هل يوجد فى السوق المصرية جلود مصرية؟ هل لا تزال أوانى الفخار تصنع بحرفية؟ هل لا تزال السجاجيد اليدوية المصنوعة من الحرير الأصلى تتداول فى السوق؟ أين يمكننا إيجاد منتجات الأرابيسك والنحاس؟ هل لا تزال القرى فى الصعيد والفيوم والريف المصرى تصنع منتجاتها اليدوية التراثية؟ قد يتوارد لذهنك الكثير من الأسئلة لكنك من المؤكد ستجد الإجابة عنها فور دخولك creative Egypt عرفت وجوده بعدما أخبرتنى زميلتى مى الوزير عن وجود سوق يعرض ويبيع كل ما هو مصرى وكل ما هو مصنوع يدويا والأهم من ذلك أنه ذو ذوق عربى أصيل مختلف، ولأنها تعرف أنى دائما ما أبحث عن الغريب والأنيق نصحتنى بالذهاب إليه تصفحنا صفحته على الفيس بوك وأخبرتنى بقصته الصغيرة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهى أن رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب قد رأى منتجاتهم فى معرض فيرنكس فى شهر فبراير الماضى وأبدى إعجابه بجودتها وقال: كيف لا يكون هناك معرض دائم لمثل هذه المنتجات المصرية؟ وبعد ذلك تم تخصيص مقر عمر أفندى بأحمد عرابى بالمهندسين ليكون معرضا دائم لهم. هذه هى الحكاية المتداولة، فالمعرض يحظى بدعاية بين رواد موقع التواصل الاجتماعى فكل من كانت له تجربة يعرضها لإخبار الآخرين. • كريتيف مصر ذهبت للمعرض بهدف الشراء وليس إجراء موضوع صحفى، ولكنى ما أن دخلت المكان ورأيت كمية الثقافات الموجودة فيه من عدة محافظات، منتجات يدوية غاية فى الجمال والإتقان والاختلاف حتى شعرت بغيرة صحفية، فالموضوع يستحق الكتابة عنه، وما أكد لى ذلك هو البائعون الموجودون بالمعرض فطالما اعتدنا فى قاموسنا المصرى أن كلمة بائع تعنى من يبيع لك المنتج بأى طريقة يحاصرك كى تشترى ولا يقدم لك أى معلومة عن المنتج وفور خروجك من المكان وأنت محمل بالمنتجات يكون قد أدى مهتمه. لكن البائعين فى كريتيف مصر لهم هدف آخر ليس الشراء فقط لكن نجاحهم الحقيقى فى إعطائك معلومة عن المنتج رافعين شعار كل منتج وراءه حكاية. يعرفون تاريخ المشغولات التى يبيعونها، ويحكون لك الحكاية بطريقة لطيفة تشعرك بمدى الجهد المبذول فى الصناعة. • الحكاية التقيت بمدير المعرض محمد سليمان، سألته عن حكاية المكان فقال فى عام 2005 خصص مركز تحديث الصناعة برنامجا لتطوير الصناعات الصغيرة كل من لديه ورشة صغيرة غير مرخصة وبدون أوراق وليس لديه سجل صناعى. كان يدعمه المركز وظل البرنامج يتطور فى جميع أنحاء الجمهورية حتى أصبح لدينا منتجات يدوية نعرضها بين الحين والآخر فى المعارض وفى شهر فبراير العام الماضى فى معرض فيرنكس. اتخذنا قرارا بعرض كل المنتجات التى عندنا فى مساحة كبيرة فى أرض المعارض ووزير الصناعة وقتها منير فخرى عبدالنور اندهش من العمل وأبدى إعجابه وعندما سأل المصنعين عن طلباتهم طالبوا بمعرض دائم لعرض المنتجات طيلة العام ووقتها استجاب رئيس الوزراء إبراهيم محلب واتصل هاتفيا ب أحمد طه البرعى المدير التنفيذى لمركز تحديث الصناعة وأعطاه أمرا بأخذ مقر عمرو أفندى بالمهندسين وافتتح المهندس إبراهيم محلب الدور الأول أما الدور الثانى فتم افتتاحه فى 15/9. وعن المنتجات المعروضة وأسعارها أشار سليمان إلى أن المنتجات تتنوع ما بين المنسوجات والخوص والجريد ورخام شق الثعبان