بوتين: محطة الضبعة النووية تلبي احتياجات الاقتصاد المصري المتنامي    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    لن نبكي على ضعف الدولار    الزراعة: أكثر من مليون شتلة فراولة تم تصديرها خلال أكتوبر    محافظ الجيزة يتفقد مشروعات تطوير الطرق.. ويؤكد: تحسين كفاءة المحاور أولوية    وزير الزراعة يعقد اجتماعاً موسعاً لمديري المديريات ومسئولي حماية الأراضي بالمحافظات    البيئة تنظم مؤتمر الصناعة الخضراء الأحد المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على مشروع قانون للإفراج عن ملفات إبستين    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    تأهل منتخبا 3×3 إلى نصف نهائي دورة ألعاب التضامن الإسلامي    دوري أبطال إفريقيا.. 30 ألف متفرج في مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    محافظ قنا يكرم مسعفا وسائقا أعادا 115 ألف جنيه وهاتف لصاحبهما    حسين فهمى يكرم محمد قبلاوي.. والمخرج يهدى التكريم لأطفال غزة    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد الجوية تحذر من تغير حالة الطقس    سرايا القدس تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعبوة ناسفة في جنين    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    تامر حسني يكشف تفاصيل أزمته الصحية بعد خضوعه لجراحة دقيقة في ألمانيا    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    هيئة الرعاية الصحية تُطلق عيادة متخصصة لأمراض الكُلى للأطفال بمركز 30 يونيو الدولي    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    الصحة: 5 مستشفيات تحصل على الاعتماد الدولي في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    بسبب تراجع الانتاج المحلى…ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم بالأسواق والكيلو يتجاوز ال 500 جنيه    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية التي تستخدمها القوات الأوكرانية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرخة احتجاج: مأساة طالب طب قصر العيني

(مش هنعيش خايفين على الدرجة مش عايزين درجاتنا تذل مش هنسيب حقنا من تانى خدوا درجاتى وأنا هفضل حر) كانت تلك الكلمات بمثابة الوقود الذى أشعل الثورة داخل طلاب كلية طب قصر العينى، تلك الكلية الهادئة التى لم نسمع فيها بوجود أى تظاهرات أو وقفات احتجاجية، حتى فاض الكيل وقرر الطلاب الوقوف أمام تردى الأوضاع والفساد والمحسوبيات والظلم الذى مر عليه ثورتان وبقى هو على حاله. هذه الوقفات الاحتجاجية من أجل كرامة طالب الطب الذى تنتهك حقوقه ويرى الظلم أمام عينيه والمطلوب منه بعد ذلك أن يعالج المرضى بمهنية وضمير، فى السطور التالية، وعلى لسان الطلبة أنفسهم نتعرف على أبرز مطالب الطلاب الذين ثاروا من أجلها.
∎ القشة التى قصمت ظهر البعير

واقعة حدثت منذ أسبوع داخل أحد مدرجات كلية طب قصر العينى كانت بمثابة نقطة تحول فى طريقة التعامل داخل الكلية ما بين الطلبة والأساتذة، والقصة باختصار حدثت فى محاضرة د.سحر العوامرى التى أصرت أن تقحم السياسة داخل المحاضرة، رغم أن طلبة طب - كما وصفوا أنفسهم - لا وقت لديهم للنقاشات السياسية نظرا لصعوبة المناهج لديهم، فلا حراك سياسى يذكر داخل الكلية، ولا خلاف بين الطلبة الإخوان وغير الإخوان فالامتحانات المتلاحقة النظرية والشفهية والعملية تدخل الطالب فى دوامة تجبره على خلع انتمائه الحزبى على باب الكلية، وعلى الرغم من كل ذلك أصرت الأستاذة على الحديث فى السياسة لوقت طويل داخل المحاضرة مما استفز الطلاب ودفع أحدهم إلى الاستئذان منها للعودة إلى موضوع المحاضرة الأصلى، فانهالت بالصراخ والسب على الطالب ظنا منها أنه ينتمى إلى فصيل بعينه، مما دفع الطلاب إلى الخروج من المحاضرة واحداً تلو الآخر رافضين إهانة زميلهم.

