العبقرى الشاعر والمؤلف والكاتب الصحفى أبوالسعود الإبيارى.. أنا قلبى دليلى

من منا لم يدندن «أنا قلبى دليلى قالى هتحبى».. من منا لم يستمتع ب «الحب له أيام».. من منا لم يفرح ب «فستان الزفاف والطرحة».. من منا لم يضحك مع «يا ما جوه الدولاب مظاليم».. من منا لم يتمايل مع «بتاع الياسمين».. ومن منا لم يتأثر ويتوق شوقاً «للنبى الغالى»
هل تعرف من هو صاحب هذه الكلمات ومؤلفها وغيرها المئات من الأغاني؟ إنه النهر المتدفق.. موليير الشرق.. منجم الذهب أبوالسعود الإبيارى.
ولد كاتب السيناريو ومؤلف الأغانى والكاتب الصحفى أبوالسعود أحمد خليل الإبيارى فى 9 نوفمبر 1910 بحى باب الشعرية.. كتب الزجل وهو طفل صغير فى التاسعة من عمره فى مجلة «الأولاد».. وكان أول أجر تقاضاه قطع الشيكولاتة ومع تذوق حلاوتها بدأ المشوار.
• بوريه من الستات
بعد سنوات قليلة قادته الصدفة إلى مسرح الريحانى.
يقول ابنه المؤلف والسيناريست أحمد أبوالسعود الإبياري: كان لنا جار إيطالى، يعمل قائدا لأوركسترا فرقة نجيب الريحانى.. وفى إحدى الليالى اصطحب أبى معه، وكان شابا صغيرا مولعا بزجل بديع خيرى ومسرحياته.. وأثناء تواجده بالمسرح علم أن بديع خيرى والريحانى يلتقيان كل يوم فى مقهى عماد الدين.. فبدأ يتردد على المقهى ويستمع إلى ما يدور بينهما من حوارات.. وفى يوم من الأيام قرر أن يستجمع شجاعته ويقدم نفسه إلى بديع خيرى ويسمعه بعضا من أزجاله التى كان قد كتبها.. واستمع إليه بديع خيرى وبشره بمستقبل باهر، وتنبأ له بأنه سوف يصبح مؤلفا كبيرا ذائع الصيت.. وتحققت النبوءة.. وأصبح الإبيارى المؤلف الأكثر إنتاجا وشهرة ليس فقط للأغنية، ولكن فى السينما المصرية والمسرح أيضا.. أول كلمات كتبها أبوالسعود الإبيارى وتغنى بها فنان كان مونولوج «بوريه من الستات» للمنولوجست سيد سليمان وحقق نجاحا كبيرا.. وبعده كتب اسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابنى.
ويتذكر أحمد الإبياري: فى عام 1946 كان الموسيقار محمد عبدالوهاب ينتج فيلم «الحب الأول»، فأرسل إلى أبوالسعود الإبيارى يطلب منه كتابة أغنية تغنيها الفنانة رجاء عبده فى حانة متواضعة ضمن أحداث الفيلم.. واقترح عبدالوهاب أن تكون كلمات غريبة على الأسماع.. وانصرف أبوالسعود.. وفى المساء ذهب إلى حانة شعبية فى الأزبكية.. وفى هذه الحانة، حيث البيانو ذو المنفاخ تنبعث منه الألحان الجميلة بأداء رديء.. بدأ يكتب أغنية «البوسطجية اشتكوا».. واعترض عبدالوهاب على لفظ «البوسطجية» وكان حاضرا لهذه المناقشة بين أبوالسعود الإبيارى ومحمد عبدالوهاب.. عبدالحميد عبدالحق باشا.. وخالف عبدالوهاب فى رأيه معتبرا أن لفظ «البوسطجية» هى التى ستلفت الأنظار والأسماع واقتنع عبدالوهاب.. وغنتها رجاء عبده.. وانتشرت الأغنية وأصبحت النشيد الوطنى للمصريين.
• أنا قلبى دليلى
وفى عام 1950 أصبح أبوالسعود الإبيارى الأعلى أجرا بين المؤلفين، حيث كان يتقاضى من 500 إلى 600 جنيه.. وأصبح أيضا أول مؤلف يركب سيارة فاخرة زيتونية اللون.
