طلت علينا ابنة الإسماعيلية ذات السادسة عشرة عاما، لتبهرنا بصوتها الجميل، الذى لفت انتباه الجميع.. فقد اخترقت قلوبنا منذ اللحظة الأولى التى وقفت فيها على خشبة مسرح «آربس جوت تالنت»، لتكشف لنا عن موهبتها ليس أمام بلدها بل أمام العالم العربى جميعا.. وعلى الرغم من صغر سنها فإنها كانت أول مشتركة فى البرنامج تحصل على الزر الذهبى من قبل لجنة التحكيم.. وخلال دقائق من صعودها على المسرح، كانت حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر وفيس بوك.. وأصبح لها جمهور «يشير» لها فيديوهاتها خلال فترة تواجدها فى البرنامج.. هذه هى ياسمينا ناصر الفتاة الصغيرة التى تنبأت لها لجنة التحكيم بمستقبل غنائى باهر والتى كان ل«صباح الخير» معها هذا الحوار. • متى اكتشفت موهبة الغناء؟ - لست أنا من اكتشفتها بل والدى.. فهو يغنى منذ الصغر.. فقد اكتسبت هذه الموهبة منه، فهو صوته جميل جدا.. ودائما يقول لى إنه يرى نفسه فىَّ. • كيف كانت أولى خطواتك على سلم الغناء؟ - كنت فى الحادية عشرة من عمرى.. كنت وقتها قد أنهيت امتحاناتى وحصلت على تقدير عال.. وأحب والدى أن يكافئنى، فسألنى قائلا: «ما المكافأة التى تريدينها»؟.. قلت له: «أريد أن أغنى». • وماذا حدث بعد ذلك؟ - أخذنى والدى على الفور إلى قصر الثقافة، وهناك قابلنا المايسترو محمود شلبى.. وعندما علم بسنى رفض أن يسمعنى، ولكن بعد إصرار من والدى.. سمعنى وأعجب كثيرا بصوتى.. وأخذنى ضمن فرقته، وعملت أول حفلة معه وغنيت أمام محافظ الإسماعيلية.. وبعدها ب15 يومًا حدثت مشاورات مع فرقة أخرى تريد أن تضمنى معها.. ولكن عندما رفض المايسترو، اشتكونى لأننى أقل من السن القانونية 18 سنة.. واضطررت أنى أمشى من القصر الثقافى.. ولكن لم ييأس أبى وقتها، فأخذنى فى اليوم التالى إلى الفنان أحمد إبراهيم وتناقش معه وحاول أن يقنعه بسنى لأن وقتها كان عمرى 11 سنة.. وبالفعل شكل لجنة من 5 أفراد وطلب منى أن أغنى.. وغنيت وقتها أكثر من 3 أغان لنجاة وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم.. وبعد انتهائى من الغناء طلب منى أن أغنى أغنية لم أكن أعرفها.. فقال لى سأغنيها مرة واحدة وقوليها بعدى.. وبالفعل تفاجأ بى عندما غنيتها بعده، وانبهرت وقتها اللجنة.. وكنت أصغر طفلة تغنى على مستوى الجمهورية.. وبعدها قررت أن انتقل إلى السلم الأهم فى مصر. • وما هو السلم الأهم فى حياة ياسمينا؟ - دار الأوبرا المصرية، وتشاء الأقدار وقتها أن المايسترو سليم سحاب نشر خبرا فى الجورنال أنه يريد مواهب فى كورال الأطفال.. فذهبت إليه على الفور، وطلبت منه أن يسمع صوتى.. فاندهش كثيرا وطلب منى أن أغنى بدون موسيقى، فغنيت له وأعجب كثيرا بصوتى، لدرجة أنه أخذنى مكان شخص آخر فى برنامجه الذى كان قد اختار أفراده.. وكان لدينا بروفة بعدها بيومين فى دار الأوبرا المصرية. • صفى لى شعورك بعد دخولك دار الأوبرا المصرية؟ - بفرحة تكاد أن تنطق من عينيها تقول: دخلت المسرح الكبير لوحدى ووقفت على خشبته وتخيلت نفسى أغنى عليه أمام الجمهور.. فرآنى المايسترو سليم وقال لي: «ماذا تفعلين هنا»؟.. أجبته قائلة: «نفسى أغنى على المسرح ده».. فقال لى «هذا المسرح يغنى عليه كبار الفنانين والمطربين، فهل تستطيعين الغناء على هذا المسرح؟».. فأجبته: «نعم».. فقال «ألن تخافي»، قاطعته قائلة: «لا».. وبعدها بعدة أيام وجدته يتصل بى تليفونيا ليذكرنى بالمسرح الذى كنت أقف عليه ويفاجئنى قائلا: «بأننى سأغنى عليه».. وبالفعل فقد افتتح بى الحفلة وكانت أغنية وطنية وأيضا أنهى بى بناء على طلب الجمهور.. وبعدها أخذنى معه فى أوبرا دمنهور وأوبرا إسكندرية فى كورال الأطفال.. وظللت معه إلى أن رشحنى لبرنامج «آربس جوت تالنت». • كيف اشتركتِ فى البرنامج؟ - فى البداية لم يكن الموضوع فى بالى بالمرة.. لأننى من الشخصيات التى تخاف من هذه النوعية من البرامج، وبالتالى لم أحب أن أتقدم لها بالمرة.. ولكن عندما رشحنى المايسترو لهذا البرنامج.. تقدمت دون أن أعرف الشروط القانونية للبرنامج.. ولأن سنى دائما كانت عقبة فى حياتى، كنت متأكدة أنهم سيرفضوننى.. لكن تم قبولى فى البرنامج وسافرت إلى لبنان للتحضير لتجارب الأداء. • هل سافرت بمفردك؟ - لا، أبى كان معى منذ اللحظة الأولى التى تقدمت فيها إلى البرنامج.. فكان بجانبى لحظة بلحظة يساندنى ويدعمنى. • ماذا عن هجوم أحلام عليك والتشكيك فى صوتك؟ - فى الحقيقة غضبت كثيرا عندما قالت هذا، لكن سرعان ما تمالكت نفسى وهدأت بعد أن كلمنى البرنامج، ليخبرنى أننى حصلت على أعلى نسبة مشاهدة فى الفيديوهات من خلال مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر واليوتيوب لتصل نسبة المشاهدة إلى 4 ملايين خلال يومين.. وبعدها فرحت أكثر عندما رأيت الفنانين الكبار مثل هانى شاكر وحلمى بكر ومذيعين كبار وشعراء مثل الشاعر جمال بخيت يدافعون عنى وعن صوتى. • هل ما حدث معك جعلك تندمين على دخولك ومشاركتك فى البرنامج؟ - لا، إطلاقا.. فأنا لا أندم على أى شيء لأن كله خير من عند الله.. وهذه خبرات ستصقلنى وسأستفيد بها فى المستقبل. • ماذا عن لجنة التحكيم؟ - لجنة التحكيم من أفضل الشخصيات التى تعاملت معها.. خصوصا أحمد حلمى فهو يترك علامة بداخلك من الصعب نسيانها.. فكان دائما يهدئنى عندما يرانى متوترة وخائفة.. نجوى كرم من أحن الشخصيات وأقربهم لقلبى.. على كان دائما يقول: إن صوتى حلو.. وناصر كان يشجعنى. • ما شعورك بعد وصولك للنهائيات؟ - فخورة جدا لمشاركتى فى برنامج كبير مثل هذا ووصولى لنهائياته، رغم عدم حصولى على اللقب. • من أول شخص «كلمتيه» بعد رجوعك مصر؟ - المايسترو سليم سحاب أول شخص كلمته.. وقال لى: «ياسمينا أنت لم تحتاجى إلى اللقب، لأنك فعلت ما يريد أن يفعله اللقب من اللحظة الأولى التى صعدت فيها على خشبة المسرح.. فكان المايسترو يكلمنى 24 ساعة خلال مشاركتى فى البرنامج كى يطمئن على ويشجعنى. • ماذا عن عروض شركات الإنتاج؟ - بالفعل لقد تلقيت عروض احتكار من بعض شركات الإنتاج، لكننى رفضت أن أمضى مع أى شركة غير عربية.. فأنا أريد أن أخرج من بلدى مصر لأغنى للعالم كله وليس العكس. • ماذا ستفعل ياسمينا بعد البرنامج؟ - سأشتغل كثيرا على نفسى كى أطور منها.. وسأكثر من تمرينات الصوت والبروفات.. وسأختار الأغانى بعناية شديدة. • ما أكثر المواقف الطريفة التى حدثت معك؟ - تضحك قائلة: قرأت على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، فتاة تقول: «والله ده حرام أمى صوتت ليسمينا وبتستخسر فيا أجرة التاكسى». • وعن والدها الذى كان يشاركنا الحوار، سألته قائلة: «ألم تخف على ابنتك من هذا المجال»؟ - كل مهنة لها مخاطرها، وفيها أيضا الحلو والسيئ.. لكن على الإنسان أن يكون مسلحًا بالقيم والمبادئ والتفكير الناضج كى يستطيع أن يواجه أى مشكلة فى أى مكان.. فمجال الفن مثل باقى المجالات.. وأى أب فى الدنيا سعادته أن يفعل لأبنائه ما يحبونه.. خاصة عندما يكون الأب مقتنعًا بموهبة ابنته.. فمن الطبيعى أن يزيل لها عقبات الطريق ويحقق لها أمنياتها.. وبصراحة شديدة الموضوع فى البداية بدأ معايا هزار.. لكنه تحول إلى حقيقة عندما رأيت حب الناس وتشجيعهم لى. •