أنا عن نفسى ماعنديش مشاكل إنى أتجوز بنت مريضة بالتهاب الكبدى الوبائى «ج»؛ مش يمكن أموت قبلها!.. «لا مانع عندى فلننعزل سويا عن العالم كله ولنموت سويا».. كلها عبارات رددها شباب وفتيات يحركهم عنفوان عمرهم وثورة نفوسهم اعترفوا بكل جرأة: «نعم نقبل أن نموت حبا وعشقا.. ليس حبا فى الموت وإنما عشقا لمن اختاروا أن يموتوا بجواره سواء كانت فتاة مريضة بفيروس سى أو شاب يعانى نفس المرض.. ترى هل هم يعيشون الحلم الوردى أم أنهم لم يصطدموا بعد بمرارة الواقع المعاش..!! عادة ما ينتشر فيروس الالتهاب الكبدى 3 عند دخول دم شخص مصاب بالمرض إلى جسم آخر عرضة للإصابة، وهو من بين أكثر الفيروسات شيوعا التى تصيب الكبد.
ويُصاب سنويا ما يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص بعدوى فيروس الالتهاب الكبدى 3 منهم 150 ألف شخص يصابون بعدوى المرض المزمنة ويكونون عرضة لخطر الإصابة بتليّف و/ أو سرطان الكبد. ويموت سنويا أكثر من 000 350 آخرين من جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب.
وتتراوح فترة حضانة الالتهاب الكبدى 3 بين أسبوعين اثنين و6 أشهر. ولا تظهر على 80٪ تقريبا ممّن يصابون بعدوى المرض الأولية أية أعراض، فى حين قد تظهر على المصابين بعدوى المرض الحادة أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والتقيؤ وآلام فى البطن والبول الداكن اللون والبراز الرمادى اللون وآلام فى المفاصل واليرقان (إصفرار الجلد وبياض العينين).
سألنا فتيات وشبابا فى عمر الزهور هل توافق أن تتجوز من مريض بفيروس سى؟! وكانت تلك إجاباتهم.
∎ مهما يكون
«لو قرارى أنا لوحدى مش هاسيبه؛» هكذا انطلقت بدون تفكير ميرنا يوثام (19 عاما) طالبة بكلية إدارة الأعمال بإحدى الجامعات الخاصة وتكمل: «لو كان الأمر فى يد والدىّ لجعلونى أترك حبيبى إذا اكتشفنا مرضه بفيروس سى ولكن إذا كان القرار قرارى أنا؛ فلن أتخلى عنه ولن أتركه.. فسألتها: «وإذا كنت معرضة بنسبة 001٪ للعدوى بالمرض بعد الزواج ما رأيك؟! فأجابتنى قائلة: «ماعنديش مانع اتعدى!! فقلت لها: «حتى إذا كانت تلك العدوى قد تودى بحياتكما؟!» فقالت: «وماله نموت مع بعض.. امال أسيبه يموت لوحده!! نعيش الألم مع بعض لأننى لو تركته سيكون ألمه أصعب بكثير..!! فقلت لها: «حتى إذا عرفتى أن آلام هذا المرض مبرحة وإنه فى حالة تدهور الحالة يتم عزل المريض فى غرفة بمفرده ؟! فردت بدون تفكير: «لا مانع عندى فلننعزل سويا عن العالم كله و لنموت سويا».
∎ ضمان عمر
أما ليديا فخرى (19 عاما) طالبة بكلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة فتقول: «لو عرفت أن حبيبى مريض بالفيروس سى سأتركه فورا.. اتجوز أنا ليه واحد قدامه كم سنة ويموت؟!
ايه اللى يربطنى بواحد مش ضامنة عمره؟! أنا مش عايزة أكمل حياتى لوحدى.. فسألتها: «هو أنت ضامنة عمرك؟!».. فأجابتنى: «لا؛ و لكن أحب أن أبدأ حياتى بلا مشاكل أو ضغوطات.. وأعتقد أن الحب نفسه سيموت لأننى لا أقبل الخداع أو المفاجأة بحقيقة مثل هذه».
∎ بنت تستحق
أما مدثر الجوهرى 21 عاما طالب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة فله وجهة نظر أخرى فيقول: «لو البنت اللى بحبها طلعت مريضة بفيروس سى وهى فعلا تستحق التضحية؛ لو هى الشخصية اللى بتيجى مرة واحدة فى الحياة مش هاسيبها.. أهو نعيش لنا يومين حلوين و رزقنا على الله.. وحسب علمى أن هناك حالات تشفى من هذا المرض.. كل ما يهمنى هو أن أعيش حياة سعيدة مع حبيبتى وأتمنى لو أرزق بطفل منها وحتى لو قدر الله أن يتوفاها سأظل مخلصا لها وسأعيش على ذكراها وسأربى ابننا.. لابد أن أكون إنسانا.. «مش لازم الواحد يبقى حيوان فى تعامله... وفى النهاية الله غالب على أمره.
∎ التهلكة
محمد صلاح (22 عاما) طبيب صيدلى ينظر لهذه القضية من منظور آخر فيقول: «من جميع وجهات النظر الدينية والطبية والأخلاقية لن أوافق على الاستمرار أو الزواج من فتاة تعانى من هذا المرض إعمالا بقول الله تعالى «لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». فالنفس البشرية أمانة بين أيدينا ولابد من الحفاظ عليها كما أوصانا الله.
