"لدي رؤية لأمريكيين في الثمانينيات من العمر، يدفع بهم علي مقاعد متحركة إلي مكاتبهم ومصانعهم، بعد أن فقدوا سيقانهم في الحروب الإمبريالية، وأموالهم لدي مضاربي وول ستريت، وتؤرقهم ذكريات مريرة لانتخابهم رئيسا وعد بالتغيير والازدهار والسلام، ثم قام بتعيين محتالين ماليين ودعاة حروب في المناصب المهمة". يستقي جيمس بتراس هذه الكلمات من رجل دين متجول قالها في 2008، ليقدم بها فصلا بعنوان "انتخاب أعظم محتال في التاريخ المعاصر" والذي يوجه فيها سهام الاتهام للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بوصفه "رجل عصابة" و"اسما تجاريا لشبكة من المحتالين ". في كتابه الصادر ترجمته حديثا عن إصدارات سطور الجديدة "وجه أوباما الأبيض.. الحروب الأمريكية والأزمة المالية" يؤمن المفكر الأمريكي اليساري بأن هناك هوة سحيقة تفصل بين خطابات أوباما أثناء حملته الانتخابية وبين علاقاته "النفعية" بالشخصيات الأمريكية الرجعية ومحترفي السلطة. يري بتراس أن الرئيس الأسود أخفي التزامه العلني لمضاربي وول ستريت وداعميه من دعاة الحروب المدنيين، فيما كان انتقاؤه لمستشاري حملته - والذين عينهم فيما بعد في المناصب الاستراتيجية - مؤشرا علي استمرار سياسات إدارتي بوش وكلينتون الاقتصادية والعسكرية. أما تفسيره لما حصل أن الجماهيير ظلت أسري سحره وخطاباته الناعمة. يقول بتراس: "الآن يهيل الحاوي الذي كان قد تحدث عن التغيير الثناء علي فضائل الخبرة بتعيينه نفس الأرزقية السياسيين في جميع المناصب". من مظاهر احتيال أوباما الاقتصادي يذكر المؤلف أنه لم يخصص سنتا واحدا للعاطلين، وينتهي إلي أن لأوباما وجها واحدا هو "أبيض" شديد الالتزام والوضوح، والذي برهن من خلال جميع الشخصيات التي عينها علي تمسكه بوجه داعم لقيام الإمبراطورية. في فصل آخر بعنوان "أوباما ومزرعة الحيوانات" يصف المؤلف مشاهد مؤلمة ومقززة من سياسات أمريكا في العراق وأفغانستان والتي لم تتغير مع مجيء أوباما ولن تتغير، حيث يؤكد بتراس أن ما يحدث الآن في إدارة بوش يماثل ما وصفه جورج أورويل في روايته الساخرة "مزرعة الحيوانات"، ينفذ الخنازير الديمقراطيون الآن نفس السياسات العسكرية التي اتبعها الخنازير الجمهوريون قبلهم. بخصوص سياسة أوباما تجاه المسألة الفلسطينية، يري المؤلف أن الرئيس الأسود يكرر الترديد الطقوسي لما يسمي ب"حل الدولتين" مع إذعان كامل لإسرائيل وتلاعباتها، وكانت تلك القضية واحدة من ضمن سلسلة من الانتكاسات الخارجية لأوباما حول قضايا سياسية واقتصادية كبري. ويختتم المؤلف تحليله الهجومي علي باراك أوباما وسياسته بقوله: "إن المضي في الالتزامات العسكرية طويلة الأمد وبخاصة في زمن الركود الاقتصادي يؤدي إلي عملية تدمير ذاتي، والقضاء علي مصادر رزق ملايين المواطنين الأمريكيين، وتدمير بقايا مصداقية الولاياتالمتحدة الأخلاقية".