تحذيرات من الأرصاد: طقس غير مستقر اليوم الثلاثاء مع 3 ظواهر تضرب المحافظات    برلمانيون ليبيون يستنكرون تصريحات مجلس النواب اليوناني    الفنانة شمس: صاحب العقار طردني علشان 17 جنية    وفاة السفير الروسي فى بيونج يانج وزعيم كوريا الشمالية يقدم التعازي ل"بوتين"    فلوريدا تصنف الإخوان وكير كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين    الليلة، الزمالك يستهل مشواره في كأس عاصمة مصر بمواجهة كهرباء الإسماعيلية    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 9 ديسمبر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    عوض تاج الدين: المتحور البريطاني الأطول مدة والأكثر شدة.. ولم ترصد وفيات بسبب الإنفلونزا    الرياضة عن واقعة الطفل يوسف: رئيس اتحاد السباحة قدم مستندات التزامه بالأكواد.. والوزير يملك صلاحية الحل والتجميد    محمد أبو داوود: عبد الناصر من سمح بعرض «شيء من الخوف».. والفيلم لم يكن إسقاطا عليه    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025: طقس بارد ليلًا وأمطار متفرقة على معظم الأنحاء    ما هي شروط إنشاء مدارس مهنية ثانوية؟.. القانون يجيب    الكواليس الكاملة.. ماذا قال عبد الله السعيد عن خلافه مع جون إدوارد؟    تعرف على عقوبة تزوير بطاقة ذوي الهمم وفقًا للقانون    أحمديات: مصر جميلة    من تجارة الخردة لتجارة السموم.. حكم مشدد بحق المتهم وإصابة طفل بري    مصدر بالسكك الحديد: الأمطار وراء خروج عربات قطار روسي عن مسارها    كرامة المعلم خط أحمر |ممر شرفى لمدرس عين شمس المعتدى عليه    الصيدلانية المتمردة |مها تحصد جوائز بمنتجات طبية صديقة للبيئة    بفستان مثير.. غادة عبدالرازق تخطف الأنظار.. شاهد    خيوط تحكى تاريخًا |كيف وثّق المصريون ثقافتهم وخصوصية بيئتهم بالحلى والأزياء؟    "محاربة الصحراء" يحقق نجاحًا جماهيريًا وينال استحسان النقاد في عرضه الأول بالشرق الأوسط    التعليم تُطلق أول اختبار تجريبي لطلاب أولى ثانوي في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    الأهلي والنعيمات.. تكليف الخطيب ونفي قطري يربك المشهد    نجم ليفربول السابق يدعم محمد صلاح في أزمته    حذف الأصفار.. إندونيسيا تطلق إصلاحا نقديا لتعزيز الكفاءة الاقتصادية    مرموش ينشر صورا مع خطيبته جيلان الجباس من أسوان    المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية    الصحة: جراحة نادرة بمستشفى دمياط العام تنقذ حياة رضيعة وتعالج نزيفا خطيرا بالمخ    رئيسة القومي للمرأة تُشارك في فعاليات "المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء"    نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون    وزير الاستثمار يبحث مع اتحاد المستثمرات العرب تعزيز التعاون المشترك لفتح آفاق استثمارية جديدة في إفريقيا والمنطقة العربية    رئيس مصلحة الجمارك: انتهى تماما زمن السلع الرديئة.. ونتأكد من خلو المنتجات الغذائية من المواد المسرطنة    تحذير من كارثة إنسانية فى غزة |إعلام إسرائيلى: خلاف كاتس وزامير يُفكك الجيش    جريمة مروعة بالسودان |مقتل 63 طفلاً على يد «الدعم السريع»    حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مهنيًا وماليًا وعاطفيًا واجتماعيًا    الزراعة: الثروة الحيوانية آمنة.. وأنتجنا 4 ملايين لقاح ضد الحمى القلاعية بالمرحلة الأولى    لدعم الصناعة.. نائب محافظ دمياط تتفقد ورش النجارة ومعارض الأثاث    الأوقاف