تزامنا مع أحداث التفجير في الإسكندرية من ناحية وتقسيم السودان من ناحية أخري تذكرت ما كتبه المفكر الفرنسي الكبير «روجيه جارودي» في كتابه «ملف إسرائيل : دراسة للصهيونية السياسية»، حيث نقل في الكتاب فقرات من مقال كانت قد نشرته مجلة «كيفونيم» الإسرائيلية في عدد 14 فبراير عام 1982، حول خطط إسرائيل لتفتيت الأمة العربية. المخطط الإسرائيلي يتحدث عن زرع الفتنة في مختلف البلاد العربية تمهيدا لتفتيتها من أجل إضعافها، ومن أجل أن تنشغل الكيانات العربية المفتتة بالتناحر فيما بينها ليزداد إضعاف الدول العربية المفتتة وتبقي إسرائيل هي الدولة القوية التي تفرض أجندتها وتحقق حلمها القديم في إقامة «إسرائيل الكبري». وبالفعل فإن ما يجري حاليا لتقسيم السودان بين الشمال والجنوب من ناحية، مع الترتيب للوصول إلي انفصال دارفور في مرحلة لاحقة هو تأكيد لهذا المخطط. وهل بعيد عنا ما جري من فتنة في العراق ليس فقط بين المسلمين والمسيحيين، وإنما أيضا بين السنة والشيعة، وكذلك ما يتعلق بمطالب الأكراد في الشمال كي تتآكل الأمة العربية من أطرافها، ويتواصل النزاع الداخلي بين بقاياها. بالطبع ليس بعيدا عنا مواصلة زرع الفتنة الطائفية في مصر وتغذيتها ثم تأجيجها وإلهاء الوطن عن قضايا التنمية وعن مختلف قضايا الأمة. نص الكلمات المتعلقة بمصر تؤكد علي مدي تربص إسرائيل بمصر حيث جاء في الوثيقة أن مصر مع النزاعات الداخلية لا تعد مشكلة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، ومن السهل أن نجعلها تعود خلال 24 ساعة إلي الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيو 1967 ، ماتت أسطورة مصر «زعيمة العالم العربي» مازال الكلام نقلا عن الوثيقة التي نشرتها المجلة الإسرائيلية وسجلها المفكر الكبير «جارودي» في كتابه حيث جاء فيها أيضا أن أهداف إسرائيل تتضمن تقسيم مصر. أما العراق فقد كان واضحا ما اتخذوه ضدها منذ ذلك الوقت فهو بحسب ما ورد بالنص: «العراق غنية بالبترول، وفريسة لصراعات داخلية، وسيكون تفككها بالنسبة لنا أهم من تحلل سوريا، لأن العراق يمثل علي الأجل القصير أخطر تهديد لإسرائيل». جاء في النص أيضا : كل نزاع داخلي عربي سيكون في صالحنا وسيساعد علي تفكك العرب.