وأخيرًا تحقق حلم الأهالى قصر الثقافة «للجميع» فى الغردقة

بعد سنوات من الإقصاء والإهمال لمحافظة البحر الأحمر والمناطق الحدودية فى المجال الثقافى والفنى دبت السعادة فى قلوب وعقول أهل الغردقة بعد أن افتتح د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة أول أمس ومعه اللواء محمود عاصم جاد محافظ البحر الأحمر وسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة قصر ثقافة الغردقة الذى ظل حلمًا يراود أهل المحافظة منذ سنوات بعيدة.

على أنغام المزمار والطبل البلدى لفرقة سوهاج للفنون الشعبية افتتح المسئولون القصر وتفقدوا محتوياته، والقصر على درجة عالية من التنفيذ والإتقان ومساحته 9 آلاف متر مربع وتكلف 55 مليون جنيه ويشتمل على مبنى إدارى ومبنى أنشطة ومكتبة عامة وأخرى للطفل وناد تكنولوجى وقاعة معارض فنون تشكيلية، وقاعة لتدريب الفرق الفنية فضلاً عن ناد للأدب وآخر للموهوبين وثالث للعلوم والأبرز فى قصر ثقافة الغردقة مسرح كبير يحتوى على 850 كرسياً ودار سينما وترجمة فورية وهو مسرح يفوق فى جودته أحسن مسارح مصر بالإضافة إلى فندق يضم 24 غرفة سعة 69 سريراً.
والآن تشعر الغردقة التى ظلت تقدم الفنون والموسيقى والمسرحيات والتراث بالفخر بعد أن أصبح لها قصر ثقافة يليق بها ويسعد أهلها أكثر بعد أن وعدهم المحافظ بإنشاء فرقة للفنون الشعبية خاصة بالبحر الأحمر فضلاً عن فرقة أخرى للفنون المسرحية خلال أشهر قليلة.

ويعد قصر ثقافة الغردقة هو المتنفس الوحيد فى البحر الأحمر للثقافة وبإمكانه أن يخدم بقية مدن المحافظة مثل سفاجا ومرسى علم والقصير وحلايب وشلاتين وإظهار قيم وعادات وتقاليد وتراث هذه المناطق المهمة والمميزة والتى لا نعرف عنها شيئا خاصة أن الفرصة مواتية بعد أن اتفق وزير الثقافة مع محافظ البحر الأحمر على التنسيق والتعاون والتكامل بين الثقافة والآثار والسياحة لتتم خدمة أهالى المحافظة التى يقطنها ما يقرب من 100 ألف نسمة فضلاً عن نصف مليون مغترب ناهيك عن الأجانب الذين يتوافدون على الغردقة.

وقد حرص الوزير والمحافظ فى لقائهما بالصحفيين بالتأكيد على هذه النقطة، وهنأ كل منهما أهالى المحافظة على هذا القصر والصرح الثقافى المهم الذى جاء فى إطار توعية الناس ثقافيًا والتواصل معهم.

وأكد الوزير على وجود اعتمادات مالية جديدة للمناطق الحدودية ومحافظات الصعيد فى الخطة المالية الجديدة لإبراز وإقامة الأنشطة بها واقترح على القائمين على القصر استقدام دار الأوبرا لتقديم عروضها على مسرح القصر والتعاون مع الفرق الغنائية والفنية.

وأكد الوزير على اقتراح «صباح الخير» باستثمار القصر ثقافيا وتجاريًا من خلال التعاون الثقافى مع جميع الجهات المعنية.

وهو ما أكد عليه أيضا محافظ البحر الأحمر الذى وعد الجميع بدعمه الكامل لأى نشاط يسهم فى رفعة الغردقة ثقافيا واقتصاديا وإقامة التعاون مع الهيئات العامة والخاصة وبينها المراكز الثقافية، والكل فى المحافظة من المسئولين والناس العاديين متحمسون لذلك وعلى رأسهم محمد موسى تونى رئيس إقليم وسط وجنوب الصعيد بهيئة قصور الثقافة د. شاكر عبد الحميد ومحمود عبدالعزيز مدير عام الإقليم وهو الجندى المجهول وراء إقامة هذا القصر المتميز.

وكان الوزير فى تفقده للقصر قد شاهد أعمال 5 فنانين تشكيليين فى معرض «أمواج» الذى عبر عن البيئة المصرية، بالإضافة إلى حضوره تابلوهات فنية لفرقة سوهاج للفنون الشعبية والتى قدمت فاصلا من التحطيب والرقص والغناء بشكل بديع أبهج الحاضرين