تنظم أسبوعًا ثقافيًا بمسجد الرضوان بسوهاج | صور    إحالة أوراق قاتل زوجين بالمنوفية لفضيلة المفتي    أفضل أطعمة بروتينية لصحة كبار السن    وزير الاستثمار يبحث مع مجموعة "أبو غالي موتورز" خطط توطين صناعة الدراجات النارية في مصر    مراد عمار الشريعي: والدى رفض إجراء عملية لاستعادة جزء من بصره    محافظ سوهاج بعد واقعة طلب التصالح المتوقف منذ 4 سنوات: لن نسمح بتعطيل مصالح المواطنين    علي الحبسي: محمد صلاح رفع اسم العرب عالميا.. والحضري أفضل حراس مصر    مجلس الكنائس العالمي يصدر "إعلان جاكرتا 2025" تأكيدًا لالتزامه بالعدالة الجندرية    جوتيريش يدعو إلى ضبط النفس والعودة للحوار بعد تجدد الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند    تحرير 97 محضر إشغال و88 إزالة فورية فى حملة مكبرة بالمنوفية    أفضل أطعمة تحسن الحالة النفسية في الأيام الباردة    كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    متحدث الصحة ل الشروق: الإنفلونزا تمثل 60% من الفيروسات التنفسية المنتشرة    مباراة حاسمة اليوم.. عمان تواجه جزر القمر في كأس العرب 2025 مع متابعة مباشرة لكل الأحداث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة الفلسطينى الشاعر.. إيهاب بسيسو: المقاومة الثقافية ذروة الوجود الفلسطينى

لعل اختيار الشباب فى مناصب قيادية فى العالم العربى ليس أمرًا شائعًا ولكن الشاعر الشاب «إيهاب بسيسو» أثبت أن الخبرة تُحسب وتُعد بالإنجازات والأنشطة على أرض الواقع وليس بسنوات العمر، بالموهبة والشغف والإيمان بالقضية، بالحماس والتمرد الذى يجرى فى دم كل مواطن فلسطينى يحمل فى جيناته حب هذه الأرض ويحمل على عاتقه قضيتها ويسعى بما أوتى من قوة أو موهبة لنصرتها، وفى حالة إيهاب بسيسو فهو شاعر أتته الموهبة الشعرية ليكتب ويحطم كل حصار فكرى فرض عليه أو على غيره، ومن خلال منصبه ليشجع كل صاحب موهبة لمقاومة الاحتلال الثقافى والحصار الفكرى بكل ما أوتى من قوة وموهبة.
التقيت مع وزير الثقافة الفلسطينى إيهاب بسيسو فى أروقة مهرجان الإسكندرية السينمائى أثناء إطلاق إدارة المهرجان لمبادرة تخصيص عام 2017 عامًا للقدس فى السينما العربية لذكرى مرور خمسين عامًا على احتلال القدس، عن هذه المبادرة وعن دور السينما فى دعم القضية الفلسطينية تحدثت معه، مرورًا بتجربته الشعرية وعن قامات ثقافات كبيرة تأثر بها الشاعر إيهاب بسيسو.
• بشكل عام هل نجحت السينما العربية فى نقل الواقع المؤلم فى فلسطين والمعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، أم مازالت هناك فجوة بين الواقع وبين ما تنقله الكاميرا؟
- أولا السينما أنا أعتقد أن لها دورًا مهمًا جدا ومؤثرًا فى نقل الرواية الفلسطينية والرواية العربية فى مواجهة الرواية الإسرائيلية، هناك العديد من الأعمال العربية المميزة على صعيد السينما العربية والتى قدمت القضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل مشرف على خارطة السينما العربية بل والدولية ولكن ما نتطلع إليه هو المزيد من العمل من أجل أن يكون حضور السينما قادرًا على أن يواجه الرواية الإسرائيلية فى المهرجانات المختلفة وأيضا فى دور العرض، وباعتقادى أن السنيما العربية نجحت فى نقل الصورة ولكن يمكنها أن تحقق المزيد والمزيد من النجاحات ولكن هذا يتطلب سياسات ثقافية ويتطلب تضافرًا للجهود العربية من أجل أن نحقق المزيد من الإنجاز، إضافة إلى الإنجاز الذى تم تحقيقه عبر الأعمال المميزة.
