«تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال.. وأنا اريحكماحملوا نيرى عليكم وتعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيرى هين وحملى خفيف» آمين. انتظر منى دقيقة دعنا نقرأ عليك السلام.. لا تتعجل أيها الفنان العظيم فالروح ملتقانا الأخير.. معك أعلم الرحيل وإلى أكفان الأرض والتراب عائدا ذلك الجسد.. فهذه الرسالة الأخيرة بعدها أصمت لعظيم رحل ولعظيم حصل.. فقد سددت أفواهنا وأثقلت الألسنة عن قول الوداع.
فاكتب بحزنى كم تمنيت حضورك لأرثيك وكم تمنيت أن تكون بيننا لنحتفل بك كل لحظة ولحظة لأجل أن تبقى ولا ترحل عنا.. كلماتى ضعيفة حين تأتى لحظات فى حياتى مالها وصف شفيع ودموع تسكن لا تواسى جلل حزنى عندما أقف بجوار جثمانك ولا أسمع منك.. إنه يوم وفاتك.
فلترحل فى سلام الله وعيون تسأل عنك وعليك فى احترام قلوب محبيك وعاشقيك.. فأتلو كل طيب فى أخلاقك الحميدة وفيض حنانك الذى شربناه جميعا.
كل الاحترام لهيبة تنساب منها الإبداع ولأوصاف وهدوء النفس فقد جاهدت الجهاد الحسن فلتكن فى ملكوت الله فرحيلك أدمى قلوبنا دمعا ودما حزنا على فراقك.. ففيك كبرنا وفرحنا وصرنا بك مطمئنين القلوب.
كنت عظيم الشأن عطوفا كريما حريصا أن تحمى من تحب أمانا لمشاعر المحبين فأنت الشمعة التى أوقدها الله لنا فقد كنت دفئا وأمانا ومن بعدك انهالت علينا السماء بأحزانها هكذا شعرنا يا فناننا العظيم.. فقد أربكتنا وأفقدتنا الصواب فكيف نصبر على فراقك بعد هذه الرحلة الطويلة.
فى حقيقة الأمر سوف أفتقد من كان يضحكنى وقد بات يبكينى فقالوا «رمسيس» فقلت «العين تلحظه» قد مات قلت: شغاف القلب يعزينى وقلت: أعشقه.. قالوا: ستفتقده قلت: هذا الكلام غباء لأن فى قلبى محبته تبقى ودمه يجرى فى شرايين ابنته «زوجتى» فلا يموت فلمسته مطبوعة فى عيونها، فقد أبدع الفنان فى وضع عطره فيها.. فذكراه منطبعة فى قلوبنا وتبقى محبته خالدة فتكفينى ذكراه.