قدم أبوالسعود الإبيارى أكثر من ثلاثمائة أغنية، وغنى من كلماته معظم مطربى ومطربات عصره، من أغنياته «يا نجف بنور يا سيد العرسان» لعبدالعزيز محمود، و«وله يا وله» عبدالغنى السيد، «البوسطجية اشتكوا» لرجاء عبده، «تاكسى الغرام» عبدالعزيز محمود، و«واحد اتنين» لشادية، «عاوز أروح» لإسماعيل يس وسعاد مكاوى، «سلم على» ليلى مراد، «يا عوازل فلفلوا» فريد الأطرش، «الحب له أيام» محمد فوزى وشادية و«قلبى دليلى» لليلى مراد فى فيلم «قلبى دليلى» مع النجم أنور وجدى ومن ألحان رياض السنباطى.. تقول كلماتها:
أنا قلبى دليلى قال لى هتحبى
دايما يحكى لى وبصدق قلبى
حبوبى معايا من قبل ما أشوفه
قلبى دا مرايا مرسوم فيها طيفه
شايفاه آه فى خيالى
سامعاه آه بيقول لى
يا حياتى تعالى تعالى تعالى
غنيلى تملى وقوليلى تملى
الحب ده غنوة كلها أحلام
أنغامها الحلوة أحلى أنغام
الدنيا جنينة واحنا أزهارها
فتحنا عينينا على همس طيورها
مين راح يقطفنا
مين راح يسعدنا
النار فى قلوبنا لونها فى خدودنا.
• علقة ساخنة
وتروى السيرة الذاتية لأبوالسعود الإبيارى أحد المواقف التى حدثت بينه وبين الفنان أنور وجدى، فقد عرف عن أنور وجدى رغبته فى احتكار كل عوامل النجاح، وهو ما جعله يحاول الاستحواذ على موهبة أبوالسعود الإبيارى، مما دفعه للسعى لكتابة عقد احتكار مع الإبيارى الذى رفض رغم العرض المادى المغرى.. تسبب هذا الرفض فى حالة إحباط شديدة لأنور وجدى الذى قرر الانتقام من الإبيارى.. فطلب منه كتابة سيناريو وحوار وأغانى فيلم «أنا قلبى دليلى» عن رواية مقتبسة.. ووافق الإبيارى إلا أنه فوجئ عند عرض الفيلم بعدم وجود اسمه مكتوبا على تيترات الفيلم وإن أنور وجدى نسب تأليف الفيلم لنفسه!.. وشعر الإبيارى بالغضب وقرر الانتقام من وجدى، وذهب مسرعا إلى منزل وجدى وحاولت زوجته فى ذلك الوقت الفنانة ليلى مراد تهدئة الإبيارى ووعدته بأن زوجها سيقوم بتصحيح هذا الخطأ بإعلان الحقيقة فى الجرائد.. ولكن وجدى لم يكتف بهذا الموقف، بل كرره ولكن بشكل مختلف من خلال فيلم «بنت الأكابر»، فعلى الرغم من أن وجدى طلب من الشاعر حسين السيد كتابة أغنية واحدة فى هذا الفيلم هى «أنا وأنت عصفورين»، بينما اتفق مع الإبيارى على كتابة باقى أغنيات الفيلم.. وفوجئ الإبيارى بإزالة اسمه وكتابة اسم حسين السيد على كل الأغاني!
وهنا قرر الإبيارى ضرب أنور وجدى علقة ساخنة أمام الجمهور واتهمه بالسطو على حقه والحقد على موهبته، بينما أسرع وجدى يجرى منه خوفا من أن يضع قلمه فى عينه.. وانتهى الأمر بعمل محضر لأنور وجدى بسرقة مجهود الإبيارى الأدبي!
