ماذا أسفرت نتائج التحقيقات فى صفر الأولمبياد.. صحيح الأسباب كثيرة ومتنوعة بين دروس خصوصية لمدربين وأنصاف مدربين من مدعى المعرفة بصناعة الأبطال والفساد والمشاكل التى جبت الاتحادات الرياضية والصراعات المستمرة خلف مقاعد رئاسة وعضوية الاتحادات واللهث وراء المشتروات والفسحة فى سفريات حول العالم.. فهل يوجد من فكر فى كيفية صناعة البطل الأولمبى وبنائه ورفع لياقته وقوته البدنية ودور التغذية التى هى حجر الأساس الأول فى بناء البطل الأولمبى؟!
الملاحظ من واقع الملاعب الرياضية أن لاعبى المنتخبات القومية يبدأون فى منتهى القوة لمدة الدقائق الأولى من أى مباراة، ولكن سرعان ما تخور قواهم وينتهى العد التنازلى لصالح المنافس فقد أثبتت التحاليل الطبية أن أبطالنا هُزال، ضعاف معظمهم مصاب بأنيميا حادة.
العميد حسن حسنى مدرب المنتخبات القومية ونائب رئيس اتحاد السلاح السابق بدأ حديثه بقوله «التغذية السليمة تعمل على تقوية خلايا المخ، وبالطبع لها دور مهم فى كفاءة الأداء الوظيفى للاعب، فالمبارزة رياضة القوة والدقة فى الأداء والرشاقة والسرعة فى الحركة، فالتوافق العضلى والعصبى مهم للاعب السلاح أيضا قدرته على التحمل والاستمرار بقوة وسرعة طول مدة التدريب أو التنافس بمهارة حركية عالية، وهنا يفضل أن يتمتع لاعب ولاعبة السلاح بطول القامة والجسم الممشوق المعتدل وبنظرة لمن هم على ساحة المبارزة الآن فلا نجدها تنطبق على أحد فلدينا جيل متعب ضعيف أغلبهم يلجأ إلى شوربة العدس والكشرى لما لهما من قيمة غذائية فى ظل ظروفنا العسرة أما لاعبنا الأولمبى علاء السيد فمازال فى حاجة إلى الكثير للحفاظ على مستواه الفنى.. وفى رياضة المصارعة نجد أن اللاعبين القادمين من مراكز الشباب والمحافظات ينعكس عليهم أثر التغذية عند القياسات الدورية، فالمصارعة رياضة شاقة تحتاج إلى قوة بدنية وعضلية وبرغم محاولة الاتحاد توفير وجبات كاملة للاعبين أثناء إقامتهم بالمركز الأولمبى إلا أن هذا لا يكفى بالمرة لإعداد بطل أولمبى. هذا غير الجرائم التى ترتكب فى حق اللاعبين فى المرحلة العمرية من 10سنوات وحتى 15 سنة بجرعات التدريب العالية التى تحرق الطاقات الجديدة التى تولد فى سن صغيرة مثل ما يحدث تماما فى بطولات السباحة بدار مستاد ؟!
وقد أضاف الكابتن محمد السيد مدرب اللياقة للعديد من أبطال الكاراتيه والاسكواش وكرة القدم أن البطولة بمصر تأتى بالفطرة بالاجتهادات الشخصية، فنادرا ما تحدث قياسات وحتى وإن تمت فبطريقة عشوائية فالمتخصصون غير متفرغين لأن الدخل لا يساعد على الحياة الكريمة فالاهتمام باللاعبين يقتصر على فترة البطولة فقط!!