• الكاميرا والواقع الفلسطينى
• أيا كان مستوى ما قدمته الكاميرا هل هى قادرة على نقل الواقع الفلسطينى ومعاناته أم أن ما يعرض على الشاشة غير مشابه لما يدور فى أرض الواقع؟
- سأتحدث عما يتعلق بفلسطين، فسياسات الاحتلال تفرض واقعا مؤلما جدا على صعيد الحياة اليومية الفلسطينية، وبالتالى المسألة بحاجة إلى الكثير من الإبداع ونحن عندما نتحدث عن السينما فنحن نتحدث عن فن، وبالتالى عندما نتحدث عن نقل الواقع نحن لا نتحدث فى المقابل عن التنازل عن الشروط الفنية، بالعكس ولكن ما نريده هو تحقيق هذه المعادلة ما بين القضية الوطنية أو القضية الإنسانية وما بين أيضا العوامل الإبداعية التى تستطيع أن تحقق هذا الحضور النوعى والمميز لفلسطين، فنحن لا نريد أن يكون حضور فلسطين فى التظاهرات الثقافية فقط من أجل حضور فلسطين، بمعنى أن يكون حضورها على حساب الإبداع، لا.. نحن نريد أن يكون الإبداع هو جزءا من هذا الحضور وأن يحقق تلك المعادلة التى حدثتك عنها.
أما عن المعاناة اليومية فهى أحد روافد الأفكار التى يمكن أن يتبناها المبدع الفلسطيني- والمبدع هنا أقصد به سواء فى السينما أو الأدب- ولكن فى اعتقادى أن هناك الكثير من القضايا هى بنفس الأهمية مثل الأمل والإرادة والصمود والتحدى، فنحن لا نريد استثارة شفقة أى إنسان، نحن نريد أن نحقق رسالة متكاملة والصورة الكاملة هى أن هناك معاناة ولكن هناك إرادة، إن هناك صعوبات ولكن هناك أملاً، إن هناك سياسات إسرائيلية ولكن هناك تحدياٍٍٍِِ وصمودا من أجل الوصول إلى ما نريد، وبالتالى أنا فى رأيى أن هناك العديد من القضايا التى نجحت وتنجح السينما الفلسطينية تحديدا فى أن تثيرها على صعيد الصمود اليومى للفلسطينيين، على صعيد الحياة اليومية والقضايا الإنسانية وكلها بمجملها باقة من العمل الإبداعى السينمائى الذى يقدمه السينمائيون من خلال أعمالهم المتنوعة سواء كانت وثائقية أو أفلامًا روائية قصيرة أو طويلة.
• الاحتلال ليس دائما احتلال وطن إنما نحن- كوطن عربي- نتعرض لاحتلال فكرى وثقافى ممنهج، هل الفن قادر على مقاومته أم إنها رومانسية وتفاؤل مطلق منا إذا ظننا هذا؟
- سؤالك هذا مهم جدا، ودعينا نتساءل ببساطة شديدة.. ماذا يريد الاحتلال الإسرائيلى؟- ثقافيا أقصد- الاحتلال الإسرائيلى يريد عزل الرواية الفلسطينية عن محيطها العربى والإنسانى والدولى ببساطة شديدة جدا وهذا عبر مجموعة من الإجراءات وهى إجراءات ميدانية تتمثل فى التنقل واستصدار التصاريح وصعوبتها والمنع بحق المبدعين والمبدعات من المشاركة فى المهرجانات وغير ذلك، هناك أيضا صعوبات على صعيد نقل الكتب ووصول الكتب والإصدارات العربية الى فلسطين وهناك أيضا ملاحقة للمؤسسات الثقافية تحديدا عندما نتحدث عن القدس والملاحقات بهدف إغلاقها.. إذا هذا هو واقع ما هو المقصود منه؟ المقصود منه هو عزل القدس عن محيطها العربى ومحيطها الدولى ولكن نحن فى المقابل نقول إن المطلوب منا جميعا كمبدعين ومثقفين هو مواجهة هذه الرواية ونحن نستند فى ذلك إلى ما قاله شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش «حاصر حصارك لا مفر.. حاصر حصارك لا مفر، سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك لا مفرُ.. وسقطتُ قربك فالتقطنى وأضر عدوك بى فأنت الآن حُر» هذا يمُثل ذروة التحدى من خلال المبدع شاعرنا الكبير محمود درويش فنحن سنحارب هذا الحصار بمزيد من الانفتاح على محيطنا العربى ومحيطنا الإنسانى وفى هذا السياق أقول إن حضور فلسطين فى مهرجان الإسكندرية السينمائى هو نوع من محاصرة الحصار، بأن تكون هناك أعمال سينمائية فلسطينية مشاركة، بأن يكون هناك من يتبنى عام 2017 ليكون عام القدس فى السينما العربية وأن يكون هذا الجهد والانفتاح على السينما العربية والمبدعين، أنا باعتقادى أن هذه المسألة بالغة الأهمية وباعتقادى أن هذا هو ذروة المقاومة الثقافية، إذا كنا نتحدث عن الاحتلال الثقافى على حد تعبيرك إذا فالاحتلال الثقافى يتطلب مقاومة ثقافية وباعتقادى أن المقاومة الثقافية تمثل ذروة الوجود الفلسطينى فى المرحلة القادمة.
• المزيد من الدعم
• بالتأكيد الصعوبات والعراقيل كثيرة ولكن هل لديكم فى وزارة الثقافة الفلسطينية القدرات المادية والدعم اللوجيستى لهذه المقاومة بشتى أشكالها؟
- هنا جزء من التحدى فنحن نتطلع للمزيد والمزيد من الدعم المادى فلا يوجد هناك سقف نستطيع أن نقول إنه يمكن أن يحقق ما نريد، بمعنى أننا نتطلع إلى مزيد من الدعم دوما سواء على الصعيد الفلسطينى - الفلسطينى بالانفتاح والشراكات مع القطاع الخاص الفلسطينى، وأيضا على الصعيد الفلسطينى العربى وأيضا الفلسطينى الدولى، بمعنى أن دعم الإبداع الفلسطينى فى جميع المجالات هو ضرورة وطنية لنا كفلسطينيين ولنا كعرب وكذلك هو ضرورة إنسانية أيضا للمجتمع الدولى.
وما نريده فى هذا السياق هو توفير هذا الدعم الملائم، وزارة الثقافة الفلسطينية موازنتها محدودة وإمكانياتها محدودة فى مواجهة هذه الماكينة الإسرائيلية- ماكينة الاحتلال الإسرائيلى ثقافيا وإعلاميا ولكن هذا لا يجعلنا بأى شكل من الأشكال نستسلم لهذه السياسات الإسرائيلية أو نقول إن الإسرائيلى هو الأكثر حضورا من خلال التمويل وغيره، لا بالنهاية نحن شعب محتل، ومن حقنا أن نقاوم ثقافيا هذا الاحتلال، وبالمناسبة إذا نظرنا للأمور ببساطة شديدة جدا، فإذا كانت المقاومة أقوى من الاحتلال لكان الاحتلال قد رحل.. ولكن المقاومة تعنى هنا الإرادة، فالإرادة مستمرة كفعل مقاوم من خلال حضور الرواية الفلسطينية وتراكم الإنجاز فى المبدع وهذا يحقق بتقديرى المعادلة التى نريدها، فنحن نريد أن يتعزز حضور فلسطين، وأن نحمى تراثنا وإرثنا وذاكرتنا، أن نؤسس لهذا المستقبل بجهد تراكمى بحيث أن نصل إلى مرحلة يكون بخلالها تفتيت سياسات الاحتلال الهادفة إلى عزلنا وهذا لا يتطلب فقط جهدا فلسطينيا ولكن يتطلب أيضا جهدا عربيا فى دعم الإبداع الفلسطينى وثقافة فلسطين.