• يا رايحين للنبى الغالى
تعد أغنية «يا رايحين للنبى الغالى» واحدة من أشهر الأغنيات التى ارتبطت بموسم الحج، ولا يمكن أن تمر هذه المناسبة إلا وتقوم الإذاعات والقنوات التليفزيونية بإذاعتها.. ولهذه الأغنية قصة يرويها أحمد الإبياري: الفنانة ليلى مراد أثناء تصوير فيلم «بنت الأكابر» طلبت الذهاب لأداء فريضة الحج.. إلا أن إدارة استوديو مصر أصرت على الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين، مما جعلها تبقى بالقاهرة.. لذلك طلبت من الإبيارى تأليف أغنية تودع فيها المسافرين للحج، لتعبر من خلالها عن زيارة النبى الغالى.. وقام بتلحينها الموسيقار رياض السنباطى، وتقول كلماتها:
يا رايحين للنبى الغالى
هنيالكم وعقبالى
يا ريتنى كنت وياكم
وأروح للهادى وأزوره
وأبوس من شوقى شباكه
وقلبى يتملى بنوره
وأحج وأطوف سبع مرات
وألبى وأشوف منى وعرفات
وأقول ربى كتبها لى
أمانة الفاتحة يا مسافر
لمكة تأدى فرض الله
حترجع والإله غافر
ذنوبك لما نلت رضاه
يا ريتنى معاك فى بيت الله
وأزور وياك حبيب الله
هنيالك وعقبالى.
• ياما جوه الدولاب
شهدت كلمات أغنيات الإبيارى تنوعات مختلفة من الخفيفة إلى العميقة، والرائعة فى كل الأحوال وعشقها الجمهور العربى.
فيقول أحمد أبوالسعود الإبياري: كان والدى قادرا على تقديم الجديد دائما.. ففريد الأطرش برزانته المعهودة غنى من كلماته «يا ما جوه الدولاب مظاليم»، من ألحان فريد الأطرش، التى غناها ضمن أحداث فيلم «عايزة أتجوز» وشاركته البطولة الفنانة نور الهدى.. تقول كلمات الأغنية:
يا ما جوه الدولاب مظاليم
بيآسوا وحالتهم جيم
ياما جوه الدولاب فساتين
وبلاطى وبنى آدمين
وكمان ركبتين سايبين
ومغنى ومفيش معازيم
ياما جوه الدولاب أسرار
بتخلى العقول تحتار
شمشون اللى كان جبار
بقى يسوى تلاتة مليم
يا خواتى الحقوا شمشون
حيخلص عليه مجنون
عايز أطلع وأكون ممنون
بس أخرج بجسم سليم
انطلق أبوالسعود الإبيارى قويا متدفقا غزير الإنتاج يستمد قوة إبداعاته من المفردات التى يرددها الناس فى الشوارع والحارات وعلى المقاهى منذ كان يجلس فى كازينو بديعة يدخن الشيشة.
• سألت السيناريست والمؤلف أحمد الإبياري: هل كان لشاعرنا طقوس خاصة أثناء الكتابة؟
- أجاب: كان لوالدى روتين ثابت لا يتغير، فقد كان يبدأ الكتابة بالمنزل فى تمام الساعة التاسعة صباحا.. ثم يذهب إلى كازينو الأوبرا فى ميدان الأوبرا الشهير لاستكمال ما بدأه سواء شعرا أو قصة أو حوارا أو سيناريو.. أما فى شهور الصيف فكان كازينو الشاطبى فى الإسكندرية هو مكانه المفضل.
• سألته: بمن تأثر فى الشعر؟
- أجاب: أعتقد أن أول وأهم من تأثر بهم هو بديع خيرى.. أما فى مجال الرواية والكتابة، فقد تأثر بحكاية ألف ليلة وليلة.. فهو أكثر من كتب أفلاما لها طابع خيالى فى السينما المصرية.. بعضها كان مقتبسا، ولكنه كان حريصا على أن يعلن ذلك على تيترات الفيلم، والاقتباس ليس أمرا سهلا، بل صعب جدا لتطويعها بما يتناسب مع ثقافتنا.. وهذا يحتاج مهارة معينة، وكانت له فلسفة خاصة.. فكان يعشق تأمل البشر، ويشاهد أحوالهم، فقد كان ابن بلد ودائم الاختلاط بالناس فى كل مكان.. يسمع ويتعلم فى «مدرسة الشارع».