∎ يوم الغضب الطلابى

سؤال فكر فيه مجموعة من طلبة طب وبعيدا عن اتحاد الطلاب، وتزامنا مع الموقف سابق الذكر وهو: لماذا نحن صامتون عن حقوقنا المسلوبة، وسرعان ما لاقت الفكرة رواجا كبيرا بين الطلاب الذين أعلنوا حماسهم للاعتراض بوقفة احتجاجية أمام مبنى إدارة الكلية وهو ماحدث بالفعل، توجهت لصاحب الفكرة أحمد ممدوح الطالب بالفرقة الخامسة وعضو اتحاد الطلاب، ولكنه فى كل كلمة يؤكد أن تفكيره فى تلك الفكرة جاءت من خلال كونه طالبا متضررا مما يحدث داخل الكلية، وليس كونه أحد أعضاء اتحاد الطلبة، لدرجة أنه فكر فى الاستقالة من الاتحاد حتى لا يتسبب فى الحرج له ويحسب موقفه هذا على أنه موقف رسمى للاتحاد لكن استقالته قوبلت بالرفض، وعن الحقوق المهدرة لهم داخل الكلية يقول، أهم رسالة يجب أن تصل للجميع أن كرامة طالب طب قصر العينى خط أحمر، والموقف الأخير رغم أنه هو المحرك للأحداث لكنه ليس الأول، حيث إن رنة هاتف محمول لطالب سهوا كفيلة بأن تسمح للأستاذ بإهانته وطرده من المدرج، وهذا مالم نعد نقبله، لذلك طالبنا فى وقفتنا بسن قانون يقضى بمحاسبة عضو هيئة التدريس والتحقيق معه داخل الجامعة إذا ماثبت تعرضه للطلاب، وهو ما وعدنا به العميد د.حسين خيرى، حيث وعدنا بتحويل د.سحر العوامرى للتحقيق وتوقيفها عن التدريس وإعطاء المحاضرات لحين الانتهاء من التحقيقات، وعن المطالب الأخرى التى عرضها الطلبة على الإدارة يقول: من أهم المطالب التى طالبنا بها هى وضع معايير للامتحانات، حيث تأتى لنا امتحانات من خارج المنهج ومن دول أخرى، فبعض الامتحانات تأتى من كليات طب فى الهند، وبعض الأسئلة تأتى من كوريا!.

∎ توزيع الدرجات والعدالة الغائبة

ظاهرة تكاد تصل إلى قاعدة وهى أن الأول على الدفعة غالبا ما يكون ابنا لأحد الأساتذة بالكلية، ويرجع ذلك لنظام (الكوسة) المعمول به فى امتحانات الشفوى وامتحانات العملى، كما يقول أحمد ممدوح، ويكمل: الكوسة ليست فقط لأبناء الأساتذة، فالدرجة فى الغالب توضع حسب مزاج الأستاذ، ويحكى أحمد ممدوح عن أحد الامتحانات الشفوية التى علم فيها موقف الدكتور من الإخوان ومدى كرهه لهم فدخل وعرف نفسه له بأنه أحد شباب تمرد فما كان من الأستاذ إلا أن قال له (قوم يا ابنى مش همتحنك أنت خدت الدرجة كاملة)، وغير ذلك من المواقف مع العديد من الطلاب مما يدل على غياب العدالة فى توزيع الدرجات، مما دفعه إلى تقديم ورقة إلى وكيلة الكلية لشئون الطلاب د.أمينة برهامى بها أسماء الأساتذة الذين تجاوزوا فى الامتحانات الشفوية ولكن دون جدوى، ورغم ذلك فقد أخذنا وعدا أثناء الوقفة الاحتجاجية بتطبيق نظام الكروت العشوائية التى يسحبها الطالب ويجيب عن أسئلتها دون سواها وتوضع على أساس الدرجة، كما لدينا مشكلة أخرى مع الكنترول الذى يتأخر كثيرا فى إعلان النتائج، فمثلا نتيجة نهاية العام الدراسى الماضى ظهرت منذ أيام، وهناك طلبة ظلوا طوال شهر ونصف مضى لايعرفون فى أى عام دراسى يحضرون محاضراتهم لأنهم لايعرفون ما إذا كانوا قد نجحوا أم رسبوا، وحدث بالفعل لطالب حضر كل الفترة الماضية محاضرات الفرقة الخامسة لتظهر النتيجة منذ أيام ويكتشف أنه لا زال فى الفرقة الرابعة!، وأن لديه امتحان ميد تيرم بعد أيام، وليست تلك هى المشكلة الوحيدة الناجمة عن تأخر ظهور النتيجة فقد تسبب ذلك أيضا فى تأخير تسكين الطلاب بالمدن الجامعية التى تعتمد على التقدير الأعلى فى التسكين، وبما أن طلبة طب ظلوا لا يعرفون نتيجتهم لمدة أربعين يوما بعد الدراسة لم يستطيعوا السكن مع زملائهم من بداية العام، لذا كان مطلبنا فى تلك النقطة بالتحديد هو تحديد ميعاد ظهور النتيجة بعد ثلاثة أسابيع من إتمام الامتحانات، وبحد أقصى عشرة أيام لامتحانات الدور الثانى، كما طالبنا بظهور النتيجة مفصلة، موضح بها درجات العملى والنظرى كل على حدى، لأن اللعب فى الدرجات يحدث بشكل كبير فى الشفوى وقد يرسب الطالب فى المادة على درجة واحدة، مما يدل على فشل منظومة الكنترول أن هناك ثمانية طلاب هذا العام ظهرت نتيجتهم بالرسوب وامتحنوا دور ثانى فى مواد الرسوب ثم اعتذرت لهم إدارة الكلية لأنهم كانوا ناجحين فى الدور الأول!، أما قصة التظلمات فلم نر أبدا طوال سنين دراستنا طالب قدم تظلما وقبل وعاد به حقه، فهو للأسف إجراء روتينى لا طائل منه.

