فى بساطة لم أكن أتخيلها يوما أثناء عملى مع قيادات الإخوان المسلمين كان هو لقائى داخل رابعة مع الدكتور جمال حشمت القيادى الإخوانى.. حيث كان شبيها بغيره من شباب الإخوان وأعضاء الجماعة فلم أر أثناء حديثى معه تلك الهالة التى كانت تمنعنا نحن الصحفيين من اختراقها لنحصل على تصريح من أحد هؤلاء القيادات، كما لم يكن هناك أثر للبودى جاردات مفتولى العضلات تحيط بهذه القيادات الربانية. ثلاث عودات كان قد أكدها لى الدكتور جمال حشمت القيادى بجماعة الإخوان المسلمين «الرئيس والدستور والبرلمان» والتى رأى أنها عناصر الشرعية التى عصف بها الانقلاب الشعبى والذى أسماه بالعسكرى، وأنه هو وإخوانه لن يتنازلوا عن ذلك خاصة بعد مقتل 450 شهيدًا وأكثر من 7000 مصاب وأكثر من 1800 معتقل على حد قوله.
كما يؤكد أنهم لن يقبلوا بتكميم الأفواه ولا عودة أمن الدولة ولا عودة الدولة البوليسية والمخابراتية ويفضل الموت بكرامة على العيش بإهانة أو بالتفاوض! وإلى نص الحوار:
∎رسالة تود أن تبعثها.. فإلى من؟ وماذا ستقول فيها؟
رسالة إلى الرئيس المؤقت: شرف لك أن تستقيل وعار عليك أن تبقى لأنك جئت لتقسم على دستور معطل.
رسالة أخرى إلى الحكومة: بأن عليها ألا تعتبر نفسها موجودة لأنه لن يعترف بها الشعب ولن يتعامل معها ولن يتعامل معها الخارج أيضا، فهم جميعا رموز علمانية وليبرالية وشيوعية ومن حقوق الإنسان الذين تغافلوا عن مقتل 054 شهيدا بدماء باردة ولم يتحرك ولم ينتفض منهم أحد، بينما عندما سحل حمادة استقال بعض مستشارى الرئاسة لاعتراضهم على ذلك، كما لم يتحرك من فى السلطة رغم أننا كنا قد جئنا بإرادة شعبية وليس على دبابة.
∎ما قولك عن التفويض الذى أعطاه الشعب للجيش للقضاء علىالإرهاب؟
أى إرهاب ؟!! والتفويض الذى حدث هو تفويض كاذب لأنها مؤامرة، كما لم تكن كما ادعوا بالملايين وهذا هو الطرف الإعلامى المغيب الذى يخشى إظهار الحقيقة، وأنا أتساءل عن الطرف الإعلامى الآخر الذى يظهر الميادين على حقيقتها، وأرجو ألا تعتمدى على هذا، لأن كل واحد منهم «من العيال الصغيرة السياسيين ولا المتمردين ولا حتى الكبار» ممن يتحدثون عن تفويض الشعب فى 30 يونيه فهذا كلام كاذب.
∎ولماذا المؤامرة لإسقاط الإخوان عن طريق ما وصفته بالانقلاب؟
الانقلاب العسكرى هو جزء من مخطط صهيونى أمريكى، فهى ليست قضية أفراد ولا جبهة إنقاذ إنما مشروع صهيونى أمريكى يرفض وجود الإسلاميين فى الحكم، وهو ما حدث فى تونس وفى ليبيا.
∎طالما هذا مخطط صهيونى أمريكى مسبق، فهل كنتم على علم بما سيحدث؟
نعم كنا متوقعين له.
∎ولماذا لم تتصدوا لهذا المخطط قبل أن تصلوا إلى مرحلة النهايةوخلع الرئيس؟
الرئيس خرج لأنه نجح وليس لأنه فشل، ولو أنه فشل لتركوه لفشله ولكن لأنه أنجز فتم إعداد هذا المخطط له وقد تحدثت صحيفة هارتس عن ذلك وأيضا رئيس المخابرات قال ذلك بأننا لن نسمح بنجاح أو ترسيخ أو تجذير جماعة الإخوان المسلمين، لأنهم يهدفون إلى دولة إسلامية مرفوضة من المنطقة، وهناك من القوى الأخرى من ذهب بالفعل إلى إسرائيل لتقديم فروض الولاء والطاعة، بينما كان مرسى يهدد مشروع إسرائيل من تعمير سيناء ومشروع إقليم قناة السويس الذى كان سيوفر عائدًا قويًا لمصر .
∎ألا ترى أن وجود قيادات الإخوان خلف أسوار رابعة بعد أسوار الاتحادية والبرلمان والوزارة هو سقوط إخوانى صريح؟
لا، لأننا وصلنا للسلطة بالشعب.
∎أعتقد أنه هو نفس الشعب الذى أسقطكم؟
لا، نحن نزلنا ووصلنا إلى هنا بالانقلاب العسكرى.