• وظيفتك على المدفع بوروروم
كتب أبوالسعود الإبيارى خمسمائة فيلم سينمائى بين قصة وسيناريو وحوار.. بدءا من فيلم «لو كنت غنى» عام 1943 الذى قام ببطولته بشارة واكيم وعبدالفتاح القصرى، مرورا بسلسلة أفلام إسماعيل يس، التى تضمنها فيلم «إسماعيل يس فى الأسطول» الذى احتوى العبارة الشهيرة «وظيفتك على المدفع بوروروم؟» التى أصبحت تعبيرا ساخرا محفورا فى ذاكرتنا وتردده ألسنتنا فى حياتنا اليومية.. ومن منا لا يتذكر عبارة «يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة» التى انطلقت على لسان الفنان عبدالفتاح القصرى.. ربما لا نتذكر اسم الفيلم، ولم نكن نعرف مؤلفه.. ولكن العبارة ظلت محفورة فى وجداننا.
ومعلقا يقول أحمد الإبياري: إيفيهات الأفلام التى كتبها والدى هى نتاج فكر مؤلف استنبطها من الشارع المصرى، ولا يوجد كاتب يضاهى أبوالسعود الإبيارى فى كتابته للسينما والمسرح من حوار يدخل القلب ولا يمكن نسيانه.. وكما كانت كذلك الجمل الافتتاحية المميزة لأغنياته التى كتبها وعشقها الجمهور العربى.
كتب أبوالسعود الإبيارى عددا كبيرا من الأعمال السينمائية والمسرحية التى أحببناها ونكرر مشاهدتها كلما تتم إذاعتها، منها فيلم «فاطمة وماريكا وراشيل»، الثلاثة جوه قلبى كوكتيل، الذى قال عنه النقاد: إن هذا الفيلم يستحق عنه أبوالسعود الإبيارى جائزة مناهضة العنصرية، كذلك من أفلامه التى لا تنسى «عفريتة هانم» لفريد الأطرش وسامية جمال، وسلسلة أفلام إسماعيل يس، وفيلم «تاكسى الغرام» و«الفانوس السحرى» و«جناب السفير» و«حلاق السيدات» و«الزوجة 13» و«صغيرة على الحب» و«سكر هانم»، و«البحث عن فضيحة».. لقد كان يمتلك قدرة خارقة على أن يجعلنا نستمتع بالفيلم، حتى لو كان التصوير كله داخل شقة!
• صانع النجوم
فى برنامج تليفزيونى أذاعه التليفزيون، وكانت مقدمته الفنانة صفاء أبوالسعود ومستضيفة المخرج الشهير يوسف شاهين، الذى تحدث عن فيلم «أنت حبيبى» وهو الفيلم الوحيد الكوميدى الذى أخرجه يوسف شاهين من تأليف أبوالسعود الإبيارى، وقال شاهين: فى عام 1956 ما كانش معايا فلوس، وفوجئت بمكالمة تليفونية من الموسيقار فريد الأطرش وطلب منى الحضور إلى منزله لأن لديه فكرة فيلم عبقرية، وذهبت إليه والتقيت عنده أبوالسعود الإبيارى، الذى لم يكن كتب جملة واحدة للفيلم، واستغربت جدا كيف يتعاقد مع فريد على شيء لم يكن موجودا! ولكنى تعاقدت وأخذت الخمسين جنيها وذهبت، وبعد ثلاثة أيام فوجئت بفريد يتصل بى ويقول: احضر لاستلام السيناريو، لقد كان أبوالسعود الإبيارى مؤلفا عبقريا.
حقق فيلم «أنت حبيبى» نجاحا خارقا وحقق أعلى توزيع وإيرادات وأطول مدة عرض.
بعدها قدم شاهين فيلم «ودعت حبك» بنفس الأبطال، ولكن الفيلم لم يحقق أى نجاح، فلم يكن المؤلف أبوالسعود الإبيارى.
كان فيلم «البحث عن فضيحة» هو آخر ما كتب أبوالسعود الإبيارى، وهو أول من أعطى بطولة للفنان عادل إمام والفنانة ميرفت أمين، وهو أول من اكتشف الفنانة لبلبة وأطلق عليها اسمها، حيث كانت تتكلم مثل اللبلب وشقية وسريعة البديهة.
• يابتاع الياسمين
تنوعت أعمال أبوالسعود الإبيارى السينمائية بين الدراما والكوميديا.. كان أكثرها كوميديا نظرا لارتباطه الفنى الطويل بالفنان إسماعيل يس، أما أعماله الدرامية فكانت فيلمى «اليتيمتين» و«ست البيت» للفنانة فاتن حمامة.