∎ لجان تعرض المشاكل

وبسؤالى له حول ما إذا كانت تلك المطالب مشتركة ما بين الدفعات أم أن هناك مطالب خاصة لكل دفعة يقول، بالطبع كل فرقة لها مشاكلها الخاصة بها بالإضافة إلى تلك المشاكل العامة السالفة الذكر، مما دفعنا لتكوين لجنة يمثل بها الطلبة من كل الفرق تعرض مشاكلها على إدارة الجامعة، ومن أبرز تلك المشاكل الخاصة بالفرقة الأولى على سبيل المثال أن السيكشن الواحد يكون به أكثر من مائة طالب، وأن الجثة التى يشرح عليها الدكتور يقف عليها أكثر من خمسة وسبعين طالباً، وهو عدد مهول لا يمكن من خلاله أن تصل المعلومة لكل الطلاب، أما سنين النقل وهى السنة الثانية والثالثة والرابعة فهناك مشكلة كبيرة فى اللائحة الطلابية فيما يتعلق بها، حيث إن درجة واحدة فى مادة واحدة كفيلة بأن تجعل الطالب يعيد السنة بأكملها، حيث لا تقبل اللائحة أن يصعد الطالب للفرقة الأعلى حاملا مادة تخلف معه، هو ما دفعنا للمطالبة بطلب تعديل اللائحة الطلابية، أما أبرز مشكلة تواجه الفرقة الخامسة وبالتحديد فى قسم النساء، أن دكتور واحد هو من يضع الامتحان منذ سبع سنوات رغم أنه ليس رئيس القسم وهو د.جمال عبدالسميع، وهو صاحب امتحانات كوريا والهند، وكل سنة نقدم شكوى بلا جدوى.

∎ سيطرة على الدعم الأكاديمى

وهناك وقفة نظمت بهدف تحسين الأوضاع للطلبة داخل الكلية و«م.ج» هو أحد الطلاب الداعين لهذه الوقفة ويقول: من أبرز النقاط التى دعتنى لهذه الوقفة هو رغبة الكلية فى السيطرة على الدعم الأكاديمى بشكل غريب، والدعم الأكاديمى هو ما يقف فى وجه الدروس الخصوصية غالية الثمن، حيث إن الأستاذ يتطوع بإعطاء محاضرة مجانا داخل مدرجات الكلية فى غير أوقاتها الرسمية لمدة ساعة أو ساعة ونص على الأكثر، وطبعا نسبة حضور محاضرات الدعم تتوقف فقط على جودة شرح الأستاذ فلا يوجد غياب أو حضور يجبر الطالب، لذلك تجد محاضرات مزدحمة جدا ومحاضرات أخرى لم يحضر أحد، مما دفع مجالس الأقسام داخل الكلية للتدخل فى ذلك الأمر، بأن يشترط أن يوافق على الأستاذ الذى سيعطى للطلاب محاضرة الدعم الأكاديمى، هذه القيود ضرتنا كثيرا وحرمتنا من شرح أساتذة كانوا يمثل فائدة كبيرة لنا، لكن إدارة الكلية رفضت أن تضغط فى هذا الاتجاه ووعدتنا بعد الوقفة الاحتجاجية بالتدخل عن طريق تزكية بعض الأساتذة.

