قبل أن تشنوا غارات الغضب من العنوان وقبل أن تتوغلوا فى قراءة السطور القادمة نقر ونعترف أننا لسنا من الفلول ولا من جماعة آسفين يامخلوع ولا ممن لهم أجندات، ولكننا ممن آمنوا بحق الثوار فى التغيير كلما شعروا بظلم ولكن هناك أموراً يتوقف فيها العقل الثورى لحظات للتركيز والتأمل، هو إيه اللى بيحصل ولصالح مين وهدفه إيه؟! أسئلة تدور فى الذهن منذ وقوع أحداث العباسية التى انطلقت شرارتها الأولى باعتصام جماعة حازمون من أجل نصرة مرشحهم المستبعد ولمحاولة كسر عنق القانون بإعادته لسباق الرئاسة ولأن اعتصامهم نال من الاستهجان والنقد أكثر مما نال من التأييد حولوا بوصلة الهدف على مؤشر آخر وهو إلغاء المادة 28 وتسليم السلطة حتى يلعبوا ويلهبوا مشاعر كل الغاضبين على تلك المادة ويكتسبوا شرعية الاعتصام أمام وزارة الدفاع والسؤال لماذا لم يعتصموا فى التحرير المحطة الشرعية لأى اعتصام؟ وما هو الهدف الحقيقى من اعتصامهم بعد كل هذا الدمار والقتل والدماء التى سالت؟!.
لكل هذا كان سؤالنا: هل الاعتصام حق يراد به باطل؟
فى السطور القادمة نطرح سؤالنا على مجموعة من الثوريين والخبراء لعلهم يفسرون لنا ما جرى..
∎ لم أكن مقتنعة
تقول إسراء عبدالفتاح الناشطة السياسية المعروفة «أنا لم أكن انتوى الانضمام معهم منذ البداية لأننى غير مقتنعة بالاعتصام ودوافعه، فهم كانوا يعلمون بالمادة 82 ووافقوا عليها ولكن بعد أن تم ضربهم والهجوم عليهم من قبل بلطجية مأجورين هنا قررت النزول والانضمام.. فسألتها ولكن هم أيضا معهم أسلحة وتم اكتشاف ذلك بالفعل.. فقالت لا أحد كان يعلم ذلك ولم نر بأعيننا ولكن إذا كان الجيش يعلم لما لم يقبض عليهم من الأول ويصادر أسلحتهم قبل إهدار الدم المصرى بهذا الشكل.. أنا مع الاعتصام لأسباب حقوقية وليس للمصالح الشخصية. أما الدكتور هانى عزيز نائب رئيس جمعية مصر السلام فيقول: الاعتصام حق من حقوق المصريين ولكن له أصول ومعايير ويكون هناك سبب جوهرى.. مقنع للجميع ويكون فى مكان محدد لا يعطل ولا يضايق أحدا.. ميعاد محدد.. وأعتقد أن التحرير أصبح مكانا للاعتصامات ولكنى أفضل مكاناً آخر لا يعيق حركة المرور وبعيداً عن أماكن الدولة المهمة ويكون أيضا سهل الوصول له والإجراءات التى المفروض تتم لو تعدى المعتصمون حقوقهم يجب إخلاء المكان على الفور.
∎ المرشح المحروج
أما الدكتور أبوالعز الحريرى مرشح الدولة للرئاسة ونائب مجلس الشعب عند سؤاله هل أحيانا يكون الاعتصام حقا يراد به باطل أجاب.. نعم أحيانا يكون كذلك فسألته أن يتحدث فى التفاصيل فأجاب: أعلم أنك تتحدثين عن موضوع العباسية ولكنى لن أتحدث عن هذا فرجاء لا تحرجينى فى ذلك.. أغلقت الهاتف وأنا فى حيرة ماذا يقصد بكلمة تحرجينى!! فهل يقصد أنه مرشح للرئاسة ولا يريد خسارة بعض الأصوات ممن يعتقدون أن الاعتصام حق مباح فيه كل شىء وهو يرى عكس ذلك ولكنه خائف من اختلاف الرأى الذى من المؤكد سيفسد للود قضية كما تعودنا هذه الأيام فى مصر!!
وقال الدكتور محمد فايق وزير الإعلام السابق وعضو جمعية حقوق الإنسان حاليا: الاعتصام حق بلا شك والتظاهر أيضا لكن بشرط ألا يكون به اعتداء على الآخرين بمعنى أن يقوم بتعطيل الناس بسد الطريق أو إغلاقه.. فكل هذا لا يعتبر اعتصاما بل بالعكس يعد اعتداء على حقوق الآخرين ولا يكون مشروعا.. ويتسبب فى الكثير من الجرائم وبصفة عامة من حق الناس أن تعتصم إما بصفة خاصة كما حدث فى العباسية، والاعتداء على وزارة الدفاع والمنشآت يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون وهذا النوع من الاعتداء ليس له علاقة بالاعتصام أو التظاهر، فالاعتداء على المنشآت سواء حكومية أو عسكرية أو خاصة كل هذا جرائم يعاقب عليها القانون.
ويقول عبدالغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى التظاهر يوم الجمعة فى العباسية للمطالبة بانتهاء الفترة الانتقالية فى ميعادها 30-6 اعتصام مشروع ومطالب سياسية واحدة ومحددة وفى ميدان آمن كالعباسية لكن توجههم لوزارة الدفاع ومحاولة تخطى الأسلاك الشائكة حولها فهذا أمر خاطئ.. التظاهر السلمى غير المصحوب بعنف هو حق من حقوق المواطن الأساسية، أما فى حال إندساس بعض الناس بين المتظاهرين والتعدى عليهم بالضرب فهذا يعتبر عدواناً على المتظاهرين.. فالمواطن المصرى من حقه التظاهر سلميا دون التعدى على أحد أو تعطيل مساره، ومن حقه المطالبة بكل احتياج مشروع، لكن عند البلطجة عليه وضربه يكون هذا عدوانا على حق مشروع للمواطن المصرى والبلطجية مدسوسون وهم لا يعتبرون من الشعب المصرى.