مرشح الأقباط.. تساؤل أصبح الشغل الشاغل لجميع الأذهان.. فبعد إعلان المسيحيين أنهم سيخرجون فى انتخابات الرئاسة ليدلوا بأصواتهم حتى لا يتكرر ما حدث فى مجلس الشعب وسيطرة الإخوان والسلفيين.. أصبح السؤال الملح: من هو مرشح الأقباط القادم.. من هو المنقذ لهم؟!! شائعات وتسريبات انتشرت حول اسم المرشح خاصة بعد زيارة عمر سليمان لهم وتأييد المعظم له، لكن الأحوال تبدلت بعد خروجه وبقى الاختيار المحير: من سيحظى بأصوات الأقباط: الجرىء أم الجميل أم سيفرض عليهم الوحش؟!
عقب الزيارة الأخيرة للمرشح المستبعد عمر سليمان للكنيسة بمناسبة أعياد القيامة انتشرت شائعات تفيد أن الكنيسة تتجه لعقد صفقة مع عمر سليمان بحيث تمنحه صوتها مقابل الحفاظ على مدنية الدولة.
وبالرغم من نفى الأنبا باخوميوس الخبر، وتأكيد عمر سليمان على أن الزيارة كانت فقط من أجل التهنئة بأعياد القيامة ولم تتناول أى كلام عن الانتخابات الرئاسية أو حتى البابوية.
لكننا فوجئنا بعدد كبير من النشطاء الأقباط يعلنون أن احتمالية ترشيح الأقباط لشخص من الفلول ستكون أكبر من احتمالية اختيارهم لشخص إسلامى يدعو إلى ترسيخ مبادئ الدولة الإسلامية كما وجدنا اتحاد شباب ماسبيرو يصدر تصريحا يعلن فيه اختيار رئيس من النظام السابق خير لهم من اختيار رئيس إسلامى ينعت الأقباط بالكفار وأضاف فى تصريحه إن الثورة فشلت لأنها لم تغير أى شىء بل بالعكس أتت بأناس خدعوا الشعب باسم التغيير ووسطية الدين الإسلامى لكنهم ما لبثوا أن استولوا على السلطة التنفيذية ظهروا على حقيقتهم، واتضح أن هدفهم السيطرة على كل شىء، ولم يكتفوا بذلك بل يسعون الآن لأخذ الحكم والأكثر من ذلك يلقبون غير المسلمين بالكفار.
لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد خرج سليمان من ماراثون الرئاسة بعد عدم استيفاء أوراقه ورجع الأقباط مرة أخرى إلى حيرتهم الأولى، ومتاهة الإجابة عن السؤال الأهم من سيختارون مرشحا لهم فى انتخابات الرئاسة؟
واتجهت الأنظار إلى اثنين: الجرىء والجميل.. ورفضت الوحش. [كاريكاتير خضر حسن ]
∎ الجميل
ويعتبر جزء كبير من الأقباط المرشح الرئاسى د. عبدالمنعم أبوالفتوح شخصاً من الطراز الجميل، حيث إنه يتسم بالوسطية والاعتدال والتفتح، والأهم من ذلك قبول الرأى الآخر. والتفاهم مع الشباب القبطى وحضور الندوات والمؤتمرات معهم.
وقد كان أبوالفتوح هو المرشح المفضل لديهم قبل ظهور عمر سليمان على الساحة.
والآن.. وبعد خروجه من السباق رجع أبوالفتوح مرشحا بقوة خاصة بعد تقدم الإخوان المسلمين باثنين من المرشحين رفض أحدهما وهو الشاطر أما محمد مرسى فتم قبوله.
ومن هنا ازداد الخوف والقلق فى نفوس الأقباط من وصول التيار الإسلامى المتشدد إلى كرسى الرئاسة، والاستحواذ على الدولة.
هذا بالإضافة إلى إعلان رئيس الهيئة القبطية تأييد أبوالفتوح منذ بدء السباق، وليس ذلك فقط بل إنه أرسل دعوات لعدد كبير من الأقباط يحثهم فيها على عمل توكيلات لأبوالفتوح لأنه من وجهة نظره إسلامى وسطى لن يظلم الأقباط، كما أنه أنسب شخص فى هذه المرحلة الحرجة لأنه يريد شخصاً يجمع كل طوائف الشعب تحت مظلة واحدة.
