التسعيرة الجبرية تعود من كهف التاريخ!!

فى ظل انفلات السوق وسيطرة حيتان السوق على الأسواق والزيادة الملحوظة فى الأسعار هدد الدكتورمحمد أبو شادى وزير التموين والتجارة الداخلية بفرض التسعيرة الجبرية على الخضروات والفاكهة بسبب الارتفاع الجنونى لأسعارها خلال الفترة الماضية بحيث تكون فى متناول المواطنين ومحدودى الدخل.

ألزمت جمعيات حماية المستهلك وممثلو تجار الجملة للخضر والفاكهة بسوقى العبور والسادس من أكتوبر جميع التجار بوضع التسعيرة على جميع أنواع الخضر والفاكهة خلال عرضها للجمهور، مشيرا إلى أنه سيتم تكثيف الحملات من مفتشى الوزارة ومباحث التموين على جميع أسواق الجمهورية لضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم فورا.

وأشار أبوشادى إلى أن الحكومة لديها آليات كثيرة لضبط الأسواق وأنه سيتم تفعيل المجمعات الاستهلاكية لعرض السلع من الخضر والفواكه بأسعار مقبولة تناسب جميع المستويات وخاصة محدودى الدخل.

وأكد الخبير الاقتصادى عبد الخالق فاروق - أن تطبيق التسعيرة الجبرية لا تتماشى مع آليات السوق الحالية والذى يعتمد على العرض والطلب وأن السلع الوحيدة التى تقبل تسعيرها هى السلع المدعمة فقط مثل المواد التموينية كالزيت والسكر أو الوقود والخبز وإذا كانت الدولة راغبة فى توازن الأسعار وعدم المغالاة من بعض التجار فعليها النزول للأسواق من خلال خلق منافذ بيع كبيرة لها مثل المولات المنتشرة الآن فى مصر والتى تحاول أن تبيع بهامش ربح بسيط والباقى يحاول أن يبيع مثلها حتى لا يخرج من السوق وأرى أن تشجيع المنافسة من قبل الدولة هو الحل الأمثل لانخفاض الأسعار وفى صالح المستهلك.

وأكدت الدكتورة هالة السعيد - عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - أن التسعيرة الجبرية لا تصلح الآن لأن الأمور اختلفت بشكل كبير، حيث المنافسة والتنوع بالأسواق من خلال القطاع الخاص الذى أصبح الحصان الأسود فى حجم الإنتاج والمتحكم الفعلى بالأسواق من خلال السوق الحر.

تضيف: لا يجب اللجوء للتسعيرةالجبرية سوى فى بعض السلع الضرورية وبالاتفاق مع التجار ومن خلال اتحاد الغرف التجارية ولبعض الوقت حتى تستقر الأسعار مثل ما فعلته الحكومة فى منع تصدير الأسمنت عندما احتاجته السوق المحلية.

وهذا لا يكون عن طريق الإجبار، ولكن بالاتفاق مع التجار وحتى لا يخاف المنتجون والمستثمرون ولابد من أن نشعرهم بمسئوليتهم تجاه المجتمع والوطن.

تؤكد أن التسعيرة الودية أفضل بكثير من التسعيرة الجبرية.