فى هذا التوقيت من كل عام وما يفصلنا سوى أيام عن قدوم شهر رمضان لتبدأ حرب الشائعات تفرض سيطرتها على صانعى الدراما فى مصر والعالم العربى، والحقيقة أن الأمر هذا العام لم يقتصر عند حد الشائعات وإنما تجاوز إلى حد القضايا! التهديد بالقتل، والتكفير فى بعض الأحيان والصراع هذا العام بين أكثر من طرف
الطرف الأول فيه هو مجموعة كبيرة من مبدعينا الكبار فى عالم الدراما، أما الطرف الثانى فهو جماعة الإخوان المسلمين الذين أكدوا فى أكثر من حديث لهم أنه لاجدال على شريعة ومبادئ الإسلام، وأن أى عمل يخالف أى من هذه المبادئ لا مصير له سوى المنع، على رأس الأعمال التى واجهت اعتراض الإخوان منذ عرض البرموهات الخاصة بها هو مسلسل «الفاروق عمر» للمخرج الكبير «حاتم على» والذى يتناول قصة حياة الصحابى «عمر بن الخطاب» وقد كان اعتراض الإخوان منصباً على أن أى محاولة لتجسيد إحدى شخصيات الصحابة فهى محاولة فاشلة ومن يقوم بها لا يعلم شيئا عن دينه، ولا يمكن وصفه سوى كونه «كافر» ومليون خط تحت كلمة «كافر» فنحن أصبحنا فى عصر من حق كل شخص أن يفرض على الآخر الكفر، وقد أكدوا أيضا أن أى قناة ستقوم بعرض المسلسل لابد من معاتبتها لأنها تعمل على تشويه صورة الإسلام ولايزال الجدل قائما بين الإخوان المسلمين ومخرج العمل «حاتم على» الذى أكد أنه يقدم عملاً يحترم به عقلية كل مشاهد، وعلى الصعيد الآخر لم يسلم كل من «أم الصابرين»، «كاريوكا»، «ابن موت»، «النار والطين»، وغيرها من الأعمال من حالة القلق التى أثارها بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين حول هذه الأعمال، يعنى إذا قلنا عمل عن قصة حياة أحد النماذج النسائية فى حياة وتاريخ الإخوان والأخوات المسلمات قالوا تجاوز وممنوع، وإذا قلنا عمل عن قصة حياة إحدى نجمات الزمن الجميل قالوا «حرام»، ووسط هذا الكم من المشاكل والأقاويل رصدنا معا بعضا من آراء مبدعى هذه الأعمال والتى تباينت ،حيث رأى البعض أنها مجرد نكتة سخيفة لابد من نسيانها، والبعض اكتفى بتصحيح موقفه، والبعض الآخر التزم الصمت كل هذه الآراء ضمن السطور القليلة القادمة.
∎ «كاريوكا».. نكتة سخيفة!!
هكذا رأى مخرج مسلسل «كاريوكا» «عمر الشيخ» الذى أكد: منذ البداية وأنا أنظر لكم الشائعات والجدل والقضايا التى تناثرت فوق رؤوس فريق العمل على كونها مجرد نكتة سخيفة، فما يحدث لا علاقة له بمفهوم جدل والغرض منه غير واضح، ففى البداية القضية التى تم رفعها ضد وزارة الإعلام التى لا علاقة لها بالعمل فى الأساس، فمسلسل «كاريوكا» إنتاج خاص وذلك بتهمة إهدار المال العام لتجسيد شخصية امرأة من وجهة نظرهم لا تستحق أن يتم تجسيد حياتها ضمن مسلسل يستلزم أموالاً طائلة للخروج إلى النور، وهنا أعترض لأن أيا كانت هذه الإنسانة فلا يمكن لنا إنكار دور هذه الفنانة السياسى، والفنى من خلال تاريخ طويل عريض أكبر من أى جدال أو شائعات، كما أن ما يحدث لن يؤثر على الإطلاق على المسلسل، وهناك مفاوضات لعرضه على أكبر الشاشات خلال شهر رمضان، لهذا فإن ما يحدث ما هو إلا فرقعة رخيصة لا تحتمل أى نقاش عليها.