∎ لجان خاصة لأبناء الأساتذة

هذا ما يؤكد عليه م.ج حيث يقول، الطبيعى أن تكون لجنة الطالب فى الشفوى حسب التسلسل الأبجدى، إلا أن هناك لجنة لا تتبع لأى تسلسل فهى خليط من لجان أخرى لكن القاسم المشترك الوحيد أنهم جميعا (أبناء دكاترة) أى أن حصولهم على درجات الشفوى كاملة أمر مفروغ منه، والفساد ليس خاصاً بهذه النقطة فقط، فكشوف اللجان تعلن قبلها بفترة ومن الممكن أن نجد أستاذا يطلب أن يمتحن لجنة بعينها وهو من المفترض أمر مخالف للقانون، وحتى فكرة الكروت العشوائية التى تنوى تنفيذها الإدارة غير مأمونة، فالكارت لايراه الطالب، ويؤكد م.ج الذى تفرق النصف درجة فى مصير حياته ككل كونه أحد الأوائل أنه حزين على ما وصلت إليه الكلية من محسوبية وواسطة، لكنه يشعر أن الأمل موجود عندما يرى ابنة الدكتور أحمد عبدالرحمن الطالبة بكلية طب قصر العينى والذى لا يتدخل لتحسين درجاتها والدها الأستاذ بنفس الكلية، فدرجات الفتاة درجات عادية تشابه أغلب طلاب الدفعة والدكتور نموذج يحتذى به فى العدل.

∎ الكلية جزيرة منعزلة

(الصحافة لاتدخل فى شىء إلا أفسدته) هذا هو ملخص رأى د.أمينة برهامى وكيل الكلية لشئون الطلاب، التى أجابتنى به عندما طلبت منها الرد على ماجاء على لسان الطلاب فى وقفتهم الإحتجاجية، فهى ترى فى متابعة الإعلام لمشكلات ومطالب الطلبة رغبة فى تشوية سمعة قصر العينى!، ولكنها اكتفت بالتعليق على أن ما نشر فى السابق من أخبار عن ثورة طلاب طب هو أمر عار عن الصحة، وفى نفس الوقت رفضت أن توضح ماهو الوضع الصحيح من وجهة نظرها، وبما أنه قد تعذر التواصل مع د.حسين خيرى عميد كلية طب قصر العينى نظرا لتعرضه لوعكة صحية، فبذلك تكون د.أمينة برفضها التواصل مع الإعلام ورغبتها فى فصل كلية طب قصر العينى فى جزيرة منعزلة قد قطعت الطريق على المهنية الصحفية التى تقتضى ذكر الرأى والرأى الآخر.

∎ مستقبل النشاط الطلابى غامض

إدارة ضعيفة أسوأ مائة مرة من إدارة فاسدة بهذه الجملة بدأ محمد رضوان حواره معى، ومحمد عضو أسرة «كلمتنا» إحدى الأسر الطلابية النشيطة فى كلية طب قصر العينى، وهى الأسرة التى ألغت لها فى اللحظات الأخيرة إدارة الكلية ندوة كان مزمعاً عقدها يوم الأربعاء الماضى، حيث يرى محمد أن ما قامت به إدارة الكلية من إلغاء مفاجئ للندوة التى سبق الحصول لها على جميع الموافقات اللازمة متضمنا ذلك أسماء المدعوين أمر يعد تعدياً سافراً على حرية الطالب فى ممارسة النشاط الطلابى، وقد جاء الاعتراض قبل ساعات من بدء الندوة وكان سببه اسم أحد المدعوين الذى له صلة قرابة بشيخ معروف بآرائه المناهضة للنظام الحالى، واعتراضنا ليس سببه عدم انعقاد الندوة فى موعدها بقدر ما هو بسبب تراجع الكلية فى موافقتها بسبب ضغوطات مورست عليها من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس كما صرح العميد بذلك، مما يعنى أن النشاط الطلابى فى الكلية سيخضع للضغوطات والأهواء وسيتم التدخل فى حرية الطلاب فى ممارسة ما يرغبون من أنشطة رغم سلوكهم المسلك المتعارف عليه فى الاستئذان لعمل تلك الأنشطة، وعن الإجراءات التى تمت من قبل أسرة كلمتنا ومن اتحاد طلاب طب قصر العينى اعتراضا على ذلك يقول، قمنا بإصدار بيان وضحنا فيه موقف الطلبة من هذا التدخل، كما سنعقد خلال أيام اجتماع جمعية عمومية للأسر وأعضاء اتحاد الطلاب لبحث الطريقة المثلى للوقف حيال هذا التدخل، علما بأننا كأسرة كلمتنا قد أصدرنا بيانا من قبل نعلن فيه موافقتنا الكاملة على ما جاء على لسان الطلاب فى الوقفة الاحتجاجية التى قاموا بها، وتدعيمنا الكامل لكل الخطوات التصعيدية التى ينون القيام بها من أجل الحصول على حقوقنا الضائعة.