وتدخلت السيدة شريفة شريف والدة اللاعب عمرو خالد بطل العالم لناشئى الاسكواش بقولها : كنت أعتقد أن التغذية شىء بسيط بمجرد أن أهتم بنوعية الطعام، وفوجئت أن الرياضة بتتحرق جامد جدا وتستهلك صحة اللاعب فتابعت مع طبيب التغذية الخاص بفريق كرة القدم الأولى بالنادى الأهلى د. هانى وهبة وبدون أى تحليل كتب لنا بعض المكملات الغذائية غير متوافرة فى السوق المصرية وإلى الآن لم أستطع الحصول عليها، ومؤخرا أجريت له كشفا شاملا فأثبتت التحاليل أن ابنى عمرو مصاب بأنيميا حادة وما يدعو إلى السخرية أننى اكتشفت هذه النتيجة قبل اشتراكه فى بطولة العالم بيومين !!
أما السيدة نيفين عبدالستار والدة اللاعب شريف وصفى صاحب برونزية العالم فى التايكوندو بوزن 54 كجم فهى تلتزم بحضور ندوات تغذية الرياضيين فهى علم له أصوله وتتبعها بدقة خاصة العسل الجبلى اليمنى وعسل التمور الليبى والموز والتمر والسلطة والفواكه وزيت الزيتون والفيتامينات التى تأتى بها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنجلترا وتحددها منظمة المنشطات العالمية وطبعا غير متوافرة بمصر فأصبحت صناعة البطل صناعة منزلية بالدرجة الأولى !! هذا فيما يتعلق بصحة أبطال الرياضة المصرية وأما عن رأى المتخصصين فى مجال التغذية الرياضية فقد بدأ د. شريف عزمى استشارى التغذية بمعهد ناصر بقوله « لابد من المتابعة الأسبوعية من خلال ملف لكل لاعب يحتوى على صورة دم كاملة وتحليل لوظائف الكبد والكلى فيتم تحديد أى قصور يتبعه برنامج علاجى وتدريبى وبالمناسبة كشف إخصائى التغذية 160جنيها فقط للمتابعة الشهرية فأبطالنا فى حاجة إلى تغذية سليمة وفى حاجة لعقد ندوات ومحاضرات مستمرة بالأندية والاتحادات الرياضية وإلا فلماذا هناك مشاكل دائما مع المنشطات التى تؤخذ بدون وعى وسببت أكثر من حالة وفاة لرياضيين فى كرة القدم والكاراتيه والمصارعة، وهنا لابد أن أركز على ان المكملات الغذائية بعيدة تماما عن المنشطات التى ترصد فى نشرة دورية دولية للبعد عن كل ما هو محظور يؤذى الرياضيين على المدى البعيد كما يجب علينا ألا نغفل مرحلة الاستشفاء بعد المعسكرات والدورات الأولمبية وكفانا المزيد من الاجتهادات الشخصية». وأضاف د. سمير نيروز إخصائى التغذية وعضو الجمعية الأمريكية للسمنة والنحافة معلقا : الجسيم السليم فى التغذية السليمة فالغذاء سحر فهناك مثل يقول you what you eat أنت ما تأكل والأفضل أن نبدأ بقطاع الناشئين بالاهتمام بتعدد الوجبات لبناء البروتين العضلى لابد من شرب الماء والعصائر الطازجة والمشروبات الطبيعية فى أوقات محددة وثابتة لتنشيط الجهاز الهضمى والليمفاوى والبعد تماما عن المشروبات الغازية، وخاصة الغامق منها لأنها تتسبب فى سحب الماء ونقص المعادن من الجسم وتناول الخضروات والفواكه والاهتمام بالتدليك والمساج للتخلص من الفضلات السامة الناجمة عن التدريب، ففى ألمانيا قبل المباراة وبعدها يدخل اللاعب فى أنبوب ويغلق عليه وبطريقة الكشف والضغط « مساج » يتخلص الجسم من السموم الناجمة عن الحرق بالتمرين ومهم جدا أن يعتمد كل نادٍ على خبير للتغذية حتى نضمن السيطرة على أجسام الرياضيين وطبعا يجب إجراء تحاليل كاملة كل 6 شهور وأخرى شهرية لمتابعة الحرق وتكوين العضلات.