فى حوار من القلب.. شدد الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية أن القوات المسلحة المصرية مازالت على عهدها مع شعبها الحبيب بأن تحمى إرادته وتصون مقدراته، وتدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة. جاء ذلك فى ذكرى احتفالات القوات البحرية بأعيادها والتى اختيرت فى هذا اليوم بعد تدمير رجال البحرية المصرية المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 1967 وتغيير مسار منظومة البحرية فى العالم كله إثر هذا الحادث. فى البداية أكد الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية أن القوات البحرية شاركت فى حماية الإرادة الشعبية فى ثورة 30 يونيه وانحازت لجزء لا يتجزأ من نسيج القوات المسلحة المتماسك وذلك برغبة الشعب المصرى فى التغيير والتقدم ونبذ العنف.
وأشار الجندى إلى أنه من أهم أعمال القوات البحرية الاشتراك مع أفرع القوات المسلحة والجهات الأمنية بالدولة فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية للحفاظ على أبناء الوطن، حيث تم القيام بإحباط عمليات الهجرة غير الشرعية وإنقاذ الأفراد من الموت والغرق وكذلك إحباط محاولات تهريب البضائع غير خالصة الرسوم الجمركية مثل المخدرات والمواد البترولية بالبحر.. وشاركت القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بدور مهم وفعال من خلال تنفيذ العديد من المهام المختلفة للحفاظ على الأمن والاستقرار وسلامة أرض الوطن، حيث قام رجال القوات البحرية بتأمين سواحل مصر ومياهها الإقليمية والاقتصادية بالبحرين المتوسط والأحمر وجميع الموانئ البحرية بصفة دائمة وعلى مدار 24 ساعة.
كما تم تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى ومناطق انتظار السفن العابرة باستخدام الوحدات البحرية من أوضاع المرور والمصاحبة وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات حقول البترول والغاز الطبيعى والمدن الساحلية بالبحرين المتوسط والأحمر.
وساهمت القوات البحرية فى تأمين المنشآت العسكرية والجبهة الداخلية ضد جميع العدائيات من خلال المشاركة فى مكافحة أعمال الشغب وكذلك تأمين المواطنين والطرق بتنظيم دوريات راكبة للقضاء على محاولات تضر الأمن وسلامة الوطن والممتلكات العامة والخاصة للحفاظ على مكتسبات الثورة.
∎ التدريبات المشتركة
وعن أوجه الاستفادة من التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة أوضح الفريق الجندى أن الدول الصديقة والشقيقة تطلب الاشتراك مع مصر فى تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة والتى تعود علينا بالعديد من الفوائد من الاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا والتسليح المتطور والتعرف على فكر الدول المشتركة فى التدريب فى إدارة الأعمال القتالية، فضلا عن الاستفادة من مساعدات التدريب الحديثة والمتقدمة التى قد تكون غير متوافرة لدينا وتدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية فى العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالى بالبحر والتدريبات المشتركة، وتعرفنا على أحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا ونظريات التسليح وتكتيكات استخدام هذه السفن ومنظومة التسليح الأمر الذى يعود بالفائدة الكبيرة عند تقدير الموقف لاختيار سلاح جديد أو معدات جديدة لانضمامها لقواتنا البحرية.
وأوضح أنه توجد خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية فى إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة لأن قواتنا البحرية فى تطور مستمر فى السنوات الأخيرة خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة والتى أحدث طفرة كبيرة فى قواتنا البحرية وأن ملامح المرحلة الحالية تعتمد على تحديث وتطوير الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوافرة لدينا.
مشيرا إلى أن القوات البحرية تمتلك وحدات ذات تقنية عالية للعمل فى جميع المجالات فبجانب المهام القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين مياهنا الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر فالقوات البحرية لها دور آخر مهم وحيوى فى دعم أجهزة الدولة ومنها الاشتراك فى أعمال الإنقاذ البحرى ومكافحة التلوث البحرى وعمليات الإخلاء وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية التى تتعرض للمحن فى حالات الطقس الردىء خاصة بمنطقتى البحر الأحمر وشرم الشيخ ومكافحة أعمال تهريب البضائع بالبحر كالسولار والسجائر والأدوية ذات الطبيعة الخطرة، فضلا عن إنقاذ المواطنين أثناء قيام بعض الأشخاص بتنفيذ أعمال الهجرة غير الشرعية على متن سفن صغيرة وصيد وتقوم القوات البحرية بالتنسيق الدائم مع أجهزة الدولة المعنية فى حالة حدوث أى موقف طارئ.