يقول د. شريف دوس - رئيس الهيئة العامة للأقباط: فى رأيى أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هو الأنسب لرئاسة مصر، حيث إن تاريخه الحافل يشهد له، وعمله السياسى والاجتماعى كفيل بأن يعلن عنه.
وأنا لا أنسى أنه جاء إلينا فى يناير الماضى ليشاركنا فى تأمين الكنيسة بعد حادث القديسين.
ومن بين ما نراهم على الساحة الآن من مرشحين للرئاسة أرى أنه الأفضل للجميع. نحن نحتاج لشخصية وطنية متوازنة تجمع شمل العائلة المصرية من جديد لتستعيد نهضتها وللتخلص من الفساد الذى اجتث جذورها على مدى سنوات طويلة.
∎ الجرىء
وهناك جزء آخر من الأقباط يفضل الرئيس القادم أن يكون مدنيا.. لكن المشكلة أن المدنيين المرشحين للرئاسة مثل حمدين صباحى وخالد على والمستشار البسطويسى لن يحصلوا على نسب أصوات عالية، لذا فلن يكون هناك أمامهم مفر غير عمرو موسى ويتزامن ذلك مع الزيارات المتتالية لعمرو موسى على الكنيسة قبل موت البابا.
وبالرغم من أن البابا شنودة استقبل العديد من مرشحى الرئاسة قبل وفاته، وأعلن أيضا أنه يقف على مسافة واحدة من كل المرشحين إلا أن الكثير من النشطاء المسيحيين كانوا يرون أن الكنيسة فى عهد البابا كانت تميل نحوه إلى درجة كبيرة، وذلك بسبب جرأته النابعة من الدبلوماسية التى فرضتها عليه مناصبه التى تولاها.
لكن بعد وفاة البابا تأثر موقفه بعض الشىء، لكنه يحاول الآن استعادة مكانته عن طريق القيام بعدة جولات لعدد من الكنائس كانت آخرها جولة فى كنائس الإسكندرية وقد استقبله مستشار العلاقات العامة للبابا الراحل.
واللافت للنظر أن قناة أغابى «القناة القبطية الوحيدة فى مصر» كانت مرافقة له خلال الجولة، فهل هذا له مغزى؟!!
∎ الوحش
أما الجزء القليل من الأقباط فهم الذين سيؤيدون مرشحى الجماعات الإسلامية، ولولا خروج أبوإسماعيل لقاموا بترشيحه، وهذا غريب لكن الحقيقة أن هؤلاء الأقباط نسبتهم قليلة للغاية، ومنبوذون من قبل الشعب القبطى لأن أفراد الجماعات الإسلامية يرونهم «وحوش» على حد قولهم، ولن يسمحوا بوجود الدولة المدنية بالإضافة إلى أنهم يطلقون عليهم: الكفار. هذا إلى جانب خوفهم من دفع الجزية، ومعاملتهم معاملة سيئة، وحرمانهم من حقوقهم الوطنية.
وعن هذا يقول المفكر القبطى كمال زاخر: بالفعل هناك تخوف كبير لدى الأقباط من الدولة الإسلامية، وليس هذا سببه الإسلام.
لأن الإسلام دين وسطى سمح ينهى عن التعصب ويأمر بالمحبة والتسامح ويوصى بأهل الذمة. لكن المشكلة فى الأشخاص أنفسهم، فعلى سبيل المثال: رد فعل أنصار حازم أبوإسماعيل بعد قرار استبعاده من السباق الرئاسى ونفس الأمر بالنسبة لخيرت الشاطر الذى أعلن عن اتجاهه للكفاح المسلح بعد خروجه من الانتخابات.
وهذا كله سبب تخوفاً لدى الأقباط من الحكم الإسلامى وذلك سيدفعهم للبحث عن مرشح مدنى لانتخابه.