والفخار والزخف والسجاجيد والحلى والاكسسوارات والزجاج، والدور الثانى به الإضاءة والأثاث حجرات نوم وسفرة ولوحات جاليرى والكليم عندنا من أنجح المنتجات الموجودة فكله يدوى، توجد سجاجيد من كرداسة والحرانية والسجاد الحريرى لدينا يوازى السجاد فى الخارج. أيضا توجد أنواع من الخشب مميزة نعمل بها مثل خشب الصرصور وهو شجر يقطع وتوجد حجرة من خشب العزيزية وبالنسبة للأسعار قال: المعرض به منتجات بداية من سعر 7 جنيهات وحتى أغلى شيء فى المعرض سجادة حرير ب 72 ألف جنيه لذلك فإن زبون المعرض ليس من طبقة محددة أو شريحة لكن يجمعهم الذوق الرفيع وحب الاختلاف والجديد، مهما كانت قدرة الأسرة المصرية على الشراء، ستجد ما تشتريه من المعرض، فلا يوجد فى منتجاتنا أى شيء مستورد أو صينى كل واحد من صناعنا يستوحى أعماله من البيئة المحيطة به لدينا فى المعرض ثقافات مختلفة من محافظات مختلفة لدينا محافظاتالعريش وسيوة وجنوب سيناء والوادى الجديد والمنيا والأقصر والفيوم ودمياط وأسوان وأى جمعية يمكنها أن تشارك ولكن يجب إدراجها على جدول المركز كى نتمكن من محاسبتهم ماليا كل شهر عند بيع المنتجات ونعطيهم أموالهم يوجد 25 ألف أسرة تستفيد من المعرض نحن بهذا المعرض نسترجع الثقة بالمنتج المصرى ويكون لدينا صناعة راسخة وتشغيل أيدى عاملة وتأكيد لثقافتنا المصرية. • الجريد صناعة الجريد التى تشتهر بها قريه العجميين إحدى قرى مركز أبشواى محافظة الفيوم، يعمل 80% من سكان العجمين فى صناعة الجريد لفترة طويلة تركز مفهوم صناعة الجريد فى الأقفاص حتى قام مركز تحديث الصناعة بتقديم خدمات الدعم الفنى والتصميمات لتغيير هذا المفهوم وتطويره لتصنيع أشكال متنوعة أكثر كالشازلونج والترابيزات وحاملات الأكواب. سليمان أشار إلى أنه يوجد فى المعرض جزء للأطعمة به زيتون وزيت زيتون من سيوة وفى القريب سيكون هناك منتجات من البلح، فمعظم منتاجتنا الجيدة تكون للتصدير ولا يستفيد منها المصرى لذلك هدفنا استفادة المصريين بخير بلادهم نحن نقدم لهم قيمة مقابل المال ليس كل المنتجات من المصنعين لدينا منتجات من جمعيات، فلدينا جمعية رمانة وهى للمرأة المعيلة ولدينا منتجات للزبالين ومنتجات لذوى الإعاقة وهذا أيضا مهم فهى مسئولية اجتماعية يشارك فيها الجميع يوجد بعد اجتماعى وليس تجاريا، فالناس الأكثر احتياجا منتجاتهم تباع بشكل أكثر، أيضا الهلال الأحمر يشارك كل جمعية يمكنها أن تعرض وتشارك ويستفيد منها الناس وتستفيد هى بشكل مباشر. • عشوائية التخطيط سألته عن الجلود المصرية الموجودة بالمعرض التى أصبح من النادر رؤيتها فى السوق المصرية: قال منذ نقل المدابغ فى الروبيكى والناس ترفض الانتقال لها وتنهار صناعة ودباغة الجلود لدينا فى الإسكندرية وباب الشعرية، والمدابغ أماكن لصناعة الجلود لكنها صناعة ضعيفة والسوق لا تستوعبها، فالجلد عندما لا يكون مدبوغا جيدا لا يمكن صناعته، دباغة الجلود تنقسم لقسمين نوع يفتقد للتكنولوجيا الحديثة فيكون المنتج سيئا يصعب تصنعيه والجلد الجيد المدبوغ جيدا يتم تصديره. محمد أضاف: للأسف لدينا صناعات مصرية أصيله حاولت الحكومات المتعاقبة تطويرها، ولكنها فشلت لأنه لن يكون هناك تجمع صناعى بدون بنية تحتية. فمدينة مرغم فى الإسكندرية فشلت وكان من المفترض