∎ولكن من كان بالميادين هم الشعب وليس جنود العسكر؟
«الناس اللىنزلت انضحك عليها» بالمشاكل الحياتية ولكن عندما اكتشفوا الحقيقة والمؤامرة انضموا إلينا فى رابعة.
∎مشهد اعتصام رابعة، هل هو ورقة التوت الأخيرة للجماعة؟
ليس لهذا علاقة بالإخوان فقط لأن رابعة تضم إخوانا وغير إخوان وبالمناسبة تزداد شعبية الإخوان على أثر ذلك بعد أن عرف الناس أننا على حق، ولكن الإعلام المزيف يصور عكس ذلك وإنما ما حدث بعد الانقلاب أوضح الصورة وفضح هذه المخططات وأنه ليست القضية أنه كان لدينا نهم للسلطة لأنه لو كان ذلك صحيحا «كنا أخدناها من زمان وطرقها معروفة»، ولكننا نحب مصر وندفع ثمن ذلك وغيرنا يدعى الوطنية ويقبض من وراء ذلك.
∎لماذا تتحدث بلسان الشعب المصرى دائما، ومن هنا برابعة هم إخوانكم فقط؟
لا.. انزلى لترى من يوجد برابعة من نساء وأطفال ورجال ليس لهم علاقة بالإخوان ومنشقين من أحزاب حتى أن سكان رابعة أنفسهم بينزلوا يفطروا معنا.
∎ ولكن ألم تسمع عن البلاغات المقدمة من سكان رابعة ضدكم؟
الإعلام «بتاعكم» هو من يقول ذلك.
∎لماذا لا تستشعرون الندم على ما وصلتم إليه؟
الرئيس اعترف فى خطابه الأخير أنه اتخذ قرارات أخطأ فى بعضها وأصاب فى البعض الآخر، ولو كانت هناك معارضة وطنية شريفة كانت لتقول أن الرئيس اعترف بخطئه فليعترفوا هم أيضا وتبدأ مرحلة جديدة.
∎ولكن الرئيس مرسى كان قد تأخر كثيرا فى الاعتراف بخطئه بعد أن لاحت بوادر الرحيل؟
بعد خطاب الرئيس بست ساعات انفضت الجماهير لولا بيان السيسى بالحديث عن مهلة 48 ساعة فبدأت الناس بالنزول مرة أخرى وإشعال الموقف، وقد أراد الله لهذه الدولة أن تتحول إلى دولة بوليسية تحاول على أثره استعادة حريتها بالقوة فى الفترة القادمة.
∎تتحدثون دائما عن العودة للحكم، ألم تر أن هذا حلم بعيد جدا؟
ليس بعيدا عن الله، والقضية ليست قضية إخوان ومعارضة وإنما قضية شعب بأكمله تتم سرقة ثورته ومساره الديموقراطى.
∎ولو عدتم إلى السلطة ماذا ستفعلون أولا؟
سنتعلم من الأخطاء ولن نغادر الميادين بعد أن اكتشفنا مدى فساد الدولة وسنقوم على إصلاحه.
∎ولماذا لم تصلحوا هذا الفساد وأنتم فى السلطة؟
ومن كان يساعدنا على تحقيق ذلك.
∎ألم تخش مما يحمله الزمن القادم للإخوان؟
أى هجوم أو تصفية للإخوان هو هجوم على الشعب المصرى كله من أحزاب وشباب وغيرهم ممن شاركوا فى الثورة بعد أن رأينا نزعة الانتقام التى تستهدف بعض عناصر الشعب.
∎وألم تخش العودة للسجون مرة أخرى؟
لا قيمة لذلك لأننا نحارب الآن فى معركة هى معركة الشعب المصرى لاسترداد حريته وكرامته والخلاف السياسى لا بد أن يحسمه الصندوق وليس الرصاص، ومن تلوثت يده بالدماء سيدفع الثمن سواء كنت حيا أو ميتا ولن نترك حقنا أبدا لكى نقتل بمثل هذا الاستهتار فقد ذقنا 60 عاما من الذل والبهدلة وسأظلأدافع عن حريتى أبدا.
∎إذا توجهت برسالة الآن إلى الإمام البنا فماذا ستقول له؟
سأقول رحم الله الإمام البنا فقد أحيا الأمة.
∎ألم تتوجه إليه باعتذار عما وصلت إليه الجماعة على أيديكم؟
فكرة أن يلبس البعض الجماعة كل المصائب لكى يخرج هو بريئًا فهذا مرفوض لأن الجماعة تقوم وتصوب نفسها وهذا طبيعى والخطأ وارد لأنها ليست جماعة محصنة ولا معصومة.
∎ولكنك أشرت فى البداية أنكم لم تفعلوا أخطاء والتى أوصلتكم إلى هذه المرحلة؟
لا.. كل مكان فيه أخطاء، ولكن إذا كنا أخطأنا سياسيا فهذا لا يقابل بقتلنا.