ويقول أحمد أبوالسعود الإبياري: صحيح كان والدى مرتبطا ارتباطا شديدا بالفنان إسماعيل يس وكانت تربطهما صداقة قوية وكان تؤمه الفنى.. أما ما لا يعرفه البعض أن الصديق الأكثر قربا إلى قلب أبى كان الفنان محمود المليجى أشر خلق الله على الشاشة وصاحب أطيب قلب فى الحقيقة.
• قلت: كلمنى عن والدك أبوالسعود الإبياري؟
- أجاب: رغم شهرته ككاتب كوميديا فى المقام الأول، فإنه كان أبا حنونا وحازما جدا، وكان ساخرا لاذعا، كان جادا وقورا متأنقا.. ولكنه كان يعرف كيف يكتب الجمل الحوارية القريبة من قلب الجمهور، فكان حقا ملتحما بالشارع وبأولاد البلد.. وأذكر وأنا طفل صغير كان والدى يصطحبنى معه إلى مسقط رأسه حى باب الشعرية، وهناك يلتقى بكل أصحاب المهن البسيطة، وكان يسلم على الجزار ويجلس معه، ويستمع إلى البياعين، وإلى كلام الناس، لذلك جاءت عباراته تحمل معنى السهل الممتنع الذى صعب جدا تتحقق لأحد غيره، استطاع أن يعبر بهذه البلاغة.. اسمعى مثلا أغنية «وله يا وله» التى غناها عبدالغنى السيد من ألحان محمود الشريف ويردد أحمد الإبيارى الكلمات:
وله يا وله ارحمنى يا وله
والنبى يا وله
ع الطبلة والزماره
ارقصى يا قمرة يا قمارة
خلى الناس تبقى سكارى
من العشق يباتوا حيارى
ويقولوا يا وله
ما عشقنا يا وله واشتقنا يا وله
ضحكة سنتها يا وله
بتزيد القلب لهيب
وجبينها بياضه يا وله
ده لبن صباحى حليب
وإيديها يا وله وعينيها يا وله
كلها يا وله
يا بتاع التفاح لون تفاحك راح
فى خدود ست الكل
يا بتاع الياسمين مين يندهلك مين
واحنا معانا الفل
يا بتاع الرمان رمانك دبلان
بص علينا وطل
دى حورية يا وله
ولوليه يا وله
ارحمنى يا وله والنبى يا وله.
اشتهر شاعرنا وكاتبنا أبوالسعود الإبيارى بخفة الظل وسرعة البديهة، وتقول سيرته الذاتية المتاحة إنه استلهم من إحدى زياراته لحديقة الحيوان عدة حلقات كوميدية عن علاقة الفنانين بالحيوانات.. وكان صديقه إسماعيل يس هو أول من تحدث عنه.. عندما وقف أمام جبلاية القرود.. وقال: شفته أوام وعرفته.. وإيديه فى قفصه متشعبطين.. هوه والرسم هو.. زميلى سمعة أبوياسين.
أما الفنانة فاتن حمامة فقال عنها: غزالة حلوة عيونها غنوة.. والحسن فارش عليها حاله.. فيها مفاتن تشبه لفاتن.. سميتها دغرى فاتن غزالة.
وعندما رأى البغبغان تذكر الفنان الكوميدى سعيد أبوبكر فقال: أبوالبغابغ فى القلب نابغ.. لسانه راديو وفيه لغات.. مصرى وهندى يا سعيد أفندى.. أبوبكر والدك السقا مات.
وشبه يوسف وهبى بالأسد، فقال: أسد غضنفر بتاج مضفر.. ساعة ما صرخ وقع لى قلبى.. زئيره عالى واسمه غالى.. زيك يا يوسف يا ابن وهبى».. وبسبب بدانة السيد بدير شبهه بسيد قشطة.. وقال: عم قشطة عايش ألسطه.. ووزنه تسعة قناطر لا غير.. فكرنى شكله فى وقت أكله.. بشكل صاحبى سيد بدير.
حقا لقد كان أبوالسعود الإبيارى مؤلفا وشاعرا وكاتبا فوق العادة.. شديد التنوع.. غزير الإنتاج.. واسع المدى.. عميق الإحساس.. ومنجما من الذهب.•