فصل دراسى جديد بدأ بعد الأحداث التى شهدتها جامعات مصر من تفشى حالات العنف والفوضى، وزيادة عدد حالات السرقة، وبعد أن تجاوز عدد المشاجرات بالأسلحة البيضاء أكثر من 50 مشاجرة، خلال الفصل الدراسى الأول حتى وصل الأمر إلى تعاطى المخدرات والتجارة فيها تستعين جامعة عين شمس ب«المخابرات العامة» فى تأمين الجامعة بإبرام بروتوكول تعاون فيما بينهما فى الوقت الذى تحتاج فيه كبرى الجامعات الحكومية مثل جامعتى القاهرة وحلوان أن يتم إبرام مثل هذا البروتوكول، وذلك بعد أن أصبحت الحالة الأمنية داخل الجامعات خارجة عن سيطرة الأمن الإدارى المعين من قبل الجامعات لتقليل حالات العنف والبلطجة والمشاجرات بين الطلاب. يقول دكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس: نحن نضع خطة لتأمين الجامعة والحمد لله أن المشاكل الأمنية لم تكن كثيرة فى الفصل الدراسى الماضى.. وكما نعلم أن حجم الجامعة ضخم وكبير وتضم حوالى 180 ألف طالب و 17 كلية والأمن الإدارى يبذل مجهودا ضخما للغاية، ولكن وضعت جامعة عين شمس مع المجلس الأعلى للجامعات خطة لتأمين الجامعة، حيث إنها تقوم على تأمين البوابات ومداخل الجامعة بشتى الطرق والصور.. فنحن لا نزال نعمل فى تلك الخطة ومن خلالها نتصل بالجهات التى من الممكن أن تساعدنا فى هذا الموضوع.. فما زلنا فى طور العمل ولا أستطيع أن أبوح بتفاصيل تلك الخطة حتى يتم الانتهاء منها. ورفض الدكتور حسين عيسى أن يصرح بأنه يتم التعاون مع المخابرات العامة قائلا: «نحن نتعامل مع جهات متعددة ولا أستطيع أن أحدد جهة بعينها».
∎ فكرة رائعة ولكن
وأكد أنه يدخل فى الإطار العام للتأمين إقامة بوابات إلكترونية ووضع كاميرات، حيث إننا نريد التأكد من خلال هذه الوسائل من عدم إدخال الطلاب أو الزائرين أى أشياء غير آمنة أو أسلحة أو أى أجسام صلبة تشكل خطورة على الطلاب والعاملين بالجامعة.
وأضاف قائلا: هذا الموضوع سيتطلب المزيد من الوقت وسيتم على مراحل عدة، حيث إننا لا نستطيع تأمين الجامعة كلها مرة واحدة، وإنما سنبدأ بالحرم الجامعى، ومن المقرر أن تتم الاستفادة من المرحلة الأولى خلال ستة أشهر من بداية اختيار الجهة التى سنعمل معها، أى مع بداية العام الدراسى القادم وستتوالى المراحل الأخرى.
ونفى الدكتور عيسى أن تتم الاستعانة بشركات أمن خاصة نظرا لارتفاع تكلفتها وتحتاج إلى أعداد كبيرة من الناس.. ولكن أعتقد أن وجود الأمن الإدارى مع الكاميرات والبوابات الإلكترونية سيفى بالغرض.
أما الدكتور عز الدين أبوستيت - نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب - فنفى فى بداية حديثه أن تكون جامعة القاهرة بصدد إبرام بروتوكول تعاون مع المخابرات العامة بشأن تأمين الجامعة ولكنه أثنى على هذه الفكرة قائلا: هذه فكرة رائعة للغاية ولا بأس بها ونحن فى حاجة إليها حتى نتمكن من تأمين مداخل الجامعة خاصة فى ظل الظروف المضطربة الحالية وحرصا على سلامة أبنائنا الطلاب وعلى عدم دخول أى ممنوعات للحرم الجامعى.
وكذلك تتواجد حراسة الأمن على البوابات بصفة مستمرة ولوفرضنا وحدث لا قدر الله أى تهديد أو اقتحام لمبانى الجامعة أو الحرم الجامعى نقوم بالاستعانة بحماية من قوات الأمن من خارج حرم الجامعة ودون الدخول إليه.
∎ تعاون مع الداخلية
وردا على شكوى الطلاب بوجود مشاجرات تصل إلى حد استخدام السلاح يقول دكتور أبوستيت: «نحن نحاول قدر الإمكان أن نمنع الدخول لغير أسرة الجامعة من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو موظفين.. أيضا تتم توعية الطلاب بأهمية الحفاظ على التقاليد والأعراف الجامعية والاندماج فى الأنشطة الطلابية التى تنأى بهم عن هذه الأمور وهذا لا يمنع نتيجة للأعداد الكبيرة أنه من الممكن فى بعض الأحيان أن تحدث بعض الأمور البسيطة التى يمكن التحكم فيها.
