الذى يتم عرضه الآن بمتحف بيت الأمة بمركز سعد زغلول الثقافى معلناً عن مولد نجمة فنية. •