• وما هى آليات وزارة الثقافة للتفاعل مع مبادرة إدارة مهرجان الإسكندرية بجعل عام2017 عام القدس؟
- لا أخفيك، بدأت اللقاءات فى مهرجان الإسكندرية، وبالتالى هناك العديد من النقاط التى يمكن أن تشكل مدخلا أساسيا لآليات التنفيذ سواء على صعيد العمل فى وزارة الثقافة الفلسطينية أو أيضا بالتعاون مع وزارات الثقافة العربية وبالأخص وزارة الثقافة المصرية والمهرجانات، نحن من جانبنا نتطلع لأن يكون هناك دعم عربى، بمعنى أن يكون هناك إنتاج عربى سينمائى بخصوص القدس خلال عام 2017 وهى بالمناسبة دعوة نقولها للمهرجانات ولشركات الإنتاج وللمبدعين والمبدعات بأن يتم استثمار هذا الحدث والإعلان الذى تم فى مهرجان الإسكندرية وهذه المبادرة العظيمة والانطلاق من أهمية مواجهة هذه الذكرى الأليمة- ذكرى مرور خمسين عاما على احتلال القدس- وذكرى مائة عام على وعد بلفور بأن يكون هناك إنتاج سينمائى عربى نستطيع من خلاله أن نقدم مجموعة من الأعمال السينمائية المميزة للمواطن العربى فى كل البلدان وأن يكون هذا نوعًا من أنواع التحفيز وخلق الوعى العربى المستمر والمتجدد إزاء قضيتنا الوطنية والمركزية قضية فلسطين.
• الجرح الأكبر
• خمسون عاما على احتلال القدس، ثورات ربيع عربى وأحداث أليمة فى بلدان عربية عشنا معها السنوات الماضية ومازالت جرحا ينزف، ولكن مازالت القضية الفلسطينية هى الجرح الأكبر وهى الأقرب للذاكرة إذا استدعينا أزمات المنطقة العربية تطل علينا فلسطين وقضيتها.. ما السر؟
- أخبرينى أنت ما السر وجاوبينى على هذا السؤال كمواطنة مصرية فإجابتى مثل إجابتك.. القضية الفلسطينية تلخص قضية الحق الإنسانى، فليس هناك فى الوجود أبشع من اقتلاع شعب من أرضه ونفيه ونفى ذاكرته ونفى تاريخه واعتباره شعبًا غير موجود، ليس هناك أبشع من هذا الإحساس لشعبنا الفلسطينى وبالتالى نحن نقول إن ما يحدث عندما نتحدث عن القدس واحتلال القدس أو احتلال فلسطين نحن نتحدث عن إنكار لحقوقنا الوطنية.. نحن نستند إلى القوانين الدولية ونستند إلى المعاهدات الدولية ونستند إلى الحق الإنسانى ونستند إلى الحق القانونى والسياسى نحن نقول إن شعبنا يريد أن يتخلص من هذا الاحتلال لكى يعيش مثل غيره من شعوب العالم، هذا الحق كفلته كل الشرائع الدولية.. وإذا تحدثنا عن الصعوبات التى يواجهها المواطن الفلسطينى فى حياته فهى تلخص كل شىء، وإذا تحدثنا عن المضايقات والاستيطان، والجرائم، والجدار هذا الإنشاء الأسمنتى البشع الذى يرتفع لأكثر من ثمانية أمتار ويفصل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض ويفصل المدن عن الريف ويفصل الريف عن امتداداته السكانية، إذًا هناك المزيد من القضايا، لهذا نتحدث عن فلسطين ولماذا هى الجرح، بالإضافة إلى القدس وأنا أقول شيئًا بسيطًا جدا فيما يتعلق بالقدس، ولماذا نستدعى القدس، السؤال: هل يستطيع الإنسان أن يعيش بدون روح؟؟ القدس هى روح فلسطين.