أما مدير عام أمن جامعة حلوان لواء أركان حرب وحيد عبد الهادى فيقول: لم يتم التعاون حتى الآن بين المخابرات العامة وجامعة حلوان لتأمين الجامعة، ولكننا أبرمنا بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية بحيث إنها أمدتنا بنقطة تمركز أمنى خارج الجامعة، وهناك تنسيق بيننا وبينهم بحيث يتم إمدادنا بدوريات تمر خارج الجامعة بما يمثل نوعا من أنواع التأمين والمشاركة الإيجابية والفعالة بيننا وبين الداخلية.
ويستطرد قائلا: جامعة حلوان تعتبر من أكثر الجامعات انتشارا على مستوى جمهورية مصر العربية والخطة الأمنية كانت تقوم على تقسيم الحرم الداخلى والخارجى إلى قطاعات لسهولة السيطرة ويشرف على القطاعات فى الكليات مجموعة من المشرفين على رأسهم رئيس أمن الكلية ثم كل 3 كليات يعين عليها رئيس قطاع مشرف ثم مجموعة الكليات الخارجية معين عليها مدير إدارة برتبة لواء وبالنسبة للقطاع الداخلى قسمناه إلى قطاعات: قطاع المعامل والبحوث وقطاع الأسوار وقطاع المدن والمنافذ وقطاع الحرم الداخلى وأصبحت هناك سيطرة على القطاعات وفى نفس الوقت المتابعة والإشراف مما أتى بثماره، فقد أعطينا دورات تأهيلية للمدنيين وعلمناهم مفهوم الأمن وكيفية التعامل مع المواقف التى قد تطرأ عليهم وكذلك أصول التواصل مع المترددين على الجامعة.. كذلك حصلوا على دورة فى أصول الإسعافات الأولية من كلية التمريض، مما صقل المهارات لدى مشرفى الجامعة والمبادرة باتخاذ القرار، ونحن حريصون على وضع التعامل فى إطار الاحترام المتبادل بين مشرف الأمن والطالب والموظفين.
إضافة إلى ما سبق نحن نعمل فى منظومة الأمن على إشراك الطالب الذى لديه هذه العادات والتقاليد وكونا أسرة أصدقاء الأمن التى تتكون من مجموعة من الطلاب الذين لديهم الرغبة فى التنظيم معنا على البوابات وحل المشكلات وردع المخالفات التى يرونها مما قرب المسافات بين الأمن المدنى والطلاب، فلم يعد المشرف الأمنى بالنسبة للطالب بمثابة الكرباج أو العصا.
وفيما يتعلق بالمدن الجامعية فهى لها قطاعات خاصة بها وإدارة خاصة بها يشرف عليها عميد ويعاونه مجموعة من المشرفين وهناك تنسيق وتعاون تام بين مشرفى الإسكان والأمن لسهولة السيطرة بحيث يقوم مشرفو المدن بتأمين المدن من الخارج ومشرفو الإسكان من الداخل.
∎عودة الحرس
أما دكتور عبدالحى عبيد رئيس جامعة حلوان السابق فيقول: أنا أرى ضرورة عودة الحرس الجامعى الذى يتألف فى الأساس من الشرطة نظرا لما آلت إليه أحوال الجامعات من أعمال عنف واستخدام أسلحة بيضاء ومشاجرات بالعصى والشوم.. فالحرس الجامعى سيضبط الوضع الأمنى داخل الحرم الجامعى.. لأن الأمن الإدارى ليس على درجة من الكفاءة المطلوبة لمثل هذه المواقف.
وعن بروتوكول التعاون بن المخابرات العامة والمجلس الاعلى للجامعات لتأمين الجامعات الحكومية، يقول دكتور عبيد: أتمنى أن يتم ذلك فنحن فى حاجة إلى تغيير منظومة الأمن بالكامل وإدخال بوابات إلكترونية وكاميرات وأجهزة كشف الأجسام المعدنية.. فكلها قطعا ستحد من أعمال العنف التى من الممكن أن تقترف داخل الحرم الجامعى.. وهذا نظام معمول به فى جميع جامعات العالم، حيث يتم وضع كاميرات مراقبة تكشف شتى أنحاء الجامعة وأتمنى أن يعمم ذلك على كل الجامعات الحكومية حتى يسود مناخ آمن بين الطلاب والعاملين بالجامعة.