للمرة الثانية على التوالى يخرج المنتخب المصرى لكرة القدم من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بجنوب أفريقيا2013 بعد التعادل الإيجابى 1/1 أمام أفريقيا الوسطى فى بانجى وكان قد خسر فى القاهرة بثلاثة أهداف لهدفين ليودع التصفيات مبكراً بعد أن كان الملك المتوج للقارة عقب فوزه بالكأس ثلاث مرات متتالية بداية من 2006 وحتى 2010. ولا يتبقى أمام المنتخب الوطنى سوى المنافسة على التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 فى محاولة للتخفيف من الصدمات المتتالية التى تتعرض لها الكرة المصرية منذ عامين.
التقيت لمعرفة رأى هؤلاء خاصة من كانت لهم خبرات فى العمل ضمن الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى فى السابق حيث أكد فتحى نصير المدير الفنى لاتحاد الكرة السابق والذى كان يقوم بالتحضير لاستعدادات المنتخب ومبارياته فى السابق أن ما حدث للمنتخب الوطنى كان نتيجة طبيعية لعدم وجود مسابقة محلية منتظمة فى مبارياتها تقوم بإعداد اللاعبين خير إعداد على مدار الموسم.
وأشار نصير إلى أن إلغاء الموسم الكروى كان السبب الرئيسى فيما نحن فيه الآن خاصة أن المعسكرات التى قام الجهاز الفنى بإعدادها لم تف بالغرض أو توفر للاعبين الاحتكاك القوى واكتساب حساسية المباريات بصفة مستمرة.
وتوقع نصير أن يتأثر أيضا كل من الأهلى والزمالك خلال مشاركتهما فى مسابقة دورى أبطال أفريقيا والتى وصلا فيها إلى دور الثمانية ووقع كل منهما ضمن مجموعة واحدة.
واعترف «حمادة صدقى» المدرب السابق لمنتخب مصر أن الخروج من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2013 بجنوب أفريقيا بدايته كانت من القاهرة بعد الخسارة بثلاثة أهداف لهدفين حيث أكد أن أفريقيا الوسطى لا يمكن أن تفرط فى الفرصة التى قدمناها لهم على طبق من ذهب فى القاهرة.
وأوضح صدقى أن المنتخب يعانى مشاكل خاصة فى خط الدفاع ويجب على الجهاز الفنى الحالى أن يبحث عن علاج للمشكلة قبل استكمال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وأكد صدقى أن تأهل مصر إلى كأس العالم بالبرازيل كفيل بأن يخفف من وطأة الخروج المبكر من أمم أفريقيا، خاصة أن مصر غابت عن المشاركة منذ أكثر من 20عاما.
وأعرب الدكتور «طه إسماعيل» الخبير الكروى عن حزنه العميق لخروج المنتخب الوطنى مبكرا من سباق التأهل إلى الأمم الأفريقية مشيراً إلى أن الفراعنة عانوا من أخطاء كانت بحاجة لعلاج حاسم قبل الدخول فى التصفيات الأفريقية من جانب الجهاز الفنى بقيادة الأمريكى بوب برادلى ومعاونيه.
ورفض إسماعيل فكرة الاستغناء عن المدير الفنى للمنتخب فى الوقت الحالى مشيرا إلى أن ذلك سيعيد المنتخب إلى نقطة الصفر.
وشدد إسماعيل على ضرورة تكاتف الجميع خلف المنتخب الوطنى حيث تأثر بتوقف مسابقة الدورى عقب أحداث مذبحة بورسعيد خاصة أن المباريات الودية التى خاضها لم تكن كافية لتحسين الأداء واكتساب حساسية المباريات وجاهزية المشاركة فى المباريات الرسمية.
وقال «فاروق جعفر» مدرب المنتخب السابق إن بوب برادلى وقع ضحية لأحد أفراد الجهاز الفنى الذى قدم له نصيحة بضرورة الاعتماد على النجوم الكبار فى المرحلة الحالية بالرغم من أن هؤلاء لا يقومون بدورهم بشكل سليم وقوى وهو ما أثر على الفريق ككل وكان يجب عليه أن يستدعى عدة عناصر لقائمة المنتخب تتميز بالمجهود الوفير الذى يخدم الفريق فبعض النجوم الحاليين للمنتخب لا يصلحون.
وأشار جعفر إلى أن الجهاز الفنى للمنتخب الأول يجب أن يعى أن أى لاعب يلعب فى المنتخب الأوليمبى لا يصلح بالضرورة للمشاركة مع المنتخب الأول حيث يحتاج الأخير إلى خبرات كبيرة لا تتوفر فى الفئة العمرية التى تمثل المنتخب الأوليمبى.
ورفض جعفر فكرة الاستغناء عن برادلى فى الوقت الحالى حفاظا على سمعة مصر فى إبرام التعاقدات مع المدربين الأجانب فقرار رحيل برادلى إذا صدر من اتحاد الكرة فإن ذلك سيعنى أن المنتخب المصرى يتعامل مع المدربين بنظام القطعة خاصة أن المهمة التى جاء برادلى من أجلها لم تكن الأمم الأفريقية وإنما التأهل إلى كأس العالم.
وأكد جعفر أن برادلى فى بداية رحلته مع المنتخب يحمل الكثير من الأمانى والطموحات للفراعنة ولكنه اصطدم بالواقع الأليم خاصة أن وجوده تزامن مع توتر الأحداث السياسية وتأثير ذلك على الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص بعد توقف الكرة نتيجة الانفلات الأمنى وحصل أغلب اللاعبين على راحة لفترة طويلة يصعب معها إستعادة لياقة المباريات بشكل كامل فى وقت قصير ولا يكفى مجرد تجمع أو معسكر لمنح اللاعبين القدرة على مجاراة من يملكون لياقة بدنية عالية وقوة فى الأداء وهى الصفة التى تنفرد بها معظم المنتخبات الأفريقية.
وطالب جعفر بأن يقوم الجهاز الفنى بالاستغناء عن أى لاعب مقصر فى أداء واجبه فى المرحلة المقبلة فلا يوجد ما يسمح من الوقت كى يكون منتخب الفراعنة عرضة لمن يتهاونون فى خدمة بلدهم أو الهروب من المنتخب.
واختتم جعفر حديثه بضرورة أن يطوى المنتخب الوطنى صفحة الماضى بما فيها من إيجابيات وسلبيات وأن ينصب التفكير فى المستقبل حيث لا يزال هناك مزيد من الوقت كى يستعيد الجهاز الفنى واللاعبون توازنهم من جديد.