∎ فساد مرضى عنه

الأساتذة المتضامنون مع مطالب الطلاب بشكل صريح عددهم لا يتخطى أصابع اليد الواحدة، دكتور أحمد عبدالرحمن أحدهم، وهو أستاذ علم الأدوية بكلية طب قصر العينى، الذى يرى أن جميع مطالب الطلاب هى مطالب مشروعة، حيث يقول: هناك أخطاء كبيرة ترتكب فى حق الطلاب داخل الكلية، وخلافهم مع د. سحر داخل المحاضرة يمكننا أن نصفه بقول (رب ضارة نافعة)، حيث جعل الطلاب يفيقون ويدركون أن لهم حقوقا مسلوبة لابد من اقتناصها، مشيرا إلى أن الكلية كان لزاما عليها أن تقوم بكل تلك المطالب ولا تنتظر وقفات احتجاجية أو ثورات من الطلاب، وأن عدولها عن ذلك يعد تقصيراً من قبل الإدارة فى حق الطلاب ويعترض د.أحمد على تسمية «الواسطة» فى الامتحانات الشفوية يقول: التسمية المناسبة له هو فساد مرضى عنه من قبل الإدارة، فقد أصبح أخذ الطلاب المتوصى عليهم من لجانهم لعمل لجنة خاصة لهم (عينى عينك) وأصبحت السكرتارية تذهب تسأل الأساتذة عن أى شخص يريدون أن يوصوا عليه على مرأى ومسمع من الجميع، وكأن الأمر طبيعى وعادى، وفى الحقيقة فإن التوريث فى كلية الطب معروف تاريخيا، ولكنه لم يكن بتلك الفجاجة، فلقد تغير النظام فى الكلية إلى حساب الدرجات بشكل تراكمى، وليس على آخر عامين كما كان فى السابق، وكان يقصد بذلك إعطاء الطالب المجتهد الذى تعثر فى آخر عام فرصة بحساب تقديره التراكمى، لكن النظام الجيد الذى حاولنا من خلاله أن نرفع الظلم عن الطلاب بتقييمهم طوال سنوات دراستهم وليس فقط آخر عامين تحول وبقدرة قادر إلى نظام سمح للواسطة أن تصبح من أول يوم بدلا من تركيزها فقط فى آخر عامين، فكم من طلاب أوائل ومتفوقين شعروا بالقهر لمجرد أن فى دفعتهم أبناء أساتذة، ولا أقصد بذلك أن جميع أبناء الأساتذة يتفوقون بتلك الطريقة، فهناك طلاب منهم يستحقون التفوق، لكن الغالبية الكبيرة منهم يصبحون من أوائل الدفعة لا لشىء سوى واسطتهم القوية، وللعلم فإن الأمر مؤخرا لم يصبح مقصورا فقط على أبناء الأساتذة، ولهذا يرجع السبب فى وقوف البعض أمام المحاولات التى يقوم بها شرفاء الكلية لإلغاء درجات الشفوى، فلا يوجد كلية طب فى العالم لديها امتحانات شفوية سوى فى مصر، فامتحان طالب الطب إما تحريرى أو عملى، لكن بقاء درجات فى يد الأستاذ يمنحها لمن يشاء فابن الأستاذ يدخل الشفوى ويحصل على الدرجة الكاملة بعد السلامات والتحيات، بينما ابن الشعب العادى بعد إنهاكه فى الأسئلة لا يحصل عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.