∎ «أم الصابرين».. التملق إلى الإخوان
أما الكاتب «أحمد عاشور» ومسلسل «أم الصابرين» فقد اكتفى بتوضيح موقفه تجاه ما يحدث من تردد الشائعات حول فريق العمل، واتهامهم بالتملق إلى الإخوان فقد قال: أقدم من خلال المسلسل نموذجاً مشرفاً لمصر لإحدى الداعيات المسلمات صاحبة الفضل فى تفسير أحكام الفقه والتوحيد والشخصية التى اجتهدت لتفسير القرآن الكريم وهى نموذج قيم بعيد عن موجة الشخصيات التافهة التى شهدتها الأعمال الفنية مؤخر والتى اقتصر أبطالها على الراقصة والطبال، والنتيجة انحدار ثقافة هذا الشعب، ولكن المفاجأة هو موقف الإخوان الذى اتخذوه ضد العمل وعلى أثره تم تهديدى وتم الاعتداء علىَّ وعلى بيتى فى محاولات لتغيير النص واضطرارى اللجوء إلى الشرطة بعد إصرارهم على التدخل فى كتابة النص بما يتناسب مع وجهة نظرهم الخاصة جدا على الرغم من حيادية الموضوع، فأنا فكرى ناصرى وأعتمد الحيادية فى الكتابة، ولا أسعى إلى أى هدف من تقديم عمل يتناول من خلاله قصة حياة الداعية الإسلامية «زينب الغزالى» ولكن ربما السبب وراء هذا الكم من المهاجمات ضد المسلسل هو توقيت عرضه الذى واكب اعتلاء الإخوان الحكم وتولى «محمد مرسى» رئاسة الجمهورية ، وهذا أمر لا مبرر له فالعمل تم الاستعداد له قبل توليه الرئاسة وقبل اتضاح الرؤية لهذا أرجو أن يتم تقديم عمل بهذه القيمة يقدم نموذجا نسائيا يحتذى به
هكذا أوضح كل منهما وجهة نظرهما تجاه الموقف الذى اتخذه البعض تجاه أعمالهما الدرامية التى من المتوقع عرضها قريبا والتى تداول مؤخرا خبر منع عرضها على شاشة التليفزيون المصرى احتراما لروحانية الشهر الكريم، وعلى إثره فقد أكد رئيس قناة النيل للدراما «أسامة البهنس» : «مفيش تقييد وليست هناك أوامر أو تعليمات بمنع أى من الأعمال الدرامية وخصوصا مسلسل «كاريوكا» الذى تداول مؤخرا أنه تم منعه من الشاشات وخاصة شاشة التليفزيون المصرى لأن هذا المسلسل لم يتم عرضه فى الأساس لأنه إنتاج خاص ولا يحق للتليفزيون المصرى عرضه، كما أنه هذا العام هناك حرص شديد من جميع العاملين فى التليفزيون المصرى أن يتم تقديم كل الأذواق لجذب المشاهد، أيضا من الأعمال التى واجهت الكثير من المتاعب والشائعات مسلسل «ابن موت» للكاتب الكبير «مجدى صابر » والذى انتشر مؤخرا احتواء مسلسله على أحد المشاهد غير اللائقة والتى قد تتعارض مع طبيعة الأعمال التى من المفترض عرضها خلال شهر رمضان القادم وهو مشهد اغتصاب الفنانة «علا غانم» وقد أكد الكاتب الكبير «مجدى صابر» : «المدهش فى هذه الشائعة عدم احتواء المسلسل بالكامل على هذا المشهد محور الحديث فكل ما لدى هو مشهد مطاردة بين بعض الشباب وبطل العمل «خالد النبوى » أثناء محاولتهم لاختطاف «علا» فيقوم «خالد» بملاحقتهم وإنقاذها من بين أيديهم، كما أن هذ الشائعة أكدت منع المسلسل من العرض بقرار من الرقابة، وهذا على عكس الحقيقة والتى تؤكد عدم عرض المسلسل على الرقابة بعد، فما يحدث ما هو إلا تطبيق لسياسة القطيع، انتشرت إحدى الشائعات وعليها بدأ الحديث وبدأت الشائعات فى الزيادة والحمد لله لن نسمح كفريق عمل أن تؤثر مثل هذه الشائعات على العمل والدليل أن التصوير على وشك الانتهاء..
∎ راقصة.. من منظور دينى
الظاهرة الأغرب هو اعتراض البعض على بعض الأعمال التى تتناول ضمن أحداثها أحد الجوانب الشخصية لحياة الراقصة فى المجتمع المصرى من أكثر من زواية وبمنظور مختلف، ففى البداية كان الاعتراض على دور النجمة «دينا» فى مسلسل «باب الخلق» للنجم «محمود عبدالعزيز» وتجربته فى الدراما بعد غياب أعوام والذى من خلاله تجسد «دينا» شخصية إحدى الراقصات اللاتى يعشن فى أحد الأحياء الشعبية، وبالحديث مع المنتج الفنى للعمل «أحمد الهوارى» أكد : تاريخ مؤلف ومخرج بقدر «محمد سليمان عبدالملك» و«عادل أديب» غير قابل للتشكيك فى مصداقية كل شخصية فى العمل وشخصية دينا هى واحدة ضمن شخصيات كثيرة أكبر مساحة وأكثر تركيزا من دورها وسوف يتم تقديم لنموذج الراقصة من حى شعب بلا أدنى ابتذال، والمسلسل من المتوقع عرضه خلال شهر رمضان مع مراعاة روحانية الشهر الكريم.
العمل الآخر هو مسلسل «النار والطين» والذى اعترض البعض على دور الفنانة الشابة «ميس حمدان» والتى تجسد من خلاله شخصية «غازية» تقطن الصعيد وأن مبدأ ظهور إحدى تلك الشخصيات ضمن عمل درامى من المتوقع عرضه خلال شهر رمضان مرفوض، وعلى إثره أكد المخرج «أحمد فهمى عبدالظاهر» : «الغازية فى النار والطين» من منظور صعيدى وهذا يكفى حتى يتخيل الجمهور مظهرها، وذلك بلا أدنى ابتذال فأنا أرفض أى محاولة لتقديم أى ابتذال فى الأحداث أو المشاهد، وأيضا من قبل الأبطال فقد حرصنا على أن تظهر الشخصية بمنتهى البساطة وبشكل لائق سواء فى رمضان أو بعد رمضان ، فأنا لا أعلم السبب وراء هذه الشائعات فالمسلسل قيل أنه تم منعه من العرض والحقيقة أنه سوف يتم عرضه على أكثر من قناة خلال شهر رمضان .
أخيرا مسلسل «مولد وصاحبه غايب» للنجمة «هيفاء وهبى» والذى اعترض منتجه «محمد فوزى» على كم الشائْعات الذى يطارد العمل، وأكد أنه لن ينجح أحد فى التأثير على تصوير المسلسل فسوف يستمر فى استكمال المشاهد الخاصة بالعمل وأن المسلسل لم يتم الاستقرار بعد على إمكانية عرضه خلال شهر رمضان وإلى أن يتم الاستقرار على توقيت عرضه فلا مجال لأى جدال حول فكرة ومضمون المسلسل.