لم تكن تتوقع الدكتورة رغدة الإبراشى الأستاذة بالجامعة الأمريكية ومؤسسة جمعية «علشانك يا بلدي» عام 2002 كأحد الأندية الطلابية بها ، أن يتحول الحلم لأن تصبح «علشانك يا بلدي»، واحدة من أكبر الأنشطة الطلابية فى مصر التى بدأت وتدار بواسطة الطلبة من أربعة عشر فرعا موزعة على الجامعات المصرية، منها ثمانية فى القاهرة وحدها، فكرة الجمعية التى تحولت مؤخرا إلى منظمة خدمية غير حكومية وغير هادفة للربح، هى إحداث التنمية المستدامة فى المناطق العشوائية عن طريق معالجة الفقر بها بطرق مختلفة تقضى من خلالها على الفقر نهائيا، فالتبرعات والإعانات الشهرية وسائل ليست فى قاموس علشانك يا بلدى، لأنها من وجهة نظر القائمين عليها تبقى الفقير فقيرا مدى الحياة. الفكرة يتم تنفيذها بمنتهى التنظيم، حيث تتحمل كل جامعة من الجامعات التى يوجد بها فرع لجمعية عشانك يا بلدى مسئولية منطقة عشوائية مختلفة فى مصر، تتحمل علشانك يا بلدى- جامعة عين شمس مسئولية منطقة «عزبة أبو قرن» منذ عام 2004 بينما تعمل الجامعة الألمانية على تطوير منطقة المطرية. شياخة القلاية الموجودة بحى بولاق من اختصاص الأكاديمية البحرية منذ أكثر من خمس سنوات، أما شياخة الأرمنطى الموجودة بنفس الحى فيعمل على تطويرها فريق جامعة حلوان. التنمية المستدامة تعنى أن يعيش هؤلاء الشباب الذين يقدرون بالآلاف فى المنطقة التى ينوون تطويرها لوقت طويل، حتى يتعرفوا على احتياجات أهلها ومتطلباتهم. محو أمية الأبوين، وظيفة أو حرفة تدر دخلاً ثابتًا على الأسرة، وتعليم الأطفال وتحسين سلوكياتهم، هذه هى المحاور الأساسية التى يعمل عليها كل فريق فى منطقته، حيث نجحوا فى تطبيقها على مئات الأسر التى خرجت بذلك من دائرة الفقر، لتبنى وتنتج وتربى أطفالها تربية حسنة. أم محمود من شياخة الأرمنطى تجيد الخياطة، وفرت لها الجمعية ماكينة خياطة وقماشًا لتبدأ مشروعها، كل ذلك بنظام القرض الحسن حيث يتم تسديد قيمة تلك المساعدات بالتقسيط المريح على دفعات بعد دوران عجلة الإنتاج، حتى تتمكن الجمعية من مساعدة عدد أكبر من الأسر. مصطفى الذى تم محو أميته من قبل شباب جامعة حلوان فى شقة أهداها أهالى المنطقة لشباب عشانك يا بلدى، تم تقسيمها لفصول محو أمية للسيدات والرجال، بالإضافة إلى فصول تقوية للأطفال، مما يعكس مدى ثقة الأهالى فى هؤلاء الشباب. •