يقول الكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير «كلما تعرفت على البشر أكثر كلما زاد حبى لكلابي» سأحكى لكم اليوم عن أحد أعز أصدقائى وهو «ماكس»، ماكس هو كلب من فصيلة الرويال بلاك ولف، كلب ترى كلابا مثله مع الشرطة ولكن فصيلة ماكس تتميز بلونها الأسود بالكامل، يتميز ماكس بحس أمنى عالٍ فوق الوصف مما جعله أحد أهم وأعز أصدقائى وذلك غير غريزة الوفاء التى فطره الله عليها مثل أقرانه وجرعات الحب المكثفة التى يمنحها لى وإحساسى بالدعم الذى يأتى من وجوده بجانبى فى أى موقف، أذكر أنه فى أحداث الثورة وخصوصا أيام اللجان الشعبية كنت مع بعض أصدقائى مثل عموم شعب مصر تحت بيوتنا، خاصة أننا نسكن فى القاهرة الجديدة حيث العديد من المبانى تحت الإنشاء مما يسمح باختباء أى شخص أو أى هارب فى هذه المبانى، المهم أنه فى تلك الأثناء كنت أطوف بماكس من أول شارعنا لآخره ذهابا وعودة مع بعض الأصدقاء وقابلت أحدهم يأتى من شارع مجاور ليخبرنى أنه يتجول أيضا مع بعض رفاقه وأثناء الحديث أخذ يلوح بيديه فى جمل مثل «روحنا هناك وجينا من هنا وعملنا كذا» وفجأة انتبه ماكس أثناء التلويح الكثير ونظر لصديقى هذا إلى أن قال صديقى «بص حتى أنا ماشى بإيه» وأخرج من جيبه مطواة صغيرة وفتحها، وعلى رأى المثل وعينك ما تشوف إلا النور قفز ماكس على صدر هذا المسكين وطرحه أرضا وأوشك أن يفتك به لولا أن رباطه كان فى يدى ظنا منه أن هذا الرجل يريد أن يؤذينى ويهاجمنى، ولأسباب مثل هذه يُعَد ماكس أحد أهم أصدقائى، يكفى أن أرى السعادة فى عينيه وأنا أمسك ب«الليش» الخاص به لأضع الطوق حول عنقه وأربط الليش بالطوق لأقوده هو يعلم حينها أننا خارجين نتفسح فيلتف حول نفسه ويقفز على صدرى ويجرى ويعود معلنا عن سعادته حتى أناديه فيجلس أمامى بأدب جَم حتى أتم ربطه ثم نخرج فنتمشى سويا حتى نصل لحديقة أو مكان غير مزدحم فأفك رباطه لنجرى سويا وننطلق وهو فى قمة سعادته وأنا فى قمة سعادتى ولا مانع من بعض الألعاب مثل أن أقذف له الكرة فيحضرها أو أن نحضر قطعة قماش ونتنافس على من يبقيها معه مثل شد الحبل فيشد بفمه وأشد بيدى حتى يكسب أحدنا ويعود بعد ذلك للمنزل ليتناول وجبته المفضلة من جوانح الدجاج ورقابها. ماكس كلب غير محب للحيوانات إلا من أصدقائه فقط من بنى جنسه مثل «سيزر وسيمبا وبرنسس وجوليا زوجته» مطاردا لكل أنواع الحيوانات الأخرى وقد يصل الأمر لقتل قطة أو فأر تسلل لمنطقة نفوذه والتى تتمثل فى بيتنا وبضع مترات فى الشارع أمام البيت إلا أنه وفى إحدى الفترات كانت أمى تربى بعض الدواجن فقفزت دجاجة من شباك الشقة التى وُضِع بها الدجاج لتسقط عند مكان جلوسه، طاردها ماكس وخرجت أنا من شقتنا على صوت صراخ الدجاجة وصوت ماكس يجرى وراءها اعتقدت أنى سأجدها جثة ألقيها فى القمامة إلا أننى وجدته قابعا على الأرض والدجاجة بين يديه لكى يمنعها من الهرب وحينما مددت يدى لألتقطها لم يمانع. تعجبت كثيرا من علمه الفرق بين ما هو ملكى فيحرسه وبين ماهو غريب فيفترسه على الرغم من أنه لم ير أمى تطعم هذا الدجاج أبدا لاختلاف مكانه عن الدجاج ولكن ربما أدرك أنه فى البيت من صوت كأكأته المشهورة ولهذه الأسباب وأكثر أنا أحب ماكس وأُقَدر قول شكسبير «كلما تعرفت على البشر أكثر كلما زاد حبى لكلابى».•