أن تكون مدينة لصناعة الجلود. وعن دور مركز تحديث الصناعة فى دعم الصناعات المنهارة قال: مركز تحديث الصناعة له حدود فهو يستطيع مساندة الصناعات القائمة لكن الصناعات التى دمرتها الحكومات السابقة بدعوى التطوير لا يستطيع المركز أن يقوم بدور المحليات ويطور بنيتها التحتية فنحن نعانى من عشوائية التخطيط سألته عن البائعين والموظفين فى المعرض وكيف تم اختيارهم فقال: عندما أخذنا المكان كانوا يريدون تحميلنا بموظفين عمرو أفندى لكن تمت التسوية معهم وأعلنا نحن عن وظائف CREATIVE EGYPT وتقدم لنا الكثير واخترنا من الشباب من له القدرة على التسويق والبيع ويمتلك المعلومة والثقافة، ليس بائعا عاديا ولكنه بائع يعرف تاريخ كل صناعة ويقدر قيمتها وأعطيناهم دورات تدريبيه أهمها تاريخ ونشأة مركز تحديث الصناعة ومن ناحية أخرى علمناهم مهارات البيع كيف يبيع شيئا حقيقيا ويعطى معلومة حقيقة ويبرز العلاقة الصحية بين المصنع وبين المكان وأن يعطى خلفية عن المكان ويعرف قيمته جيدا والإحساس بالمسئولية تجاه المعروضات. • مؤهلات عليا جميع البائعين من حملة المؤهلات العليا وعلى درجة كبيرة من الثقافة والإدراك لما يروجون لبيعه. جاسر أحد الشباب الذى يعمل فى قسم السجاد، منذ أول يوم عمل له فى المكان وقد اختار أن يتعامل مع السجاد فقد وقع فى غرام هذه الصنعة، جاسر يدرس آداب عبرى فى جامعة عين شمس, سألته عن كيفية معرفته للمكان والاستفادة من وجوده مع فريق العمل فقال: أعمل وأدرس فى نفس الوقت، وقد أحببت السجاد ووجدته من الصناعات العريقة ويأخذ وقتا كبيرا وجهدا فقطعة السجاد الواحدة تأخذ 9 شهور فى مقابل أن الماكينة تستطيع أن تنتج 40 سجادة فى اليوم، جاسر يحكى حكاية الكليم قائلا: اشتهرت مدينتى فوه بكفر الشيخ وواحة سيوة بفرش المساجد خلال عهد محمد على باشا واستخدامه كفرش للمنازل اليدوية والخيام حتى أصبح الآن تحفة فنية تزين حوائط المنازل. شيماء محمد خريجة بيزنس إدارة أعمال عرفت المكان من خلال أصدقائى وأنا أسكن قريبا من المكان أكثر ما شدنى هو أن كل المنتجات مصرية خالصة ومميزة ونحاول أن نوصل ذلك للناس كل هذه المنتجات بحثنا عنها وتم تدريبنا فى كل الأقسام الجاليرى وأدوات التجميل والأثاث، فنحن نرد على أى سؤال كيف تصنع وما هو وقت تصنيعها. إسلام على إبراهيم خريج تجارة 2007 يقول عرفت المكان عن طريق الفيس بوك وقد أعجبت بفكرة المكان بأن هناك صناعات يدوية مصرية ولم أكن أعرف أن هذه الأشياء الجميلة تصنع فى مصر زاد اهتمامى بهذه الأشياء عندما بدأت أعمل، أحببت المكان لذلك وجدت نفسى شغوف لمعرفة المزيد حتى أنى أشترى أشياء كثيرة لبيتى وأهادى بها أصدقائى، فالمكان هنا لا يحتاج من يقضى وقت ويمشى المكان يريد شباب تحب المكان رافضين للغزو الصينى فما زال لدينا منتجات مصرية عريقة. مريم ميلاد خريجة آداب إعلام مريم جاءت لتعمل فى منطقة الأطفال بالمعرض ولكن بعد فترة لم تجد نفسها مع الأطفال وجدت نفسها مع المصنوعات الفخارية ولوحات السيراميك، مريم تعرف جيدا أسماء الفنانين وأماكن صناعة كل قطعة وتعطيك تاريخها المضبوط وتقنعك بالشراء. تصف ريم الحلى بأنه تحويل الجماد إلى جمال وتنصح كل امرأة تزور المعرض أن تتجه لقسم الحلى لرؤية المصنوعات اليدوية المميزة. •