∎ المياه الإقليمية
وحرصا من القوات البحرية فى الحفاظ على مقدرات هذا الوطن وضمان استمرارية عجلة الاقتصاد المصرى قال الفريق الجندى: إن البحرية تقوم بتأمين وحماية سواحل مصر وحماية المياه الإقليمية المصرية وبتكثيف أعمال التأمين بالبحر على مدار 24 ساعة يوميا لتأمين حدود الدولة البحرية وفرض سيطرتها على المياه الإقليمية المصرية وتأمين جميع الموانئ البحرية العامة والتخصصية، وكذلك تأمين منصات البترول وتأمين عبور السفن لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى باستخدام الوحدات البحرية.
وعن طبيعة المهام التى تقوم بها القوات البحرية على امتداد سواحل مصر ومياهها الإقليمية أكد الفريق الجندى أن سواحلنا تمتد لمسافة 2376 كيلومترا بالبحر المتوسط وخليج السويس والبحر الأحمر مع وجود الكثير من الأهداف الحيوية ذات أهمية استراتيجية للدولة تتمثل فى العديد من الموانئ البحرية ووجود عدد كبير من مصادر الدخل القومى بالبحر من منصات الغاز الطبيعى والبترول يبلغ عددها حوالى 98 منصة بالبحر المتوسط وخليج السويس والبحر الأحمر وتأمين الثروة السمكية والمحميات الطبيعية والثروة المعدنية بالبحر، بالإضافة إلى المجرى الملاحى لقناة السويس باعتبارها شريان التجارة العالمية.. كما تمت مكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية وتم ضبط أكثر من محاولة للهجرة غير الشرعية مع إنقاذ الأفراد فضلا عن مكافحة تهريب المخدرات بكل من البحرين الأحمر والمتوسط وتهريب السولار للسفن التجارية فى بورسعيد والبحر الأحمر وأيضا تأمين السفن ذات الأهمية الخاصة والقيام بأعمال مراقبة مكافحة التلوث البحرى
∎ الضابط البحرى
وعن كيفية إعداد الضابط البحرى لمواكبة التطورات المستمرة فى نظم وأساليب القتال البحرى الحديث قال: إن إعداد الضابط يشمل اتجاهين، الإعداد المعنوى عن طريق عقد لقاءات ومحاضرات فى التاريخ العسكرى مع القادة السابقين الذين شاركوا فى الحروب السابقة لشرح الدور المهم الذى قامت به القوات البحرية منذ إنشائها فى مواجهة أعدائها خلال القرن العشرين، والإعداد العلمى من خلال عقد دورات دراسية فى الحاسب الآلى ودورات لغات أجنبية تفتح له آفاقا جديدة لاستكمال الدراسات فى هذين المجالين للوصول لمستوى عالٍ خلال فترة محددة، فضلا عن تأهيل الضباط فى معهد الدراسات العليا البحرية طبقا للرتب المختلفة.
ويتم أيضا صقل خبرات الضباط من خلال اشتراكهم كمراقبين لحضور تدريبات مع بحريات العالم فى مسارح عمليات وعقائد قتالية مختلفة لتبادل الخبرات والعمل على نظم التسليح الحديثة بما يواكب التطور فى البحريات العالمية وإطلاع الضباط على أحدث ما أتى به العلم وإيفادهم فى بعثات لمختلف دول العالم للاطلاع على كل ما هو جديد فى نظام التسليح والفكر التكتيكى ويوجد ضباط من القوات البحرية حصلوا على تقدير امتياز فى دورات أركان حرب بكل من فرنسا وأمريكا ويتم الاستعانة بضباطنا من القوات البحرية للتدريس فى كلية الحرب العليا الأمريكية.
وأكد الفريق الجندى أن القوات البحرية تقدم للمقاتلين ليكونوا قادرين على البذل والعطاء الرعاية فى مجال الصحة والعلاج من خلال العلاج له ولأسرته بالمجان بمستشفيات القوات المسلحة مع تطوير أماكن الإعاشة وميسات الطعام وتوفير مساعدات مالية للأفراد المجندين الذين انخفض دخلهم الاجتماعى بسبب فترة التجنيد.
مشيرا إلى أن القوات البحرية تشهد تطورا مستمرا من خلال تحديث بعض الوحدات البحرية المتقدمة ودخول بعض الوحدات البحرية الحديثة بالخدمة وإدخال أنظمة اتصالات حديثة ونظم التسليح وتطوير نظم التعليم ووسائل التدريب للوحدات والقوات من تطوير المناهج واستخدام المقلدات ووسائل نظم التعليم المتطورة مع تحديث الورش بما يتماشى مع التطوير فى الوحدات البحرية ومن المنتظر استمرار التطوير فى القوات البحرية لتتمكن من الاستمرار فى أداء دورها ولتساير التطور العالمى.
