استعدادا لبناء دولة مستقلة لها خصوصيتها في كل شيء قامت حكومة جنوب السودان قبل استفتاء تقرير المصير المقرر في 9 يناير المقبل بصياغة وتلحين نشيد وطني جديد خاص بها يعبر عن هوية أهلها وقوميتهم بعيدا عن نشيد السودان الذي وضعته الحكومة المركزية في الخرطوم وكان يردده الطلبة في المدارس وداخل الجيش الشعبي. ويبدأ النشيد الجديد بكلمات «يا إلهنا.. نحمدك ونجلك ونثني عليك لنعمائك علي كوش.. أرض المحاربين العظماء ومهد الحضارة الإنسانية.. يا كوش انهضي وبثّي شعاعك وبريقك وارفعي علمك مع النجم الهادي، وانشدي أناشيد الحرية بسرور من أجل أن يسود أرجاءك السلام والعدالة والحرية...» في حين كانت بداية نشيد حكومة الخرطوم تؤكد «نحن جند الله .. جند الوطن.. نشتري المجد بأغلي ثمن». وقامت بالفعل حكومة الجنوب بتلحين النشيد الجديد تمهيدا لإعلانه نشيدا قوميا لها في حالة الانفصال بدلا من استخدام نشيد حكومة الشمال في مؤسساتها الرسمية والتعليمية والثقافية وعلي رأسها المدارس والجيش. وطلبت حكومة الجنوب من مجموعة موسيقيين لتلحين النشيد باللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الرسمية في جنوب السودان. اللافت أن النشيد الجديد أثار انتقادات البعض حيث لم يعبر عن شعار العلمانية والديمقراطية الذي رفعته حكومة الجنوب وطالبت به كثيرا حكومة الخرطوم وإنما عكس توجهاً دينياً صريحاً باستخدام بعض مصطلحات من الكتاب المقدس مثل «كوش» وهو ما اعتبره البعض تكرارا لخطأ حكومة الشمال في عدم مراعاة اصحاب الديانات الاخري من غير المسيحيين. يقول محيي ابراهيم - موظف جنوبي - ان الحكومة قامت بتغيير النشيد ليعبر عن قوميتهم وخصوصيتهم الثقافية خاصة ان النشيد المستخدم في المدارس يحمل شعارات اسلامية ولا يراعي التنوع الثقافي في الجنوب، مشيرًا إلي ان العمل بالنشيد الجديد ستحدده الحكومة في حالة وقوع الانفصال.