• معالى الوزير تجربتك تعد أحد النماذج الناجحة لتمكين الشباب فى مناصب قيادية فى العالم العربى والاستفادة من طاقاتهم.. كلمنى عن هذه التجربة ومميزاتها؟
- أنا باعتقادى إن وجود الشباب فى المواقع المختلفة بالطبع يمثل نقطة دعم للتجربة الشابة فى القيادة وإن هذه المسألة ضرورة، فالشعب الفلسطينى مجتمع فتى ومجتمع شاب، وباعتقادى أن الاستعانة بالقدرات الشابة والطاقات الشابة تمثل بحد ذاتها نقطة مهمة جدا نحو تجديد العمل الفلسطينى، وبالمناسبة هذا ليس غريبا على الشعب الفلسطينى فالقيادات الفلسطينية منذ أن بدأت الثورة الفلسطينية فى القرن العشرين ومعظم قياداتها من الشباب، إذا نظرنا إلى بعض الرموز الفلسطينية سياسيا وإبداعيا، غسان كنفانى الذى كان فى السادسة والثلاثين عند استشهاده، كمال ناصر كان فى الأربعينيات، محمود درويش العظيم الذى حقق حضورا فى المشهد الشعرى الفلسطينى والعربى عندما كان شابا ومعين بسيسو وغيرهم، وبالتالى هناك الكثير من النماذج الشابة الذين نستطيع أن نستلهم منهم القدوة فيما يتعلق بالعمل السياسى والثقافى، وأعتقد أن هذا ضرورة من ضرورات المستقبل بأن يكون هناك تجديد دائم للقدرات الفلسطينية فى المواقع المختلفة.
• وهل أجبرك المنصب على إهمال شغفك الأكبر فى كتابة الشعر؟
- بالتأكيد لا فالتوازن مهم جدا وأحاول دائما إيجاد الوقت لهذا من أجل شحنى للمزيد من الطاقة الإيجابية، فمنصبى لم يسرقنى من هويتى الثقافية وأحاول دائما إيجاد وقت لقراءة الإصدارات الثقافية الجديدة ومتابعتها، فأنا مازلت أعمل على مشروعى الأدبى بل إن هناك مجموعة شعرية جديدة أعمل على إنهائها فى أقرب وقت.
• محمود درويش.. دائم الحضور
• محمود درويش تخطى كونه شاعرا واصطف فى صفوف الفلاسفة، ولاحظت خلال حوارنا ذكرك لاسم العظيم الراحل «محمود درويش» أكثر من مرة، ماذا يُمثل «درويش» بالنسبة للشاعر «إيهاب بسيسو»؟
- محمود درويش يمثل حالة من حالات الإبداع الفلسطينى المميزة، محمود درويش يمثل لى حالة شعرية مميزة وسيرة إبداعية، وكذلك العديد من المبدعين الفلسطينيين الذين أثروا فى تجربتى على سبيل المثال محمود درويش وإدوارد سعيد ابن القدس والذى عاش طفولته فى مصر قبل أن ينطلق إلى الولايات المتحدة ويصبح أحد رموز الثقافة الفلسطينية، معين بسيسو الذى تربيت على قصائده غسان كنفانى وتجربته التى مثلت إضافة نوعية للسرد الفلسطينى من خلال عائد إلى حيفا، ورجال فى الشمس، جبرا إبراهيم جبرا، فهناك كوكبة ممن تأثرت بهم وشكلوا علامة بالنسبة لى وهم دائما حاضرون باللاوعى لديّ، ولكن محمود درويش يختصر حالات من الإبداع والتجربة الشعرية ما يجعله دائم الحضور وهو يمثل حالة فلسطينية شاملة، وأنا أقول إننا عندما نقرأ محمود درويش فنحن نقرأ الأوديسا الفلسطينية بكل تنوعاتها ونقرأ أيضا الإرادة الإبداعية، محمود درويش لم يرتهن بمشروع شعرى ثابت، ولكنه كان دائم الطموح على تطوير مفرداته وأدواته الشعرية ومشروعه الإبداعى، لهذا كان مميزا فى حضوره الشعرى وفى حضوره الإبداعى وفى اقتراحاته الإبداعية المميزة ما بين النثر وما بين الشعر وما بين العمل الإعلامى كذلك وحتى مراسلاته مع سميح القاسم التى أعتبرها وثائق أدبية، لهذا السبب أعتقد أن محمود درويش يختصر لنا هذه الحالة وهذه المظلة ثقافيا. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.