«سأوافق قطعا لأن البلاء من عند الله»؛ ثريا الجندى (24 عاما) تعمل سكرتيرة بإحدى المؤسسات الخاصة وتضيف: «لوكان حبيبى أو لو كان عريسا وتقدم لخطبتى وحدث بيننا القبول والارتياح وبعدها صارحنى بحقيقة مرضه فلن أتركه بل سأوافق على الاستمرار معه بل سأصبره على مرضه فهو لم يختر أن يكون مريضا ثم إن ربنا سيحاسبنى عليه لذلك سأراعى الله فيه طمعا فى أن يجازينى الله خيرا. فلن أتعامل مع حبيبى من منطلق الشفقة ولكن سأعامله بما يرضى الله.. ولن أغير معاملتى معه مهما طال الزمان.
محمد عبدالنبى (28 عاما) مونتير بإحدى القنوات الفضائية: «أنا عن نفسى ماعنديش مشاكل أنى أتجوز بنت مريضة بالتهاب الكبد الوبائى «ج»؛ مش يمكن أموت قبلها!!.. وبعدين فيه طرق كثيرة للوقاية من المرض.. طول لما الواحد بيحب بيضحى بعمره عشان اللى بيحبه... وأنا قادر على أن أجعل حياتها بلا ألم أو مرض وستحيا سعيدة حتى يكرمها الله بالشفاء.
بينما حمادة حسن (23 عاما) خريج كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة يرى: «من الممكن أن أتزوج من فتاة قد يصيبها مرض ما أو تعانى من العقم وأنا من الأشخاص التى تحب الأطفال وتحرص على وجود الأولاد فى الحياة وفى حالة اكتشافى عقمها ساعتها ستستحيل الحياة بيننا ومن الوارد أن ننفصل أو.. لكن إذا تزوجت من فتاة وأنا أعرف مسبقا بحقيقة مرضها سأستمر معها بل سأدعمها فى العلاج بل أكثر من ذلك سأشعرها بأننى أنا المريض.. ليس فى ذلك نوع من الشفقة ولكن من شدة حبى لها سأجعلها تنسى مرضها... وبعدين أنا أرى أن الإنسان الندل هو الذى يترك حبيبته وقت مرضها.
أما مى رضوان (92 عاما) فتقول: «أنا بالفعل رفضت عريسا لأن والدته كانت مريضة بفيروس سى وكنت أخشى فى قرارة نفسى أن يكون ابنها يكون قد نقلت إليه العدوى حيث إنه هو من كان يخدمها ويسهر على راحتها ويحقنها بحقن الإنترفيرون.. فأصبح لدى هاجس أن يكون قد حدث نوع من التلوث وأصيب بالمرض.
يقول أستاذ دكتور مدحت خليل أستاذ أمراض الكبد: «من بين الفيروسات الكبدية تأكد فقط انتقال فيروس B أثناء العلاقة الحميمة لأن فيروسC احتمالات انتقاله ضعيفة جدا لا تتعدى 2 أو 3٪ وإجمالا لا يتم انتقال فيروس سى عبر التقبيل العادى أو المصافحة.
وأنا أنصح بأن تبدأ الوقاية قبل الزواج وأن يقوم الزوجان بإجراء فحوصات ما قبل الزواج وتشمل تحليلات خاصة بفيروساتC h B والإيدز ويجب أن يكون هناك مصارحة تامة فلا يجوز أن يكون أحد الزوجين مريضا بفيروس سى ولا يصارح الطرف الآخر.. أما فى حالة ثبوت إصابة أحد الزوجين بفيروس سى بعد الزواج لابد من اتباع بعض الاحتياطات أولا غسل اليدين جيدا وتجنب الدم وعدم استخدام الأدوات المشتركة مثل فرشاة الأسنان وماكينة الحلاقة لأنه قد ينتج عن استخدامها دماء بل يجب وضع تلك الأدوات فى محلول مطهر.. ولتجنب الإصابة أثناء العلاقة الحميمة يجب اتباع ما يطلق عليه الجنس الآمن أى ممارسة الجنس بعد يوم واحد من انتهاء الدورة الشهرية لدى السيدة المصابة بفيروس سى لأنه أحيانا يكون هناك بقايا دم أو جروح بسيطة بعد انتهاء الطمس وبالنسبة للزوج يمكنه استخدام الواقى الذكرى أثناء الجماع.
ويضيف دكتور مدحت خليل قائلا: «يمكن انتقال الفيروس ٓ إلى الجنين من خلال المشيمة ودم المشيمة ويمكن كذلك الانتقال أثناء نزول دم الولادة ولذلك إذا كانت الأم تعانى من فيروس بى وثبت أن هذا الفيروس نشط أثناء الولادة.. يفضل أن تضع طفلها عن طريق الولادة القيصرية وبعد الولادة مباشرة يجب أن يكون الطبيب قد أحضر مصلا مضادا لفيروس بى يحقنه للطفل خلال أول ساعتين ويجب التطعيم ضد فيروس بى خلال 12 ساعة.. أما بالنسبة لفيروس سى فهو لا ينتقل إلا من خلال مرور الجنين من خلال قناة الولادة ويفضل أيضا أن يتم توليد الأم قيصريا.. فميزة فيروس بى أن لدينا أجساما مضادة له تقى الطفل من العدوى أما فيروس سى فليس له لا مصل أو تطعيم ومن هنا تكمن الخطورة.