افتتح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار مدينة القصر الإسلامية بالواحات الداخلة بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من مشروع الترميم، وذلك بحضور وفد من ممثلى الحكومة اليابانية، واللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد وتامر عبدالقادر وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشعب ووفد من ممثلى مجلس الشعب والصندوق الاجتماعى. وأوضح د. العنانى أن هذا الافتتاح يعد أحد أهم إنجازات الوزارة فى الفترة الأخيرة، حيث تعتبر هذه المدينة من أهم المدن الأثرية، حيث إنها كانت نقطة التقاء لعدة طرق قديمة، كما أنها كانت الطريق الرئيسى للقوافل التجارية والحجاج القادمين من المغرب العربى الذين يسلكون طريق الصحراء للوصول إلى الحجاز.. وأعرب اللواء محمود عشماوى عن سعادته بافتتاح المدينة الأثرية، الأمر الذى سوف يسهم فى تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى محافظة الوادى الجديد ويلقى الضوء على منطقة الواحات بصفة عامة وخاصة الداخلة لما لها من أهمية تاريخية وأثرية كبيرة.. وإهدى محافظ الوادى الجديد وزير الآثار درع المحافظة تقديراً منه لدور وزارة الآثار فى مشروع ترميم مدينة القصر، كما أهداه د. العنانى أحد النماذج الأثرية من إنتاج الوزارة. وقال السعيد حلمى رئيس قطاع الآثار الإسلامية أثناء الافتتاح: إن وزارة الآثار قامت بالإشراف على مشروع ترميم المدينة الذى نفذته «جمعية تنمية المجتمع بالراشدة» بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى ممثلة فى الصندوق الاجتماعى للتنمية. وقد قامت الجمعية بمشروع الترميم لسببين الأول هو الحفاظ على أحد معالم تراث مصر الإسلامى وثانيا لتشغيل شباب الخريجين.. وأضاف حلمى أن المشروع بدأ فى فبراير 2015 بتمويل من منحة يابانية بلغت قيمتها 2 مليون و700 ألف جنيه مصرى، واستمر العمل حتى زاد الدعم إلى 3 ملايين جنيه، ومن المفترض أن يتم البدء فى أعمال المرحلة الثانية والأخيرة من المشروع خلال الفترة القادمة. وقال المهندس وعدالله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالوزارة: إن أعمال الترميم تمت تحت الإشراف الكامل لمهندسى ومرممى قطاع المشروعات، وتضمنت ترميم ثمانية مبانٍ أثرية وهى طاحونة الحاج إسماعيل، والمدخل المؤدى لها، ومنزل عائلة عبد الحافظ، ومنزل أبو قنديل، ومنزل أبو عبد المنعم، ومنزل ورثة أبو إسماعيل، وسقيفتى أولاد حمام، ومنزل مهدى عواضة. وأوضح أبو العلا أن أعمال الترميم للمبانى شملت أعمال الترميم المعمارى والدقيق، حيث تم الاستبدال التدريجى لمداميك الطوب اللبن التالف، ومعالجة الشروخ، وفك وإعادة تركيب الجدران المتهدمة وإعادة بنائها على أصولها بنفس النسب والمقاييس القديمة، كما تم عمل صيانة وترميم للنوافذ الخشبية والأبواب، وتغطية الجدران بطبقة من الملاط الطينى بنفس النمط القديم. وقال أحمد النمر عضو المكتب العلمى لمكتب وزير الآثار: إنه تم الانتهاء من جميع أعمال التوثيق الأثرى والدراسات التاريخية والرفع والمسح المعمارى قبل البدء فى أعمال الترميم، بالإضافة إلى التوثيق الفوتوغرافى ورفع الأنقاض باستخدام أحدث الوسائل العلمية فى رفع الطبقات الأثرية أثناء الحفائر. فيما ذكر أحمد كمال عضو المكتب العلمى بمكتب وزير الآثار أن مدينة القصر تعتبر واحدة من أهم الآثار الإسلامية، حيث تمثل النموذج الوحيد الباقى للمدن الإسلامية والعمارة المدنية فى العصر العثمانى، كما تتميز المدينة باحتفاظها بعدد كبير من النصوص الإنشائية والوثائق التاريخية التى تمثل مصدرا مهما للتعرف على تاريخ هذه المدينة المهمة، مضيفاً أن نشأة مدينة القصر كمدينة سكنية يعود إلى ما قبل الفتح الإسلامى لمصر ويؤكد ذلك تسميتها باسم القصر لما كان بها من مبانٍ ومنشآت مرتفعة. وبعد الانتهاء من مراسم افتتاح مدينة القصر قام الدكتور خالد العنانى بوضع حجر أساس لمخزن متحفى جديد بواحة الداخلة، ثم توجه بعد ذلك لواحة الخارجة لتفقد مقابر المزوقة وجبانة البجوات ومعبد هيبس. • أهم آثار الواحات • مقابر البجوات تقع خلف معبد هيبس من الناحية الشمالية، وسميت بذلك لكونها بنيت على شكل قباب، ويرجع تاريخها إنشائها عندما هرب الأقباط من اضطهاد الرومان فى القرن السادس الميلادى، واستقروا فى الخارجة وأحسوا بالأمان فبنوا كنائسهم التى مازالت موجودة حتى الآن. ومنها كنيسة الخروج التى بها رسوم تحكى قصة خروج بنى إسرائيل، وبعد ذلك كان يستغلها حجاج الدرب الغربى كاستراحات عند ذهابهم إلى الحج وفيها كتبوا ذكرياتهم وسطروا الشعر والنثر ويبلغ عدد هذه القبوات 263 مقبرة. معبد هيبس معبد هيبس - أحد أهم معالم مدينة الخارجة، يقع شمال مدينة الخارجة وترجع أهمية هذا المعبد العظيم إلى أنه يمثل عصورًا تاريخية مختلفة وهى: الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية وبدأ بناؤه منذ الأسرة 26 عام 588 ق. م. ويبدأ المعبد من المساحة الواسعة الموجودة أمامه التى كانت تعرف بالبحيرة المقدسة ثم مرسى السفن - البوابة الرومانية - البوابة والبطلمية - البوابة الفارسية فناء نختانبو صالة الأعمدة الاثنى عشر - الصالة المستعرضة - وأخيرًا قدس الأقداس. بوابة معبد هيبس وصالة الأعمدة الاثنى عشر بمعبد هيبس وصورة الملك مينا موحد القطرين بمعبد هيبس. معبد الناضورة يقع فى الجهة الشرقيةالجنوبية لمعبد هيبس شرق طريق ويقع على ربوة مرتفعة، وسمى بهذا الاسم لأنه استخدم فى عصر المماليك للاستطلاع لأنه يكتشف الطريق من مسافة كبيرة لارتفاعه. وبنى هذا المعبد فى العصر الرومانى أوائل القرن الميلادى ومازالت به بقايا لكتابات هيروغليفية. معبد الغويطة يقع على بعد 20 كم جنوب مدينة الخارجة وبنى لعبادة الإله آمون وموت ختسو من الأسرة السابعة والعشرين عام 55 ق. م، ويبدأ المعبد بالواجهة وعليها نقش بطلميوس الثالث يلبس تاج الوجه القبلى من الناحية الجنوبية وتاج الوجه البحرى من الناحية الشمالية.•